رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الدول العربية لم تستوعب الدرس ولم تفهم المخطط الكبير الذي يحاك ضدّها
يصعب تفسير الموقف المهين المشين للدول العربية والإسلامية - باستثناء موقف تركيا - وبما فيها دول الخليج العربية الذي وقفته تجاه مايحدث في سوريا في أرض الشام من قتل وتشريد لشعب سوريا الذي خرج مطالباً بالحرية والثورة على نظام الفساد والاستعباد من نظام البعثي بشار الأسد الذي يبدو وكأنه لا يعبأ بأحد ولا يجرؤ على إيقافه أحد، خاصة عندما وجد هذا الصمت المطبق على جرائمه وأفعاله التي تدلل بلاشك بأنه متجذر في الإجرام، كيف لا وهو يحذو حذو والده حافظ الأسد الذي فعل الأفاعيل وارتكب الأهوال في أهل حمص وحماه وفي سائر سوريا .. لا لشيء إلا أنهم أرادوا أن يمارسوا حريّتهم في عبادة ربّهم والتمسك بدينهم ولكنه أراد لهم خلاف ذلك وظنّ ابنه بغبائه إن سكوت شعبه طوال هذه السنين إنما هو دليل على وأد الدين في أنفسهم وذوبان شخصيتهم الإسلامية واضمحلال شعائر دينهم فما لبث أن رأى صحوة من جديد قيّظت مضجعه وأرّقته فاستعان بجنوده وأنصاره في إيران ولبنان والعراق ليعينوه على قتل شعبه، فوجد استجابة سريعة من ايران ومن حزب الله تؤيده على خنق شعبه بل وقتلهم دون رحمة، انتقاماً وحقداً على كل مامن شأنه أن يرفع من كلمة الإسلام ويطمس راية الشرك والكفر بالله.
هذا الموقف المعيب من الدول العربية والإسلامية – باستثناء تركيا مجدداً – لا أجد له تفسيراً إلا انعدام الإحساس بالغيرة أو بالمسؤولية الدينية والوطنية والقومية من حكام ورجال السياسة في تلك الدول التي اتخذت موقف المتفرج الذي جلس متكئاً على أريكته الوثيرة ليشاهد فيلماً مرعباً بطله الرئيس بشار الأسد وضحاياه الشعب السوري فأخذ يتفرج منذ بداية الفيلم حتى ازدادت وتيرة المشاهد عنفاً وقتلاً وسفكاً للدماء وتنكيلاً للجثث بوحشية كوحشية التتار والمغول، ولكنه لم يتفاعل مع ذلك كلّه ولكنه عدّل من جلسته قليلاً وأخذ يشرب المزيد من الكوكا كولا الأمريكية ويأكل المزيد والمزيد من البوب كورن الأمريكي ويعقبه بالمزيد والمزيد من البرجر من أشهى المطاعم الأمريكية، في بلادة تامّة لا تنطبق إلا على الموتى الذين لا يشعرون أو يشعرون فلا يملكون التحرك من مكانهم.
إن موقف تركيا وعلى الرغم من أن البعض يقلل من شأن موقفها ويزدريه بل وينتقده بكل سذاجة، إن موقفها ليس هو الموقف المطلوب في مثل هذه الحالة وإنما هو على أقل تقدير، موقف رجولي إنساني سريع ومتأثر لما يجري من انتهاكات لا يزال يعاني منها شعب عربي مسلم على أرض الشام، وما المواقف العربية الأخرى إلا مواقف لا ترتقي إلى الموقف الرجولي البطولي الذي نأمله ولا نزال نأمله من حكام الدول العربية على الرغم من بلوغنا لمرحلة اليأس من تحركهم أخذاً بالمثل المعروف " الضرب في الميت حرام ".
لقد شعرت بأننا حيال ارتكاب هذه الجرائم من قبل هذا الطاغية المستبد في شعبه، شعرت بأننا لا نملك قوى سياسية لا عربية ولا إسلامية قادرة بأن تدافع عنا في يوم من الأيام، فالذي يتفرج على مجرم كهذا ولا يملك أن يقول له شيئاً أو ينهره أو يزجره ، حريّ به أن يتفرج على الدوام فلا يرتجى منه أن يفزع لمنكوب أو أن يغيث ملهوف حتى وان استجاره أو استعان به، بخلاف ما كانت تفعل العرب قديماً عندما كانت تُهيب بقدر المستغيث والملهوف والمنكوب فترفع قدره وتُعِزّ مكانه وتُجل شأنه وتأخذ حقّه.
إن امرأة وصلت استغاثتها بمقولتها ( وا معتصماه .. وا إسلاماه ) للخليفة المعتصم بأنها وقعت في أسر الروم وطلبت نجدته عندما دخلت جيوش الروم إلى الشام فما كان منه إلا أن خرج على رأس جيشه آخذاً بثأرها وبثأر المسلمين ممن انتهكت حرماتهم وسلبت ديارهم، مستنصراً لدينه ولإخوانه في الإسلام من جيوش الكفر والضلال، وهانحن نرى ونسمع منذ شهور مئات وآلاف الجرائم ترتكب على مرأى ومسمع من جميع الحكام العرب من هذا الجيش البربري التتري المغولي بقيادة المجرم السفّاح بشار الأسد الذي يفعل فعل الروم والصليبيين بل واليهود في شعبه دون أن يتحرك لإيقافه أحد من "المتفرجين".
إن دول الخليج العربية وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي يبدو أنها لم تستوعب الدرس الذي لا تزال تجري أحداثه في العالم العربي والإسلامي، ولم يفهموا المخطط الكبير الذي يحاك ضدّهم من قبل أعداء الأمة الخارجيين والداخليين، وبالأخص بعد ماجرى من أحداث في البحرين، حيث تجلى بشكل قطعي المخطط السرطاني الذي ترمي إليه إيران بتوسعها شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً من أجل إزالة الكيانات المعادية لها وإطاحتها كحكومات وإبادتها كشعوب مسلمة، ففي حين تجلّى لنا هدفهم بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إطاحة كيانات دول الخليج كحكومات وإبداتها كشعوب من أجل اقتسام الثروات، فتستحوذ الولايات المتحدة على المزيد من البترول والغاز وتستحوذ إيران على المزيد من التوسع في الخليج تمكيناً لها من أجل استئصال جذور الإسلام في مهده وإقامة الشرك الأكبر على أرض الجزيرة كما تفعل إيران على أرضها ولاتزال.
لو كانت دول الخليج تعي ذلك الدرس لانتبهت وتجمعّت في موقف واحد إزاء كل ما يجري وشاركت تركيا موقفها الإيجابي وتحركت بشكل سريع وقوي لا كما فعلوا بتلكؤ واضح واستحياء تام في قضية سحب السفراء الذي أصبح أمراً اعتيادياً لايجدي نفعاً مع طاغية كبشار الأسد أو كمعمر القذافي، بل وللأسف الشديد اتخذت بعض دول الخليج موقفاً مناهضاً لأهل السنة والجماعة وزجّت إحدى دول الخليج بمئات وآلاف الدعاة في السجون بينما جلبت دولة خليجية أخرى شركة أمنية أمريكية لمساعدتها على اجتثاث ومراقبة كل من تصنّفه – أي الشركة الأمنية - من الأصوليين أو الإرهابيين أو غيرها من الألفاظ الكاذبة، وفي الكويت يوقف عن الخطابة لمدة أربعة أشهر الشيخ نبيل العوضي نظراً لتكلمه عن النظام السوري، أما في قطر فنستضيف مقتدى الصدر بل ونتيح له الفرصة ليقف موقف الواعظ في جامع عمر بن الخطاب دون النظر إلى جرائمه وأفعاله في أهل السنة في العراق ودون الالتفات لمشاعر أهلنا في البحرين التي لم تبرأ بعد، كل ذلك يُشكّل في النهاية غياباً للتعاون والإدراك بضرورة التحرك قبل أن تحل بنا المزيد من الجرائم وتحاك ضدنا المزيد من المخططات.. فلا مجيب وقتها لنداءاتنا ولا لصرخاتنا .. حتى وإن صرخنا .. ( وا إسلاماه ).
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد
441
| 10 أكتوبر 2025
لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد
234
| 10 أكتوبر 2025
(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد
75
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8547
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5463
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4752
| 05 أكتوبر 2025