رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة - غزة

مساحة إعلانية

مقالات

516

ريما محمد زنادة - غزة

«مجهول».. من سيخبر والدته باستشهاده؟!

15 نوفمبر 2024 , 01:30ص

كثير من الشهداء لم يعرف لهم هوية، فقد دفنت جثامينهم الطاهرة في غياب عائلاتهم خاصة من أصبحت جثامينهم أشلاء فقدت من خلالها كل الملامح التي أصبح من المحال التعرف عليها.

فمنهم من دفن في الطرقات وكتب على قبره "شهيد مجهول الهوية"، وآخر دفن في مقبرة جماعية، والبعض منهم كتب على قبره "الشهيد كان يلبس قميصاً أحمر".

كل شهيد إن كان مجهول الهوية إلا أنه بالحقيقة ليس مجهولا فهو يمتلك عائلة ما زالت تبحث عنه، يشفق الناظر على أفراد عائلته وهم يبحثون بكل الوسائل عن أي شيء يخبرهم إن كان على قيد الحياة أو أن شهيدهم دفن في هذا المكان.

ومنطقة المواصي في خان يونس كانت شاهدة على مجزرة أبيدت بها عائلات اختفت كل ملامح وجودهم بعد أن ابتلع الصاروخ أجسادهم في حفر عميقة جدا أخفت كل تواجدهم.

لم يعرف من استشهد ومن تبقى على قيد الحياة، لكن بعض قطع الملابس الملطخة بالدماء التي تناثرت بإحدى الأشجار القريبة من مكان الاستهداف كانت تؤكد بأن هنالك أطفالا من ضمن الشهداء الذين اختفى وجودهم فلم تظهر لهم جثامين لتؤكد شهادتهم ولم يعثر عليهم بين الجرحى.

وسياسة الاحتلال الظالمة في حربها الطاحنة ضد قطاع غزة تجاوزت كل الخطوط الحمراء بعيدا عن معنى الإنسانية أو أدنى مستوى من الأخلاق.

والتي كان من ضمن عنجهيته قهر أهالي الشهداء في تضليلهم عن أي معلومة للتعرف على أبنائهم والتي كان آخرها إرسال شاحنة تحمل على متنها جثامين ما يقارب (٨٨) شهيدا تم قتلهم في مناطق مختلفة من قطاع غزة قبل شهور وتم إرسالهم للقطاع مجددا بدون أدنى معلومة عن أسمائهم أو أماكن استشهادهم أو أي شيء يساعد أهاليهم في التعرف عليهم.

الأمر الذي جعل أهالي غزة في حيرة من أمرهم في معرفة أصحاب هذه الجثامين فما كان لهم باليد حيلة إلا دفنهم في مقبرة جماعية إكراما لجثامينهم الطاهرة.

لكن الألم المضاعف كيف ستعلم أم كل شهيد من هذه الجثامين أن نجلها متواجد في هذه المقبرة؟!.

و"شهيد مجهول الهوية" لا يقتصر على تلك المقبرة؛ بل هنالك المئات من الأشخاص بالأصل مفقودون في الحرب أي أن والدته لا تعلم إن كان نجلها شهيدا أو معتقلا لدى زنازين الاحتلال أو جريحا؟!.

وما زالت قريبتي وجارتي عبير تبحث بين جثامين الشهداء تارة، وبين ملامح الأحياء مرة أخرى لعلها تجد في أحدهم ملامح نجلها حسن الذي فقدته خلال الحرب منذ شهور طويلة.

فلم ترَه منذ أن خرج من البيت على دراجته الهوائية وانتظرت عودته إلا أن الساعات أخذت تمر سريعا بدون عودة، فقد غابت شمس اليوم الأول والثاني والأيام تسارعت في رحيلها لكن بدون جدوى.

لم تترك مستشفى أو حيا من الأحياء المدمرة في مدينة غزة إلا وبحثت عنه كثيرا حتى أنهكها التعب وبدأت ملامح الحزن واضحة من بعيد على خطوط وجهها المنهكة.

ومن الصعب أن تعرف الأم المكلومة مصير ابنها حتى وإن بحثت بين القبور التي كتبت عليها "شهيد مجهول الهوية".

الأعداد كثيرة، ومناطق الدفن مختلفة فمنها في ملعب، والبعض منها في ساحة المستشفيات وكذلك في الطرقات، وغير ذلك وزادت المعاناة بعد استهداف صواريخ الاحتلال للمناطق التي دفنت بها الشهداء، وبذلك لم تبق للعديد منهم قبور أو حتى لافتة مكتوب عليها "شهيد مجهول الهوية".

اقرأ المزيد

alsharq هل نحن مستعدون للتقدّم في العمر؟

مع أننا نتقدّم في العمر كل يوم قليلاً، إلا أن أحداً منا لا يرغب في الشيخوخة. فالإنسان بطبيعته... اقرأ المزيد

222

| 13 أكتوبر 2025

alsharq مـــن يتحمــــــل مثــــل أهــــل غـــــزة؟

عامان من الفقد والدمار عامان من الإنهاك والبكاء عامان من القهر والكمد عامان من الحرمان والوجع عامان من... اقرأ المزيد

162

| 13 أكتوبر 2025

alsharq تفاصيل صغيرة

ما أجمل الحياة حين ننظر إليها من زوايا واسعة، فنكتشف ما يُسعدنا فيها، حتى لو كان بسيطًا وصغيرًا.... اقرأ المزيد

117

| 13 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية