رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابعتُ عبر أدوات الإعلام – عربية كانت أم أجنبية – الحملات الجائرة على دولة قطر فيما يتعلق بملف مونديال 2022، وما حوت الحملات من عبارات " التشكيك" واختلاق المواقف، في سعي لخلق حالة في الرأي العام العالمي بعدم استعداد دولة قطر لتلك الاستضافة الدولية.
ولقد جاء الجواب الحاسم حول أحقية واستحقاق دولة قطر لاستضافة المونديال على لسان (شاهد من أهلها) وهو (جياني ميرلو) رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية عندما أعلن سلامة إجراءات التصويت التي جرت في ديسمبر 2010 وما بعدها. ولقد رد المسؤول الدولي على الادعاءات المضللة بالقول: "هل يمكن عقاب بلد كامل بسبب اتهامات غير أخلاقية لمسؤول أو بعض المسؤولين المنتمين لهذا البلد؟". (الشرق – الملحق الرياضي- 6/6/2014).
بدوره أشاد وزير الشباب والرياضة السيد / صلاح بن غانم العلي بموقف الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الداعم لتنظيم قطر لمونديال 2022 لكرة القدم، ضد حملات التشكيك التي تقف خلفها بعض وسائل الإعلام الأجنبية. كما قدّر (الوزير) تواصل (الفهد) مع الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لدعم دولة قطر في هذا الموضوع.
ونحن كدول خليجية وعربية، لا يجوز أن يحدث بيننا ما حدث! خصوصاً وأن الرياضة مجال نبيل للتلاقي والتعارف والارتقاء بالمفاهيم، كي نلتقي في بوتقة واحدة هدفها الأمن والسلم العالميين.
وللأسف، شهدنا هجوماً شديداً – لا ينم عن نيات صادقة – في ظل شعاراتنا العربية الرنانة حول التضامن العربي وتوحيد المواقف والتاريخ المشترك. ولقد شارك في ذلك الهجوم وسائل إعلام غربية معروفة بالمصداقية العالية في عالم الإعلام. وتم تضخيم حالات محددة – كوفاة عامل نيبالي وهو أمر يحدث في أي بلد في العالم – وتم تصوير المشهد بصورة (ميلودرامية) واستخدم لفظ (الأكفان) بطريقة ليست ذات دلالة في عالم صياغة الخبر. كما قامت صحف (مثل الصاندي تايمز) متواطئة مع صحف عربية تصدر في لندن، بتشويه صورة قطر الحضارية وموقعها البارز على الخريطة الدولية.
وهنالك مجموعة من الوقفات التي لا بد من ذكرها كي تتضح الصورة التي تغيب عن بعض المتداخلين في هذا الشأن:
1- ثبتت سلامة إجراءات التصويت للمونديال بغض النظر عن " التضمينات" السلبية ضد دولة قطر، واعتمدت – تلك التضمينات - على "اختلافات" في وجهات النظر بين بعض الدول العربية حول مسائل سياسية بحتة، كان الأجدى عدم إقحام الرياضة فيها.
2- ثبت – على الأرض – استعداد دولة قطر التام لاستضافة البطولة المذكورة، نظراً للخطط التي تم وضعها من قبل المختصين، ودراسة كافة الاحتمالات والإجراءات الضامنة لنجاح البطولة، وحرص الدولة مادياً وبشرياً لتوفير البيئة المطلوبة للبطولة، والانتهاء من إجراءات البنى التحتية في الموعد المحدد. ونود الإشارة هنا إلى نجاح دولة قطر في تنظيم دورة الألعاب الآسيوية بصورة مشرفة وعلى مستوى دولي.
3- بالنسبة لموضوع المناخ – حيث ستكون البطولة في الصيف – فإن الإجراءات التي اتخذت تضمن تكييف الملاعب، وتوفير درجة حرارة للاعبين والجمهور بصورة لا تختلف كثيراً عن بلدان أمريكا الجنوبية على سبيل المثال، إن لم يكن أفضل.
4- إن الاعتمادات المالية التي خصصت للبطولة واستحقاقاتها قد تم توفيرها، وبالتالي فلا مجال للتشكيك في موضوع التمويل! وهل يمكن مقارنة ما يجري حالياً في دولة قطر(من إنشاء الشوارع والجسور والسكك الحديدية والملاعب والفنادق) بدول أمريكا الجنوبية أو بعض الدول الآسيوية؟
5- إن الإعلام الخليجي خاصة والعربي عامة لا بد وأن تكون له مواقف واضحة تجاه استحقاق قطر لهذه الاستضافة، وألا يتجاوز هذا الإعلام خصوصية العلاقة الخليجية /الخليجية والقطرية /العربية،ودور قطر المشرف سواء في منظومة مجلس التعاون أو الجامعة العربية والدعم اللامحدود الذي قدمته دولة قطر لدعم الجامعة العربية وإقالة عثراتها.كما أن مواقف دولة قطر – داخل الإطار العربي – معروفة وماثلة حتى اليوم، ولا نريد الدخول في تفاصيل ما قدمته دولة قطر للأشقاء العرب، ومحاولتها لإسعاد ورخاء الشعوب العربية. ولئن حصلت بعض الاختلافات في المواقف السياسية مؤخراً على الساحة العربية، فهذا لا يجب أن يكون " مشجباً" للنيل من دولة شقيقة، واستخدام نظرية المؤامرة بصورة واضحة من أجل بث الشقاق بين الشباب الخليجي والعربي والدخول في " مهاترات" سلبية، لا تعود بالخير على أي طرف. إن الإعلام الرياضي العربي مطالب اليوم بوقفة واضحة، وضمن أخلاقيات الرياضة التي اعتمدت في اللجان العربية، وفي اتحاد إذاعات الدول العربية – لجنة الرياضة على الخصوص – من أجل رفع هذا الظلم الذي يأتي من (ذوي القربى) وبدون أي مبرر فني أو أخلاقي. (ولقد صدر عن اتحاد إذاعات الدول العربية يوم الأحد الماضي ما كنا نأمله من حث الدول الأعضاء في الاتحاد لتكثيف الدعم الإعلامي لحق دولة قطر في تنظيم الحدث العالمي الذي يقام لأول مرة على أرض عربية. وأكد الاتحاد العربي للصحافة دعمه لدولة قطر ضد الحملة المغرضة)، وهذا ما نأمل أن يتحقق على أرض الواقع.
إن الواجب العروبي كما نفهمه يتطلب أن يتسامى الإعلام الرياضي فوق (جروح السياسة) ويتمسك بتقاليد الرياضة النبيلة، لا أن يدخل في " هوجة" الفوضى التي نراها على الشاشات العربية! تماماً كما هو الحال مع أدوات التواصل الاجتماعي – التي أصبحت مؤثرة في اتجاهات الرأي العام – والتي يجب أن تدعم التلاحم العربي، ووحدة الشباب العربي،والاستفادة من تنظيم قطر لمونديال 2022.
إن للسياسة أربابها الذين يتناولونها حسب رؤاهم، وبما تفرضه الأحداث السياسية، لكن الرياضة – وهي المجال الخصب لتلاقي شباب العالم دونما تفرقة في الجنسية أو اللون أو العقيدة أو الموقع الجغرافي – يجب ألا تتم "مقاربتها" مع تلك الأحداث السياسية.
نحن فعلاً نحتاج لإعادة الوعي لوسائل الإعلام، والتقيّد بأخلاقيات المهنة، حتى لو خرج " كبارُها"!
في زمنٍ تتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ السيادي وتغيب فيه لغة العقل أمام صخب المصالح تبرز... اقرأ المزيد
90
| 12 أكتوبر 2025
المنطق يحتم على السودانيين باختلاف انتماءاتهم العرقية والجهوية وبصفة خاصة النخب السياسية والأكاديمية منهم أن يتدبروا أمرهم جيداً... اقرأ المزيد
126
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة نوعية تعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، صادق حضرة صاحب السمو الشيخ تميم... اقرأ المزيد
183
| 12 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8715
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6912
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4860
| 05 أكتوبر 2025