رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إعلان اللجنة العليا لإدارة الأزمات الرفع التدريجي والمُمرحل لإجراءات مواجهة جائجة كورونا كوفيد- 2019، لا يعني بأي حال من الأحوال العودة للحياة الطبيعية أو التهاون باتباع الإجراءات الاحترازية المعلنة من الجهات الصحية بالدولة لمحاربة هذا الوباء، وأهم ما في هذا الإعلان والذي يجب ان ننتبه اليه جيداً بأن الانتقال من مرحلة الى المرحلة التي تليها يعتمد بشكل كبيرعلى مؤشرات صارمة وعلى مدى التزام الجميع بالتعليمات والإجراءات الاحترازية المعلنة.
وحتى لا نعود للمربع الأول يجب علينا كجهات رسمية وقطاع خاص ومواطنين ومقيمين التشديد في اتباع الإجراءات الاحترازية، وفي هذه المساحة اود ان ابدي بعض الملاحظات والقراءات من واقع اعلان المراحل وكيفية تطبيقها.
تطبيق احتراز في الهواتف النقالة:
تكثيف الإجراءات في المرحلة الأولى من رفع القيود منها اشتراط جميع الجهات والمولات والمرافق والمساجد التي فتحت أمام المصلين شرط ابراز تطبيق احتراز في الهواتف النقالة، وهذا القيد نرى ان فيه بعض الشدة،لأن التطبيق حسب علمي غير مكتمل مائة بالمائة لعدم تنزيله في كثير من برامج الهواتف حتى الايفون 7 الذي لم يرتق للإصدار 13.1، وعند الاتصال بالدعم الفني افادوا بان هناك مشاكل وشكاوى عديدة من هذا التطبيق وسيتم العمل على تجاوز هذه المشاكل بأن يكون متاحاً في كل برامج الهواتف، وحتى يحدث هذا المفترض ألا يعمم بهذا الشكل لحرمان الكثيرين من الدخول إلى المرافق المهمة مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمساجد.
فئة الستين عاماً
تحديد أعمار المرتادين للمجمعات التجارية من قبل وزارة التجارة والصناعة فيه اجحاف كبير لهذه الفئة وهم عدد لا يستهان به من المواطنين والمقيمين، ومعظم هؤلاء لا يعانون من أي امراض مزمنة أو مشاكل صحية تعرضهم للخطر في حالة الاصابة بفيروس كورونا، واشتراط العمر فيه احراج للكثيرين، لأن صحة الانسان لا تقاس بالعمر وقد يكون هناك من اصحاب هذا العمر صحتهم افضل حالا من هم اقل من هذا العمر، نرى ان يتم اعادة النظر في هذا القيد حتى لا نجحف في حق العديد ممن بلغ هذا السن، وشعوره بان من يبلغ هذا العمر انتهت حياته ولا وجود له في الحياة.
ما يجب على المواطنين والمقيمين
هناك الكثير من العمل ينتظر المواطنين والمقيمين لانجاح هذه القيود بالصبر ورفع الوعي الى اعلى مستوى لكي ننتقل من مرحلة الى التي تليها حيث لا تتعدى مدة المراحل الأربع سوى شهرين ونصف الشهر من بداية تنفيذها الى نهايتها وقد صبرنا وتحملنا الكثير من الوقت ولم يتبق إلا القليل.
كسرة أخيرة:
يجب الإشادة بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها اللجنة الدائمة لإدارة الأزمات لقراءتها الصحيحة والصائبة للأحوال الصحية في البلاد وإعلانها الموفق في تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية وتقديمها لنا بصورة احترافية عالية تدل على كفاءة القائمين على اللجنة ومقدرتهم على إدارة الأزمة كما يجب، مما زاد ثقة المواطنين والمقيمين في اجراءاتها، كما نتقدم بامتناننا وشكرنا الجزيل للأبطال من الجيش الأبيض بجميع المرافق الصحية، لمساهمتهم الفعالة في نجاحهم بتسجيل أرقام غير مسبوقة في انحسار الوباء ونجاح البروتوكولات العلاجية المتبعة وتنفيذها بصورة ساهمت في معافاة عدد قياسي من المصابين، مما جعل دولة قطر في مصاف الدول التي نجحت في التغلب على هذا الوباء بأقل خسائر في الأرواح، مقارنة بالدول الأخرى في العالم، نسأل الله أن يبعد شر هذا الوباء عن بلدنا الحبيبة قطر وبلاد المسلمين.
كاتبة صحفية وخبيرة تربوية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
2415
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2352
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2331
| 22 سبتمبر 2025