رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
خروج الشعب في مظاهرات واحتجاجات تؤدي لهرب طاغية كما حدث في تونس.. ذلك أمر فيه ما فيه من الشهادة على قوة ذلك الشعب والدليل على قدرته، وفيه ما فيه من معاني التضحية والفداء والإدراك لقيمة الحرية والوعي لقدرة الشعوب على التغيير والإرادة والعزم، وفيه ما فيه من الإحساس بروح الجماعية والمسؤولية التضامنية وما لا ينكر أو يستصغر.. ولولا أن محمد البوعزيزي – مفجر هذه الثورة - وجد من حوله من يتضافر معه ويشعر بمأساته ويغار على دمه لراح ضحية كملايين الذين سحقتهم آلة الطاغية إما بالقتل أو السحل أو السجن والذين مزقت إنسانيتهم أو نهبت أموالهم وأعراضهم أو كبتت حريتهم.. كل ذلك لا ينكر..
إن تحول الهارب من فرعون كان يقول " أنا ربكم الأعلى " إلى نعامة فتخاء تهرب من صفير الصافر وإلى جبان رعديد قلبه في جناحي طائر.. ذلك إنجاز ينسب إلى الشعب الذي أخافه وأبطل سحره وخلعه.. وينسب أيضا إلى طبيعة الباطل الذي سرعان ما يتهاوى عندما يلقى رياح تغيير حقيقية (إن الباطل كان زهوقا) ولنتذكر أننا نتحدث عن نوعية من زعماء ما جربناهم في الهيجاء وما جربوا أنفسهم فيها ؛ وإن كانوا في الهريبة كالغزال..
أن يستقيل حكام تونس الجدد (القدماء) من حزب الرئيس الهارب ويقدمون الوعود بتحرير الإعلام والرأي العام من قيود الإرهاب الفكري والتطويق الأمني وبإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بعد شهرين أو سبعة أشهر أو حتى بعد سنة.. ذلك بل ربعه أو عشره إن تحقق فسيكون إنجازا أشبه بالمعجزة..
لكن.. وماذا بعد أن هرب " الفرعون الأكبر "؟ وإلى أي مدى يمكن الركون إلى هذه الوعود التي كنا نسمعها مع كل انقلاب في مشارق أمتنا ومغاربها؟ ومن يضمن أن يقع التغيير بعد شهري المهلة الدستورية خاصة أن الحكام الجدد هم " هامان فرعون " وهم الذين كانوا يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعصاه الغليظة التي يكسر بها ظهور البسطاء وينهش بها أجسام الأبرياء؟ وإذا كان التشكيل الحكومي الجديد قد تجاهل أحزاب المعارضة الكبيرة والحقيقية والتي ما جاء التغيير إلا تراكما على نضالاتها وجهاداتها وتضحياتها.. إذا كانت البداية وحيث الشعب لا يزال في الشوارع، وحيث الأمن لا يزال منفلتا والحكام الجدد لا يزالون (تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت) ؛ إذا كانت البداية من هذه الخطيئة فماذا يتوقع أن تكون النهاية؟ وماذا سيفعلون بعد أن تستقيم لهم قناة الناس وتستقر لهم الأمور؟ وماذا وماذا.. قد يكون الوقت مبكرا للحكم على كل ذلك ولكنها أسئلة من الضروري أن نسألها ومن الواجب أن تبقى ماثلة في وجداننا ووجدان كل تونسي إلى أن تتحقق وهي العلامات الحقيقية للنصر الحقيقي الذي لم ينجز بعد!
أرأينا كيف التفوا على الشعب التونسي وعلى ثورته! وبعد أن هرب رئيسهم! أرأينا كيف انقلبت الأمور لصالحهم وصالح ذات الرموز التي أكلت من لحم شعبها وشربت من دمه وباعت من كرامته.. المسألة بسيطة بالنسبة للنظام وستكون في ذهنية كل نظام مما يتوقع أن يلقى نفس المصير قريبا أو بعيدا.. وقد نجحت الخطة " أمران اثنان أو جملتان حسمتا الأمر وسرقتا الثورة حتى الآن 1- ما سبق من تفكيك البنى الأساسية للمعارضة 2- وإشاعة الخوف في الناس من خلال تحريك عناصر معدة مسبقا ومسلحة للنهب والقتل وإثارة الفوضى ألجأت الناس إلى طلب حماية الجيش وقوى الأمن.. لقد فطن ابن علي باكرا إلى تفكيك البنى الأساسية للمعارضة.. وها هي الجماهير اليوم بلا رأس يقودها ولا لب يحركها ولا أدنى فكرة لسد الفراغ الدستوري لديها، وبعض المعارضين غرق في القبول ببقايا النظام.. (سمعت قادة أحزاب ومنظرين مهمين وأسماء كبيرة في الكتاب وقادة الفكر والرأي وفي المعارضة التونسية.. عندما سئلوا عن حل مشكلة الفلتان عولوا على الجيش وناشدوا " المخلصين " من قوى الأمن.. التي هي جزء لا يتجزأ من النظام السابق.. والسؤال هنا لماذا يكون هذا هو كل ما يملكونه؟) هذه هي الخطة وهي التي جعلت الناس يتقبلون محمد الغنوشي الذي كان يد ابن علي اليمنى وفؤاد المبزع الذي كان يده اليسرى..
الشعب التونسي لم يخرج من عنق الزجاجة حتى الآن، وثورته لم تسلم له حتى الآن، وأكثر من ذلك يمكن القول وبدون مبالغة لقد سرقت الثورة حتى الآن والنظام ورموزه تمكنوا من احتوائها (حتى الآن أيضا) بصرف النظر عما سيكون وعما لا يزال يقدمه بقايا النظام السابق من تنازلات قد تنتهي بالنصر الحقيقي والتام.. ذلك يجب أن نقوله، وأن نفهم خلاصاته وأن نعمل على استدراك ما فات منها.. فالتجربة قد تكرر علينا كشعوب وعليهم كنظم تشترك مع نظام ابن علي في الفساد والاستبداد والعمالة للأجنبي وانتهاب الخيرات وتجيير مقدرات الدول لهم ولعوائلهم ومحاسيبهم.. وأخص هنا خلاصتين اثنتين :
أولا: لقد أثبتت أحداث تونس والكيفية التي هرب بها الطاغية وما نالت يداه وما فعل أتباعه من بعده.. كل ذلك أثبت أن من نظمنا من لا تهمه إلا مصالحه الذاتية شخصيا وحزبيا وجهويا، وأنهم في سبيل ذلك مستعدون لطحن الشعب والتاريخ والاستقلال.. بالتالي فإنه لا مقاسمة مع هذه النظم.. هذه النظم يمكن معرفتها وتحديدها بالعين المجردة.. وأحد المقاييس الكبيرة والتي لا يختلف عليها هو القضية الفلسطينية وما يتبع ذلك من علاقة مع العدو الصهيوني قربا أو بعدا.. هي المفاصلة إذن والذهاب إلى آخر المدى في عزلهم وإبعادهم وعدم تقبلهم أو الانخداع بنبراتهم أو عبراتهم (هنا يصح القول: إن رموز النظام القديم في تونس وأي نظام يسقط على نفس المنوال تجب مطاردتهم وطردهم من أية توليفة سياسية لا أن تعاد منتجتهم قادة وسادة ولا أن يعاد تصديرهم للشعوب كشركاء مقبولين وكأمل يمكن أن يثمر وطنية وحرية).
ثانيا: لقد أثبتت أحداث تونس وفقدان الدور الحقيقي المتقدم والمتناسق للمعارضة أن جهود المعارضات السياسية في بلادنا يجب أن تنصب على التقارب فيما بينها وعلى التقاسم العادل لأدوار العمل الوطني واختصاصاته وعلى تكوين رؤية شاملة للتغيير وصولا إلى اندماجات فكرية وحزبية وجهوية تضيق هوامش الفتنة فيما بينها.. ومن ناحية العلاقة مع الجماهير فيجب أن تقوم على أساس التواصل وصناعة الثقة في شخوص المعارضين ومناهجهم ومواقفهم وارتباطاتهم داخليا وخارجيا.. نسجل هنا كل الاحترام والإعجاب بالحركات الإسلامية والحركات القومية التي استطاعت تجاوز سوء الظن والاختلافات الأيديولوجية فيما بينها لإنجاز قاعدة انطلاق واسعة ووضعت برامج وعقدت مؤتمرات في سياق ذلك، كما نسجل الأسى والأسف على حالة بعض المنتسبين للعمل الإسلامي الذين لا يفكرون إلا في الأداءات الأمنية من المواجهة ويتحولون - في نظر الناس – إلى مجرمين وإرهابيين لا يفهمون إلا الدم ولا يجيدون إلا القتل، وينقطعون عن المجتمعات.. وتستثمر النظم البالية المتهرئة أعمالهم هذه.. (هنا سؤال للذين فجروا كنيسة القديسين في مصر عندما كانت الاحتجاجات الجماهيرية على تزوير الانتخابات في أوجها وكان يؤمل منها الكثير.. السؤال وبمنطق السياسة والدين والمصلحة والعقل والمنطق والنتائج.. هل هؤلاء أصابوا أم أخطأوا؟ وهل جاهدوا أم أجرموا؟ وهل نفعوا التيار الإسلامي أم أنقذوا النظام؟ وهل في توقيت فعلتهم حكمة لا نعرفها؟ وإذا كان التحليل السياسي لا يكفي في الحكم على ذلك.. فلينظروا إلى أثر ما فعلوا!
آخر القول: الثورة نشبت والانتفاضة انطلقت وتحول كبير في تونس قد بدأ.. ولكن أين صارت الثورة؟ وأين رست الإنجازات؟ ولماذا يرضى المنتصر بالفتات؟ وهل هذه هي التحولات التي يجب أن تحدث وأن تكون نتاج الثورة الدموية التي غسلت شوارع تونس بدماء الأبرياء؟ وإذا خبت نار الثورة التونسية المجيدة قبل أن تنجز التحرر الكامل ؛ فمن يضمن أن تتقد من جديد، ومتى؟
ما كان لم ينقذ غزة
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 71 ألفا و266 شهيدا... اقرأ المزيد
69
| 29 ديسمبر 2025
معجم الدوحة التاريخي
يعدّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية الذي انطلق عام 2013، أحد أكبر المشاريع اللغوية والعالمية، إذ يوثّق تاريخ... اقرأ المزيد
63
| 29 ديسمبر 2025
يمرّ العام من دون أن ألوح له بيدي
يقترب العام من نهايته، لا بوصفه تاريخًا على الحائط، ولا رقمًا يتبدّل في أعلى الصفحة، بل ككائنٍ خفيفٍ... اقرأ المزيد
66
| 29 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1974
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1332
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1140
| 22 ديسمبر 2025