رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد قطب القصاص

مساحة إعلانية

مقالات

567

محمد قطب القصاص

لو تعلمون ما أعلم

20 مارس 2025 , 02:00ص

في الصحيحين واللفظ لمسلم: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ فَخَطَبَ فَقَالَ «عُرِضَتْ عَلَىَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا». قَالَ فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ – قَالَ – غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ – قَالَ – فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا)

قال النووي رحمه الله: أي: “لو رأيتم ما رأيتُ، وعلمتم ما علمت، مما رأيته اليوم وقبل اليوم، لأشفقتم إشفاقا بليغا، ولقلَّ ضحككم وكثر بكاؤكم”.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله، وانتقامه ممَّن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع، والموت، وفي القبر، ويوم القيامة، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة، والمراد به التخويف”.

وقال القرطبي رحمه الله: يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها، ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها، فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقا، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، قليل الضحك، جُلُّه التبسم”.

وقال المناوي رحمه الله: “(لو تعلمون ما أعلم) أي: من عظم انتقام الله من أهل الجرائم وأهوال القيامة وأحوالها ما علمته لما ضحكتم أصلا”.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أخفاها الله عن الخلق رحمةً بهم، وعلمها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يؤمر بإبلاغها للناس... وغطَّى الصحابة وجوههم ولهم خنين؛ يعني أصوات بكاء... وهذا يدل على كمال إيمانهم، وكمال تصديقهم بما أخبَرَ به الرسول صلى الله عليه وسلم.

مساحة إعلانية