رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

699

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

تحديات وتداعيات سقوط نظام الأسد لسوريا والمنطقة

15 ديسمبر 2024 , 02:00ص

يُشكّل سقوط حكم الأسد في الثامن من هذا الشهر حدثا فارقا في المنطقة في بعديه الداخلي والخارجي. انتهت للأبد حقبة حكم الأسد الوالد والولد الدموية بعد 55 عاماً بكل وحشيتها وجرائمها. شهد العالم إرثها وآثارها الكارثية بأقبية التعذيب وسجون المسالخ البشرية والمقابر الجماعية التي غيّبت عشرات الآلاف وأجبرت نصف الشعب على النزوح في الداخل واللجوء إلى الخارج. وحوّلت سوريا لمزرعة وإقطاعية لزمرة الأقلية والتنكيل بأغلبية الشعب. ليتنفس الشعب السوري صعداء الفرحة والحرية والنصر بهتافات غير مسبوقة في مدنه ومحافظاته-بالخروج لساحات المدن الرئيسية من ساحة الأمويين وحلب وحماة وحمص في «جمعة النصر»-الجمعة الأولى بعد سقوط نظام الأسد مطالبين بإعدام بشار الأسد.

شكّل سقوط نظام الأسد تداعيات إقليمية كبيرة-تمددت من طوفان الأقصى قبل 14 شهراً، بإنهاك إيران ومحورها: تعرض حزب الله لضربات وانتكاسات مدمرة، قضت على قياداته أبرزهم أمين عام الحزب حسن نصرالله وفرقة النخبة الرضوان، وانهكت حماس بحرب إبادة دموية طاحنة حوّلت غزة، وخاصة شمالها لمنطقة غير قابلة للحياة بتدمير ممنهج وقتل المدنيين الأبرياء. إضافة لاغتيال قيادات حماس العسكريين- يحيى السنوار ومحمد الضيف (لم تعترف حماس باغتياله) ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران.

خرجت تركيا الداعمة للفصائل المسلحة من سقوط الأسد مستفيدة وكسبت الرهان. وحدّدت هدفها بمواجهة وهزيمة «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة أمريكيا. وكان وزير الخارجية، ومدير الاستخبارات التركية أول مسؤولين أجانب يزورون دمشق، وأعادت فتح سفارتها في دمشق.

وكان ملفتاً بعد سقوط نظام الأسد، بقيادة «هيئة تحرير الشام» تعريف أبو محمد الجولاني، باسمه «أحمد حسين الشرع». وسيطرت المعارضة على المعابر، وقطعت ممر طهران بيروت إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا. ما يوقف امدادات السلاح الإيراني لحزب الله ويمنع إعادة تسليحه وبالتالي تتحجم قدراته، ما يعزز أمن إسرائيل، ويجعلها الفائز الأكبر من سقوط نظام الأسد.

وبرغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي بلنيكن فيما يتوقع أن تكون آخر زياراته للمنطقة، أن إسرائيل قلقة من الفراغ الذي تسبب به سقوط نظام الأسد. وعبّر بلنيكن عن تفهمه لقلق إسرائيل من تطور الأوضاع في سوريا.

وشنت إسرائيل أكثر من 500 غارة استباقية بعدوان واسع داخل سوريا على مدى أيام، استهدفت مواقع عسكرية ومختبرات ومركز بحوث، متعمدة تدمير القدرات العسكرية السورية والقواعد الجوية وصلت لتدمير حوالي 70% من سلاح الطيران والمطارات العسكرية والقواعد البحرية وسفن الأسطول البحري المتواضع بضربات استباقية من دير الزور إلى اللاذقية ومن الشمال على حدود تركيا إلى حمص والعاصمة دمشق والسويداء ودرعا. وذلك لمنع سيطرة الفصائل المسلحة والنظام الجديد على مخزون السلاح الكيماوي. ما يؤكد وجود بنك أهداف معد سلفاً منذ سنوات. وكعادة إسرائيل باستغلال الفرص احتلت مواقع الجيش السوري المنسحب في المنطقة الفاصلة على جبل الشيخ ما يجعله على بعد 30 كلم من العاصمة دمشق. وتقدمت الحكومة السورية المؤقتة بشكوى لمجلس الأمن ضد عدوان إسرائيل!

وهكذا تبرز إسرائيل الأكبر من سقوط الأسد هو الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتدى واحتل المنطقة الفاصلة على خط وقف إطلاق النار حسب اتفاقية عام 1974 بعد حرب أكتوبر 1973-بادعاء حمايتها ويدعي نتنياهو الوجود (الاحتلال الإسرائيلي) مؤقتا. وهو ما كرره مستشار الأمن الوطني ويصدقه بايدن ويدافع عنه سولفيان بأن الاحتلال مؤقت! علماً بأن إسرائيل تحتل الجولان، وأقامت 30 مستوطنة غير شرعية و5 قرى درزية في الجولان السوري المحتل منذ حرب يونيو 1967.

أكد مستشار الأمن الوطني الأمريكي جيك سوليفان من القدس المحتلة تغّير موازين القوى في الشرق الأوسط بشكل كبير خلال الخمسة عشر شهراً الماضية. وأكد أنه يجب الاستفادة من سقوط نظام الأسد في سوريا. والواقع أن إسرائيل أصبحت اليوم أقوى- بينما ضعفت قدرات إيران وحلفائها بعد تلقيهم ضربات وانتقامات قاسية. شكل سقوط نظام الأسد وإلحاق خسائر كبيرة واغتيال قادة حماس وحزب الله العسكريين والميدانيين والسياسيين وعلى رأسهم حسن نصرالله أمين عام حزب الله-وإسماعيل هنية ويحيى السنوار ضربات قاضية لإيران…

ما يقلق الغرب من سقوط النظام البائد المفاجئ والسريع في 11 يوماً بعملية «ردع العدوان» بتحالف فصائل المعارضة السورية المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام-هي تداعيات ضبابية الفراغ الأمني والسياسي. وقد عبّر الرئيس بايدن الخشية من مخاطر مما سيحدث والعمل على دعم جيران وفئات داخل سوريا مع بقاء القوات الأمريكية في الشمال الشرقي، والتعاون مع الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية الذين يحرسون معسكرات اعتقال مقاتلي داعش. ومطالبة الحكومة السورية القادمة التي يبدو أن أمريكا والغرب سيفتحون قنوات حوار معها برغم تصنيف «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية، وزعيمها أحمد الشرع إرهابي منذ عام 2018، بشرط الانتقال السلمي للسلطة بعملية سياسية وتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري واحترام حقوق الأقليات وتدمير أسلحة الدمار الشامل وعدم السماح بعودة تنظيم داعش وألا تشكل سوريا تهديد لجيرانها (إسرائيل).

أما التداعيات الدولية فتكمن في خسارة مدوية لاستثمار روسيا (منحت الأسد وعائلته اللجوء السياسي لأسباب إنسانية) وموطئ قدمها ووجودها العسكري شرق البحر الأبيض- وبدء سحب معداتها الثقيلة من شرق سوريا- والتفاوض مع النظام الجديد للإبقاء على قاعدتيها الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس. تبقى التداعيات والتحديات الأخطر للنظام الجديد، نجاحه بكسب ثقة جميع فئات المجتمع السوري وتمثيله بحكومة تمثل جميع أطياف الشعب بما فيه الأقليات، واستتباب الأمن، والنجاح بالتعامل مع الإرث الأمني والاقتصادي والسياسي الثقيل الذي خلّفه نظام حكم الأسد. وتفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين لإفشال وسرقة انتصارات الثورة السورية، لمنع انزلاق سوريا الجديدة لنموذج ليمن أو وليبيا أخرى!

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

21

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

15

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

12

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية