رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

846

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

بوح المآثر.. ذكرى وأثر

17 أكتوبر 2024 , 02:00ص

الحديث عن الشيخ الدكتور أحمد الحمادي، رحمه الله، حديث ذو شجون من جميع الجوانب والمساحات والاتجاهات التي كان يتحرك فيها، ففي ذكرى وفاته التي أتت علينا بتاريخ 14 أكتوبر، ومما وصلنا من بوح المآثر والمشاعر والمواقف عن الشيخ أحمد الحمادي رحمه الله من الأستاذ عبدالله حامد الملا (أبوعامر)، فقد آثرنا أن ننشر هذه الكلمات التي كتبها لتقرأ وتعم الفائدة للجميع «فالدكتور أحمد الحمادي اعتبره جمعية خيرية دعوية إسلامية تمشي على الأرض، وقطرات مطر أينما هطلت وسقطت نبتت زرعاً وخيراً.

الشيخ أحمد الحمادي رحمه الله من الرجال القلائل جداً الذين لا يترددون في نشر الكلمة الطيبة أو توعية المجتمع، أو الوصول للفئات المستهدفة بدون تردد، بل بكل قوة وجرأة ومغامرة في خوض أي تجربة تتاح له، وبكل كفاءة واقتدار.

فأنا شخصياً لي معه رحمه الله الكثير من المواقف والمبادرات التي ما كان يبادر بها ويسعى لها بكافة الوسائل، خاصة عندما أكون في منصب أو موقع أشرف عليه فلا يتردد بالاتصال بنا لتقديم خدماته الدعوية حسب الموقع الذي أشغله.

فمن هذه المواقف أتذكر من ضمن المبادرات التي سعى لها عندما كنت مدرساً بإحدى مدارس الدولة، فكان يستثمر أوقات الفراغ في المدرسة وخاصة وقت الفسحة لتقديم محاضرات وندوات إرشادية وثقافية للطلبة، والتي كانت تستقطب أعدادا كبيرة منهم لحضور هذه المحاضرات، وكان لها الأثر العظيم في توعية أبنائنا في أي موضوع كان يطرحه رحمه الله.

ومن المواقف عندما كنت أميناً للسر بنادي قطر الرياضي كان دائماً ما يتصل بي لتقديم برامج تثقيفية وندوات للشباب في كل الأوقات، سواءً كانت أثناء المواسم أو من خلال الأنشطة الصيفية، فكنا نسعد بحضوره ومبادراته ومشاركاته المستمرة.

وأتذكر أنه عندما استلمت إدارة الاتصال والعلاقات العامة في الهلال الأحمر ورغم اختصاص الجمعية في جوانب وأهداف مختلفة عن بعض الجمعيات الخيرية، فلم يتردد في الاتصال بي وتهيئة زيارات لكبار الشخصيات ورجال الأعمال من أجل تقديم الدعم المادي للجمعية والتي نجحت بشكل كبير ولله الحمد في تحقيق أي جانب من جوانب العمل الخيري ودعمه ومساندته والسعي لتحقيقه بأي طريقة تتاح له.

وعندما انتظمت بالعمل في جامعة قطر بإدارة الأنشطة الطلابية لم يتردد أيضاً في تكوين فرق طلابية شبابية تقدم أنشطة وبرامج ثقافية ودينية واجتماعية ودعوية فكانت لها أثر كبير على شبابنا في الجامعة وغيرها.

** هذه بعض المآثر والمناقب التي أتذكرها مع الشيخ أحمد الحمادي رحمه الله، وهي على سبيل المثال لا الحصر، فله مواقف كثيرة عليَّ شخصياً وعلى البيئة التي كنا نعمل بها. رحم الله الدكتور أحمد الحمادي وكتب أجره في كل عمل قام به، وجعله في ميزان حسناته، ويجزيه كل خير، وتكون شفيعاً له يوم القيامة. كما آمل أن نحقق ولو جزءاً بسيطاً مما قام به خلال مسيرته الحية رحمه الله في حياتنا بعد وفاته.

 ومن المواقف التي لا أنساها مع الشيخ أحمد الحمادي رحمه الله وما زالت آثارها حاضرة معي هي صلاة الفجر، أذكر في فترة من الزمن كان الشيخ رحمه الله جارا لنا في منطقة العسيري، وكنا نصلي معاً في نفس المسجد، وكان يلاحظ رحمه الله غيابي بعض الأحيان عن صلاة الفجر، فكان يسأل بعدها (ما شفتك اليوم)، فعذرنا دائماً نحن الشباب في تلك الأيام بالسهر وعدم الاستيقاظ للصلاة. فاستغربت من ردة فعله والحل العملي الذي لا أنساه، حيث طلب مني رقم هاتف البيت وكانت الهواتف أرضية قبل ظهور الجوال، فتفاجأت باتصاله في فجر اليوم التالي رحمه الله لإيقاظي للصلاة، فأصبح يتصل بي يومياً قبل أذان الفجر، وأتذكر كلماته عند الرد: شيخ عبدالله صلاة الفجر، فأقوم متحمساً للاستعداد للصلاة والذهاب للمسجد والالتقاء به هناك. فكانت فعلاً من الأساليب التي كان يتبعها رحمه الله في دعوة الشباب للالتزام بالعبادات، ولا يتردد في إيجاد أفضل الحلول لتحبيب الشباب بالصلاة والترغيب فيها بأسلوبه الجميل والمحبب بدون عنف ولا تشدد».

ومضة

رحمك الله أيها الشيخ الحبيب الدكتور أحمد الحمادي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته

يمضي الزمانُ وكلُّ فانٍ ذاهبُ إلا جميلَ الذكرِ فهو الباقي

مساحة إعلانية