رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عصام بيومي

إعلامي وباحث سياسي
ماجستير العلوم السياسية

مساحة إعلانية

مقالات

282

عصام بيومي

دور حضاري قطري في مواجهة البربرية والإرهاب الإسرائيلي

16 سبتمبر 2025 , 02:50ص

كلي ثقة في أن القيادة الحكيمة في قطر وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لديها المهارة والخبرة والكياسة الكافية واللازمة لإدارة الأزمة الحالية التي فجرها القصف الإسرائيلي الإجرامي قبل أيام. 

ولعلي أقول إنه لا يغيب عن القيادة القطرية أن الليلة أشبه ما تكون بالبارحة.  

بالأمس رصدت عددا من المواقع الصهيونية أو التابعة للصهيونية بوضوح تردد افتراءات وأكاذيب وضيعة بحق قطر وبكل أسف حملة الكراهية ضد قطر أعنف مما يتصور الكثيرون وتجري على مستوى العامة وليس الخاصة فقط وتمتلئ التعليقات على تلك الافتراءات بخبث وحقد عجيب لا تفسره إلا النظرية التي تقول إن هناك حالة غيرة شديدة على كل المستويات في الغرب من مستوى المعيشة المرتفع الذي توفره قطر لسكانها من المواطنين والمقيمين، وسط موجة سخط متصاعد إزاء الأوضاع المعيشية المتراجعة في الغرب بما في ذلك أمريكا ذاتها .. 

هذه النغمة من الحقد والكراهية والتحريض يبثها الإعلام الصهيوني بلا توقف. ومن ذلك افتراءات وادعاءات رددها المتحدث باسم وزارة الحرب الإسرائيلية دورون سبيلمان الذي تعمد تشويه الدور الإنساني الذي تلعبه قطر في جهودها للوساطة لإنهاء الحرب في غزة بالقول بأن الدوحة تؤوي إرهابيين.. وكأنه وقبيله من المجرمين الصهاينة اكتشفوا فجأة أن قادة حماس موجودون في قطر من أجل مفاوضات إنهاء الحرب، التي حضرتها وفود إسرائيل بالفعل مرات ومرات. 

الافتراءات ذاتها رددتها مواقع صهيونية بينها موقع «تي بي إن إسرائيل»، الذي شن حملة تحريض شاملة ضد كل ما هو إسلامي بحسب ما تعكسه تعليقات المتابعين مغسولي الأدمغة والمتواطئين بالطبع. 

أخطر ما في حملات التحريض والكراهية هذه هو أنها لا تتوقف عند حد الافتراء والادعاء، بل تتجاوز ذلك بكثير. 

أمام كل هذا يتحتم على قطر أن تكون في قمة الحذر وألا تسمح أن تلدغ من جحر الكراهية والخيانة مرة أخرى وأن تبادر إلى رد إعلامي ودبلوماسي واسع النطاق يواجه تلك الحملات الإجرامية التشويهية التي تعد أخطر حتى من الهجوم الإجرامي الأخير.. وأحسب أن شراسة الهجوم تحتم عدم الاكتفاء بالجهد الذي تقدمه قناة الجزيرة مشكورة. بل يجب المسارعة إلى بدء حملة إعلام وعلاقات عامة دولية مكثفة في العواصم الرئيسية في العالم وأن تقود سفارات الدولة في الخارج تلك الجهود بتنظيم مؤتمرات صحفية وندوات ولقاءات عامة لتوضيح الدور الإنساني والحضاري الذي تقوم به قطر في مواجهة البربرية والإرهاب الإسرائيلي العابر للحدود.

وقد فعلت قطر خيرا بمسارعتها إلى استضافة القمة العربية الإسلامية التي مثل انعقادها نجاحا كبيرا ومهما لقطر ولقيادتها في مواجهة حملات الكره الصهيوني. 

وحبذا لو يتم استغلال العلاقات الطيبة مع الإدارة الأمريكية لتكوين جماعة ضغط  في الولايات المتحدة باسم «أحباء قطر» وعقد ندوات ولقاءات في الجامعات الغربية للتأكيد على الصورة الصحيحة للسياسة القطرية التي لم تخرج يوما عن تقديم المساعدة المادية واللوجستية لكل دولة محتاجة، وتقديم العون السياسي والدبلوماسي من خلال جهود المساعي الحميدة والوساطة السياسية في أي نزاع تطلب أطرافه تلك الوساطة. وهو دور أدته قطر بكل براعة وإتقان  وتفان في مواقف عدة، منها وساطات نفذتها الدوحة بين الولايات المتحدة ذاتها وفنزويلا مثلا، ووساطات أخرى عدة في القارة الإفريقية. 

لقد مثلت دولة قطر خلال العقد المنصرم على الأقل نموذج التحول الجيوسياسي الحقيقي من منطق القوة إلى منطق النفوذ، في عالم تزعم القوى الكبرى فيه أنه يقوم على السلام والتعاون ونبذ الحروب والعدوان، وأحسب أن قطر ستنجح في مواصلة تمثيل هذا النموذج لأجيال وأجيال قادمة برغم النشوذ والشذوذ الإسرائيلي عن ذلك العالم المثالي المفترض.

مساحة إعلانية