رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أكدت دراسات عالمية عديدة على الآثار الإيجابية للرياضة في الصحة النفسية لذوي الإعاقة الممارسين للأنشطة الرياضية عن غيرهم من غير الممارسين للرياضة بالإضافة إلى تميز الرياضيين من ذوي الإعاقة وإحساسهم بالتحرر من قيد الإعاقة والقدرة على تحويلها إلى تحد يسهل التغلب عليه حيث ساهم تطور الرياضة من مجرد علاج تأهيلي وبرنامج ترفيهي إلى منافسات غيرت أنظار العالم تجاه ذوي الإعاقة ووجهتها إلى أنهم قادرون على العطاء، ولا يختلف اثنان على أن البيئة الرياضية هي أنسب البيئات الجماهيرية لإعطاء فرصة حقيقية لذوي الإعاقة في التواصل الفعال مع مجتمعهم.
والرياضة طبيًا وعلميًا تسهم إسهامًا كبيرًا في الاكتشاف المبكر لقدرات ذوي الإعاقة وتنميتها وتطويرها من خلال التوجيهات التي يتلقونها من المتخصصين المؤهلين، وتنمية المهارات لذوي الإعاقة يكون عن طريق إعداد البرامج الرياضية الخاصة بكل لاعب حسب نوع ودرجة الإعاقة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم في القدرات البدنية.
ويعد العلاج بالترفيه أحد البرامج الرياضة في تأهيل ذوي الإعاقة، حيث يختلف المعالج بالترفيه عن المعالج الطبيعي أو الوظيفي بأمور عدة منها أن المعالج بالترفيه يساعد المصاب على التأقلم مع فقدانه لقدرات معينة تعتبر أساسية للانخراط في نشاطات رياضية أو اجتماعية أو فنية، فعلى سبيل المثال قد يساعد المعالج بالترفيه شخصا أصيب بإعاقة حركية تمنعه من المشي بالتحول إلى ممارسة لعب الشطرنج أو الرسم أو نشاط آخر لا يحتاج إلى حركة بالأطراف السفلى، وقد يقوم المعالج بتطوير اهتمامات الشخص المصاب إلى نشاط آخر يناسب قدراته الحالية مما يساعده على الاندماج الاجتماعي أو تحسين وضعه الصحي.
وتهدف هذه الأنشطة الرياضية إلى مساعدة ذوي الإعاقة على التكيف والتأقلم مع الصعوبات التي يعانون منها أو توجيه اهتمامهم إلى أنشطة وفعاليات تناسب قدراتهم، وقد يكون هدف الرياضة في هذا المستوى من البرامج هو شغل وقت الفراغ عندهم للحد من الإحساس بالعجز أو عدم الثقة بالنفس والاكتئاب والمشاعر السلبية الأخرى التي تؤثر بشكل سلبي على تطور قدرات ذوي الإعاقة وقابلية دمجهم في المجتمع.
ومن المهم الإشارة إلى أن البرامج الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة تعد بشكل منفرد يناسب الإمكانيات والقدرات البدنية والحركية والسن والمستوي التدريبي لكل شخص، ولابد أن يضع البرنامج في الاعتبار الجزء المصاب والبرامج العالمية المعتمدة في تأهيله، ويفضل أن يتخللها وسائل ترفيهية متنوعة مثل الألعاب الحركية والموسيقى والرسم والتلوين وهي بذلك ليست مجرد تغيير في أوضاع الجسم وحركات الأطراف بل علم يجب أن يخضع لمبادئ العلوم المرتبطة بجسم الإنسان مثل التشريح الفسيولوجي والتناسق الدائم بين عضلات الجزء الواحد بما يكفل التكامل في أداء الحركات بشكل صحيح وبإعادة تنشيط الأماكن المصابة، ومعالجة النواحي الجسمية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والإدراكية بغض النظر عن أنواع الإعاقة.
والرياضة تعتبر إحدى الوسائل التأهيلية لدمج ذوى الإعاقة في محيطهم وتجنبهم الانعزال حيث تشير الدراسات إلى أن مشكلات ذوي الإعاقة الحياتية لا ترجع إلى الإعاقة ذاتها وإنما إلى الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم، فهي تساعدهم في عملية التفاعل مع غيرهم في المجتمع أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية المختلطة كمجموعات منسقة مما يتيح لهم الفرص في التعرف على خبرة وسلوك بعضهم البعض، وكل ذلك يسهم في تقبل المجتمع لذوي الإعاقة وتغير نظرته إليهم فيسهل انخراطهم ودمجهم تعليميًا وتمكينهم وظيفيًا بشكل حقيقي وفعال، ولا شك أن هذا ينجح في استرجاع عنصر الدافعية الذاتية والصبر والرغبة في اكتساب الخبرة والتمتع بالحياة من خلال الأهداف النبيلة للنشاط البدني الرياضي.
كما تقوي ممارسة ذوي الإعاقة للرياضة الشعور بالانتماء والإحساس بالذات وتعمل علي زيادة الإدراك العام وتمد النواحي المعرفية والقدرات العقلية التي تعينهم على أن يمارسوا حياتهم اليومية مثل أقرانهم في فعاليات الحياة الاجتماعية، فتصبح صورة المعاق مألوفة بين الناس وتصحح التصورات الخاطئة التي تؤدي إلى مسلك التمييز ضد المعاق أو تئد العلاقات التي يحاول المعاق مد جسورها في مهدها فتزيد من عزلته، ولا ننسى التأكيد على أهمية المشاركة الكاملة للأسرة في تحقيق التوافق الاجتماعي.
إن أولى خطوات تحقيق الدمج الحقيقي بكافة مستوياته هي الإعلام المتخصص الذي يشترك فيه الإعلاميون مع المتخصصين في التربية الخاصة لتفعيل قبول المجتمع لذوي الإعاقة ثم تسليط الضوء على نجاحاتهم في منظومة الأنشطة التي تشمل كافة المجالات، وقد تكون البداية العملية من المرافق الرياضية التي يستطيع ذوو الإعاقة المجيء إليها يوميًا من بيوتهم لممارسة رياضتهم بما يتناسب مع إعاقاتهم المختلفة تحت إشراف فريق تأهيل متخصص كنوع من الارتباط المستمر ويعد هذا تمهيدًا للمشاركة بآليات عملية مع قضايا التنمية في الواقع من حولهم، وذوو الإعاقة يحبون أن يشهد المجتمع تميزهم وإنتاجهم ويكرهون أن يشاهدوا نظرات الشفقة عليهم.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8460
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5463
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4632
| 05 أكتوبر 2025