رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

العزب الطيب الطاهر

العزب الطيب الطاهر

مساحة إعلانية

مقالات

387

العزب الطيب الطاهر

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.. ضرورة أم ترف؟

17 نوفمبر 2014 , 02:19ص

السؤال مطروح بقوة في المشهدين الفلسطيني والعربي. وثمة مطالبة واسعة بانخراط القوى الفلسطينية الحيوية خاصة الشباب في انتفاضة سلمية مع قوات الاحتلال. بل إن الأراضي المحتلة شهدت خلال الأيام الأخيرة بدايات واضحة بهذا الاتجاه. ومع ذلك هناك هواجس من أن تتحول مثل هذه الانتفاضة إلى مواجهات عسكرية سيكون جيش الاحتلال هو المحرض عليها حتى يجردها من مضمونها الإنساني وينشئ مبررات لمواصلة نزوعه العدواني الهمجي ضد الشعب الفلسطيني مثلما حدث في قطاع غزة قبل أشهر وجيزة.

وفي تقديري. فإنه بات من الضرورة بدء حراك شعبي يأخذ شكل المظاهرات والاحتجاجات السلمية. من دون اللجوء إلى الحجارة أو أي من أشكال المواجهات. وذلك كمقدمة للدخول في انتفاضة شعبية واسعة إن لم تستجب سلطات الاحتلال الصهيوني لمتطلبات الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته. مثله مثل أي شعب آخر. خاصة أنه الشعب الوحيد في العالم اليوم الذي يخضع لأعتى وأسوأ أنماط الاحتلال . دون أن يحرك القوى الكبرى في هذا العالم. والتي تزعم انتماءها لحضارة إنسانية تعلي من قيمة حقوق الشعوب. وتنحاز لاستقلالها وكأن الشعب الفلسطيني يقيم في كوكب آخر دون كوكبنا. وهي مفارقة- لغز في الفكر السياسي الغربي. الذي ما زال منحازا على مستوى النخب الحاكمة والمؤثرة لمنظور الاعتداء على الشعب الفلسطيني. ومتبنيا طروحات الجلاد والمعتدي والمحتل معتبرا أعمال القتل التي يمارسها ضد هذا الشعب الفلسطيني دفاعا عن النفس (...).

وثمة عوامل موضوعية تدفع باتجاه البدء في القيام بالحراك الشعبي المطلوب في المرحلة الراهنة أولها: أن المشروع التوسعي الاستعماري الاستيطاني العدواني للكيان الصهيوني. مصر على البقاء في حالة اشتعال وعلى كل المستويات. دون أن تطرف عين لقادة الكيان ومسؤولي مؤسسته العسكرية. بهدف إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني. ومحو الهوية الفلسطينية العربية من الوجود. وهو ما يتجلى في سلسلة الاعتداءات والانتهاكات والاقتحامات المتواصلة في القدس الشريف وعلى المسجد الأقصى. والتي طالت البشر والحجر.وبلغت ذروتها بإغلاق قدس الأقداس في فلسطين: مسجدها الأقصى مؤخرا ومنع المصلين من الوصول إليه . ورغم تراجع سلطات الاحتلال تكتيكيا عن هذه الإجراءات تظل النزعة العدوانية تجاه الأقصى راسخة. في توجهات حكومة نتنياهو اليمينية المتحالفة مع عتاة المستوطنين. والتي تتيح لهم البيئة الحاضنة لتحقيق أحلامهم العبثية باستعادة هيكل سليمان المزعوم. من خلال حماية إقامة صلواتهم بباحات المسجد الذي يدنسون طهارته ويقضون مضاجع عباد الرحمن فيه. ويشاركهم في ذلك كبار المسؤولين بالدولة المغتصبة. الذين لا يتورعون عن اقتحام المسجد ذاته تحميهم قوات أمن مدججة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة.

ثانيا: لم يوقف الكيان مشروعه الاستيطاني. سواء في القدس أو في غيرها من الأراضي المحتلة. رغم أن صدور قرارات من الشرعية الدولية الباهتة الظلال فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني. وتعهدات حكومة نتنياهو بالتوقف عنه. وكان آخر مظاهر ذلك موافقتها على بناء 200 وحدة جديدة. ما جعل القدس محاطة بغابات كثيفة من المستوطنات التي تشكل. على نحو أو آخر. أخطر المعوقات في أي عملية تفاوض جادة لإنهاء الاحتلال الصهيوني. ومصدرا من مصادر الابتزاز السياسي للفلسطينيين . في سعيهم لبناء دولتهم المستقلة. وفق رؤية حل الدولتين التي قبلوا بها على مضض. رغم أنها تعطيهم مساحة لا تزيد على 22 في المائة من أراضي فلسطين التاريخية. واللافت أن العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة ينظر إلى بناء المستوطنات بحسبانها معوقا أساسيا في سبيل عملية سلام مأمولة . غير أن الكيان لا يعر أي اهتمام لمثل ذلك . ويمضي سادرا في غيه. لأنه مدرك تماما أنه لن يتلقى العقاب الذي يستحق . غير أن المرء لا ينسى موقف الاتحاد الأوربي على هذا الصعيد. الذي منع استيراد أي سلع صهيونية منتجة في مناطق الاستيطان. وهو ما يمكن اعتباره أضعف الإيمان. ويتطلب من الطرف الفلسطيني والعربي تحركا أوسع. باتجاه شرح مخاطر المشروع الاستعماري الاستيطاني للكيان الصهيوني على أمن أوروبا. القريبة التي لا يفصلها عن فلسطين والوطن العربي سوى بضعة أميال بحرية.

ثالثا: فشل كل طروحات السلام. سواء التي قدمت على مدى العقود الثلاثة الأخيرة بها الجانب الفلسطيني أو الجانب العربي. أو حتى على الصعيد الدولي وعدم احترام الكيان بقياداته المتطرفة المتعاقبة لأي من التعهدات التي التزموا بها. للمضي قدما في مفاوضات. كان من شأنها -لو تعاملوا معها بجدية وليس باستخفاف - أن تحقق حلا متوازنا مرضيا للطرفين . رغم أن ذلك الحل يساوي بين القاتل والقتيل بين الجلاد والضحية . ولكن الطرف الفلسطيني. ومعه العرب. قدموا أقصى ما يمكن من مرونة. والتي بلغت مستوى التنازلات المرة . ومع ذلك أجاد ممثلو الكيان لعبة إهدار الوقت في كل جولات التفاوض التي جرت وعملوا على إغراق المفاوض الفلسطيني في التفاصيل المملة . وركزوا دوما على ما يحقق أهداف الكيان. دون أن يلقوا بالا. لأي من حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني. والذين ينكرون وجوده بالأساس اتكاء على موروث توراتي مغرق في الضلال والتشويش. والقدرة على قلب الحقائق وتقديمها للآخر الغربي باعتبارها ثوابت. لا تتعارض مع أنساقه الفكرية والسياسية. وبالطبع نحن ندرك أن الكيان الصهيوني هو حصيلة تصور غربي لإقامة كيان يجتمع فيه اليهود. ليحقق مصالحه في الاستحواذ والهيمنة على الوطن العربي. والفصل بين مشرقه ومغربه. والحيلولة دون أي مقاربات وحدوية بين مكوناته. وللأسف نجح الغرب إلى حد كبير في أهدافه من وراء زرع هذه الدويلة. المقامة على مساحة تقترب من العشرين ألف كيلو متر مربع . ويسكنها نحو ستة ملايين نسمة. والتي لم يتمكن الوطن العربي بدوله الاثنين والعشرين. ومساحته التي تصل إلى 14 مليون كيلو متر مربع وسكانه الذين يتجاوزون الـ300 مليون نسمة. من إجهاض مشروعها أو على الأقل ردع نزعتها العدوانية

رابعا: ثمة تحولات نوعية على المستوى الشعبي والنخبوي في أوروبا والولايات المتحدة باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني . ورفض عدوانية الكيان الإسرائيلي متمثلا في وصول المئات من الناشطين السياسيين الأجانب إلى الأراضي المحتلة . والذين يشاركون الشعب الفلسطيني احتجاجاته الرافضة لاستمرار الاحتلال . ومناوشاته قرب الجدار العازل فضلا عن رفض بعض من أبناء الجالية اليهودية في أمريكا لسياسات الكيان . ويمكن استغلال كل ذلك. وغيره من أشكال التأييد الخارجي للقضية الفلسطينية في رفد الحراك الشعبي في الأراضي المحتلة. بالمزيد من القوة والمساندة . ويمكن أن يشكل في الآن عينه. أرضية للانطلاق عالميا لتوسيع دائرة هذا التأييد.

خامسا: هناك حراك شعبي عربيا في بلدان ما يطلق عليه بثورات الربيع العربي . صحيح أن أغلبها دخل في متاهات وصراعات واضطرابات داخلية تكاد تقضي على أسس الدولة الوطنية في هذه البلدان. ولكن يمكن توظيف جوانبها المضيئة . المتمثلة في قدرة الشعوب -عندما تتحرك سلميا وبكثافة ودون توقف - على إحداث تغيير في المعادلة القائمة فمثلما تمكنت شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن من إسقاط أعتى النظم الاستبدادية في المنطقة. سيكون بمقدور الشعب الفسطيني بتحرك واع سلمي ومنظم من إسقاط أسوأ أنواع الاحتلال في التاريخ المعاصر وأشدها عدوانية وإمعانا في القتل وإهدار حقوق الشعوب.

اقرأ المزيد

alsharq اذكروا غزةَ فإنها أمانة

تعلمون بأنني أتصفح بشكل يومي موقع صحيفة الشرق بل وأستمتع وأنا أتصفحه لتنوعه واهتمامه بأدق الأمور وأصغرها، وهذا... اقرأ المزيد

183

| 20 أكتوبر 2025

alsharq وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت سنتر»، خيارًا ترفيهيًا أو موضة مؤقتة، بل أصبحت جزءًا من... اقرأ المزيد

738

| 20 أكتوبر 2025

alsharq جمهور التفاهة!

لم نكن لنتخيل أن الغباء له هذا الحضور الطاغي بيننا، وأن التفاهة تملك هذا العدد الهائل من الأنصار.... اقرأ المزيد

456

| 20 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية