رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عائشة جاسم الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

5947

د. عائشة جاسم الكواري

الجودة الشخصية

19 يناير 2014 , 01:44ص

الجودة الشخصية هي مقياس يعبر من خلالها الفرد عن سمات شخصيته في بيئته المحيطة، ويمارس عن طريقها علاقات إنسانية جيدة، ويظهر أداءً متميزاً في العمل أو في حياته العامة، وأهم ركيزة في الجودة الشخصية هي تقدير الذات الذي يبرز الجانب الأكبر من شخصية الفرد وقدراتها، وكما يقول جون جيلمور: أبرز سمة تميز الشخص عالي الإنتاج عن غيره هي تقدير الذات.

الشخص الناجح هو أساس تميز المؤسسات والإدارات، فمتى اهتم الفرد في تطوير وتحسين أدائه وقدراته، من خلال صقل خبراته وتنميتها بالاحتكاك مع ذوي الخبرة والاستفادة منهم، أو من خلال المشاركة في البرامج والدورات التدريبية المناسبة لمؤهلاته ومجاله العملي زاد من الجودة الشخصية لديه، وبالتالي تنعكس هذه الجودة بشكل مباشر على المؤسسة التي ينتمي إليها. ولا تعتمد هذه الجودة على ما تمنحه المؤسسات لموظفيها من أجل تطويرهم فقط، فهناك قسم أكبر يلقى على عاتق الفرد، فالإنسان الناجح هو الذي يطور ويبحث ويثقف نفسه، وبعدها يسهم ويبادر بابتكار خدمات وحلول وطرق تسهم في جودة مؤسسته أو البيئة التي ينتمي لها بل ومجتمعه.

ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع اليوم هو ملاحظتي لعدد من الموظفين الذين يتذمرون، لعدم حصولهم على تأهيل وتدريب من خلال جهات عملهم، وأنا على ثقة بأنه حق من حقوقهم، وتطرقت لهذا الجانب في مقال تفصيلي سابق، في حين أنهم لم يبذلوا جهدا في بناء شخصيتهم وتحسين الصورة الذهنية عنهم، وهذا هو الأهم. وهناك دراسة تشير إلى أن 50 % من الموظفين لا يبذلون في عملهم جهداً أكبر مما هو ضروري من أجل الاحتفاظ بوظائفهم، وأن 84 % من الموظفين، قالوا: إن بإمكانهم أن يؤدوا بشكلٍ أفضل إذا هم أرادوا ذلك، وهذه الدراسة تؤكد أهمية تعزيز الذات بشكل كبير وتحفيز الأفراد لتأدية أعمال تتسم بالجودة.. أخيراً الجودة الشخصية تؤدي إلى تحسين أداء الفرد في العمل، وتحسين علاقاته بالآخرين، وزيادة شعوره بالإشباع الوظيفي. كما أنها تساعده على خلق انطباع إيجابي أول، وتؤهله إلى صعود السلم الوظيفي بشكل سلس طبيعي، وصولاً لتحقيق أهدافه.

مساحة إعلانية