رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان فريد

- كاتب وأكاديمي في أكاديمية المها للبنين

مساحة إعلانية

مقالات

240

رمضان فريد

الذئب الجائع وموسم الوحدة العربية

21 فبراير 2025 , 02:00ص

لو كنت رسّامًا بارعًا لاجتهدت في رسم لوحة معبّرة عن حالنا اليوم، لوحة فيها الذّئب يفترس إحدى النّعاج الشّاردة عن القطيع، وراعٍ يغطّ في النّوم بعد أن امتلأت بطنه، وذهبت فطنته، لوحة تتراءى أمام عينيّ ليل نهار، وإن تصوّرها وتأمّلها أحد سيشعر بتدني احترامه لذاته ويصاب بما يُعرف بالرّهاب الاجتماعي أي القلق من نظرة الآخرين ورأيهم في مواقفه وشكله، والحديث القائل: «إنما يأكل الذّئب من الغنم القاصية»، ثقافة دينيّة لم تفلح حتى الآن في نجاة بعضنا، والغريب في الأمر أن ذئاب اليوم لا تنتظر الغنم حتى تشرد عن القطيع، إنّما تعمل وتخطّط لخروجها وشرودها الواحدة تلو الأخرى، ويساعدها في ذلك بقاء الرّاعي نائمًا.

الأمر مزعج حقًا، والصّورة قاسية، وصار الوقت معصرة تقذف الرّاعي بالهواجس المرعبة، وتزيد من قلقه الاجتماعي، فظلّ يتأمّل المشهد حتى وجد الذّئب فوق رأسه يقايضه بين حياته وبين المرعى بأكمله، ولم يكن الرّاعي يحتاج إلّا لعصا أبيه الّتي خبّأها أسفل فراشه حتى يحمي نفسه، ولكن ماذا عن القطيع؟ وماذا عن المرعى وقد أحاطت به الذّئاب؟

طريقة واحدة لحماية المرعى والقطيع، وهي أن يبقى الرّاعي يقظًا ويعود إلى علاقته بأخوته من الرّعاة الذين صادقوا الذّئب يومًا ونسوا طبعه الغادر، فيصلح بالهم ويجمع شملهم، ليطمئنوا إليه، فيفكرون معًا ويعملون معًا؛ لأنّ عمل الرّاعي وحدة قد يكلفه خسارة كبيرة وهو في سباق مع زمن متغيّر، فالذّئاب مجتمعة وجائعة ولم تعد تخشى عصا أبيه القديمة، ولا تخاف الكلاب الّتي سَمِنت وزاد شحمها فلم تعد قادرة على الرّكض حول القطيع، وعليه أن يجد مع أشقائه من الرّعاة وسائل من ابتكارهم تُرهب الذّئاب، وتُعجزها، فقد سبق وأرعبتها عصا فيصل من قبل، وإذا تمّ هذا فلن تعود الذّئاب لتهدّد المرعى ولا القطعان.  إنّ بقاء الرّاعي يقظًا يجدّد الأمل في حياة آمنة للرّعيّة، ومتى شعرت الرّعيّة بذلك صارت سهامه الّتي يطلقها على الذّئاب أينما وُجدت وكلما اقتربت من الحمى، فيسلم الجميع، فلا تستطيع الذّئاب أنْ تنال من أمّةِ يرعاها يقظٌ، ولن نخشى على أوطاننا، فبحارنا وأنهارنا وجبالنا وسهولنا تحميها وحدتنا ويقظتنا. وليس غريبًا أن تتكالب علينا الذّئاب، لأنّنا لسنا في موسم وحدتنا ولا في ساعات يقظتنا وما جرّأها علينا سوى أنّها اطمأنّت إلى فرقتنا، ولكنّنا أمّة توحّدها المصائب وتطهّرها الأوجاع، وتعلّمها كثرة الأخطاء، فتعود قادرة على سحق أودية الذّئاب وتتوقف عن ترويض الذّئاب فالذّئاب لا تُرَوّض.

اقرأ المزيد

alsharq لغة (السونكي) الدامية

رفع جثة الطفل الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات بطرف (السونكي)، وهي تشبه الحربة الحادة المعلقة في رأس... اقرأ المزيد

246

| 05 نوفمبر 2025

alsharq «ولكنني لست من هنا»

كم مرة جلست بين مجموعة، ومر بك ذاك الشعور بأن كل ما حولك غريب لا تنتمي له؟ كم... اقرأ المزيد

174

| 05 نوفمبر 2025

alsharq السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف تلك الجغرافيا فحسب، بل تمتد لتأكل الكيان العربي وضميره الخامل،... اقرأ المزيد

252

| 05 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية