رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

1440

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

«اللوبيات» حقيقة

11 مايو 2025 , 02:00ص

فعلاً إنها حقيقة! لا أعني البهو أي مساحة الاستقبال الرئيسة في الفنادق، ولكن أعني مجموعة المجالس أو الاجتماعات التي تربط فئة ذات مصالح مشتركة للتجمع في مكان واحد، وذلك من أجل صناعة القرار أو صنع المصير. وغالباً ما يشاع هذا التعبير في ميادين السياسة والغرف الدبلوماسية المغلقة، ولكنه يتجاوزه إلى أماكن النفوذ والسلطة ما بين الشؤون الإدارية التنفيذية والمناصب الوسطى في سائر مجالات الحياة المختلفة، وذلك حسب مستوى الأهمية والحاجة والمكانة وتطلب الأمر بين الناس في هذه الحياة وغالباً ما يكون خارج الأطر الرسمية للاجتماعات وتجمعات أماكن العمل، ولكن يبقى أبشع شكل في أذهان الناس حول العالم اللوبي الصهيوني لما له من تأثير مشاهد للمجازر المؤسفة على أهلنا في فلسطين الحبيبة فك الله مصابهم.

يظن أن أشكال اللوبيات في الأدبيات الغربية قد عرف في العصور الوسطى ما بين القرن الخامس والسادس عشر. إن هذا التجمع الإنساني غالباً ما يكون مرتبطاً بالغايات السلبية للتحقيق. فمن اللوبيات التي تهدف للتأثير على سياسات الدول والمنظمات الدولية، إلى اللوبيات التي تستهدف المؤسسات والشركات والأفراد. وقد يكون من رواد تلك اللوبيات أعضاء وعاملون ومنتمون لتلك الجهات قاطبة وقد يطلب دفع رسوم للانضمام إلى نواديها، وقد يكون من خارجها بحسب ما تطلب المصلحة والغاية.

ولكن دعونا نتطرق لإيجابيات اللوبيات داخل المؤسسة؛ فيمكن للفرد التعبير عن آرائه بشكل غير رسمي، مما يؤدي إلى مزيد من الأريحية لصناعة القرار. ولكن هناك شكلا آخر من اللوبيات والتي تحدث بشكل سلبي داخل المؤسسة، يؤدي الى التلاعب بالسلطة والسيطرة على سياسات الإجراءات، الأمر الذي يؤدي إلى سيطرة فئة قليلة على شؤون إدارة المؤسسة في الإدارة. ومثال ذلك عندما يجتمع مجموعة من زملاء العمل بشكل معتاد لاجتماع غير معتاد لتبني علاقة خاصة قد تتجاوز خارج إطار مكان ووقت العمل ليتآمروا على زميل أو مسؤول أو مؤسسة بكاملها، وذلك لتحقيق مصالحهم المشتركة! وأهم مظهر من مظاهر تلك اللوبيات هي نميمة المكاتب، حيث يدخل المسؤول على أحد المكاتب ليجد تجمعا غير اعتيادي لموظفين من نفس الادارة أو إدارات مختلفة يتحدثون ومن ثم يتوقف الحديث فجأة دلالة على عدم رغبة المجتمعين بسماع الحاضر للحديث.

غالباً ما تحدث هذه الظاهرة عندما تجتمع السلطة والمال عند الفرد، لتكون جاذبة بشكل تلقائي للمتسلقين والمتملقين لهذه التجمعات. وغالباً ما تكون في المجالس الأكثر سلطة ومالا، وتنتهي بسقوط هؤلاء في جشع الطمع للمزيد من السلطة والمال بشكل فاسد لتنهي حياتهم المهنية بأيدي العدالة في نهاية المطاف.

واخيراً أتمنى من المسؤولين في جميع المؤسسات والشركات الانتباه لهذه الظاهرة غير الحميدة للبلاد، وأن تقوم إدارات الرقابة والشفافية والمحاسبة والتدقيق الإداري بدور أكبر لمحاربة هذه الظاهرة، وألا تكون هذه التجمعات إلا في حدودها الرسمية والنافعة فقط. قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ  ● وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ● وَاتَّقُوا اللَّهَ ● إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة المائدة (٢).

مساحة إعلانية