رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز محمود المصطفى

كاتب وأكاديمي

[email protected]
 

مساحة إعلانية

مقالات

246

عبد العزيز محمود المصطفى

نبض القلوب ولحن الحياة

20 يونيو 2025 , 04:11ص

تعد الكلمة من أقوى الأدوات التي يمتلكها الإنسان؛ فهي تحمل في طياتها قدرة غير محدودة على تشكيل العلاقات الإنسانية، سواء بالتحسين أو التدمير. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى العميق بقوله تعالى: «فقولا له قولا لينا».

مما يعكس أهمية استخدام الكلمات الطيبة واللينة في التأثير بين الناس.

إن أثر الكلمة الحسنة يمتد ليشمل مجالات متعددة في الحياة اليومية، حيث يؤثر بشكل مباشر على النفس البشرية والمجتمع بشكل عام، وقد لخص الشاعر أبو الطيب المتنبي أثر الكلمة فقال:

لا خيل عندك تهديه ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

فالكلمة الحسنة تترك أثرا عميقا على النفس البشرية؛ لأن الفرد عندما يستقبل كلمات إيجابية ومشجعة، فإن ذلك ينعكس بشكل كبير على مشاعره وثقته بنفسه، كما أن الكلمة الطيبة تزرع في القلب مشاعر السعادة والراحة النفسية، مما يسهم في بناء شخصية قوية ومستقرة نفسيا وعاطفيا، ويعزز من قدرة الفرد على مواجهة التحديات.

على صعيد آخر، تساهم الكلمات الحسنة في تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الأفراد، فلطالما كانت العبارات اللطيفة والمعبرة تخلق بيئة يسودها التعاون والتواصل الفعال، مما يؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية، في بيئة العمل، ويمكن للعبارات الإيجابية أن تساهم في خلق جو من الإبداع وروح الفريق، حيث يشعر الموظفون بالتقدير والدعم من زملائهم ومديريهم. 

هذا الجو الإيجابي يعزز من الإنتاجية ويساعد على تحقيق الأهداف المشتركة بكفاءة عالية وسرعة متناهية.

من جهة أخرى، تلعب الكلمة الطيبة دورا محوريا في نشر روح التفاؤل في المجتمع ككل؛ فعندما يتبنى الأفراد ثقافة استخدام الكلمات التي تحمل سعادة في حياتهم اليومية، فإن ذلك يسهم في تقليص النزاعات والمشاكل، ويعزز من روح المحبة والتعاون بين الناس؛ فالمجتمعات التي تشجع على التواصل الإيجابي تكون أكثر استقرارا وأقل عرضة للصراعات، مما يسهم في بناء بيئة اجتماعية صحية ومزدهرة.

ختاما: يجب علينا أن ندرك تماما أن للكلمة تأثيرا كبيرا وعميقا في حياتنا اليومية، لذا ينبغي علينا اختيار عباراتنا بعناية فائقة، وأن نحرص على استخدام الكلمات الحسنة في تعاملاتنا مع الآخرين، لتكون تلك الكلمات وسيلة فعالة لبناء عالم أفضل يسوده الحب والتفاهم والاحترام المتبادل، ولندرك أن قوة الكلمة ليست مجرد تعبير عن الأفكار، بل هي أيضا أداة لبناء جسور من التواصل الإنساني الذي يرتكز على الإيجابية والعطاء.

 

مساحة إعلانية