رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

3097

أمل عبدالملك

مسرحية البطل الواحد

11 أبريل 2021 , 02:00ص

لم نشاهد يوماً مسرحية قائمة على ممثل واحد، فأساس المسرحية الحوار سواء كان ناطقاً أو استعراضياً أو فناً صامتاً، في النهاية لابد من ممثلين يكملون بعضاً، وإن كان أحدهم يعتقد بأنه البطل الأساسي في المسرحية، رغم أن حتى البطل الأول لولا المخرج لن يتمكن من التمثيل، بل لولا ذلك الشخص الذي يرفع ستارة العرض لَما تَمكّن من التمثيل، فالعمل الفني لا يقوم على الشخص الواحد بل هو سلسلة مترابطة من المبدعين يكّملون بعضاً، بدءاً من صاحب الفكرة وكاتب القصة والسيناريو والممثلين والمخرج والطاقم الفني ومهندسي الديكور والإضاءة والصوت وعمال النظافة والجمهور، فإذا لم يكن هناك جمهور فلا معنى للمسرحية.

لينجح العمل المسرحي، لابد أن يعرف طاقم المسرحية مهامهم، أين يقف الممثلون ومتى يتكلمون ومتى يصمتون ومتى يختفون، يعرف مهندسو الإضاءة متى تتغير الإضاءة بناء على الحوار، ويعرف فنيو الصوت متى يغلقون سماعات الميكرفون، وفريق الديكور متى يغير ديكوره، لا يمكن أن يطغى شخص على شخصٍ آخر، ولا يمكن أن تكون مهام أحد منهم أهم من الآخر مثلهم كمثل الفرقة الموسيقية يعزف الجميع بترابط وتآلف وبهورمني عالٍ يعكس التعاون والحب الذي يعيشونه فيظهر العمل رائعاً للجمهور.

إذا حاول أحدهم في المسرحية أو أي عمل فني التسّيد واستأثر لنفسه بالعمل فإن العمل يفشل لا محالة، أو سيكون غير متناسق ومتجانس، لأنه ظهر برأي واحد وذوق واحد ولم يكن لبقية الفريق رأي كما أنه ليس بالضرورة أن تكون الأفكار رائدة وسليمة، وإن كان صاحبها من كبار المبدعين فالأفكار يجب أن تتحرر من الأنانية، ويتشارك كل الفريق في تشكيلها لتكون أكثر نجاحاً وجذباً، كما أن احترام التخصص من أهم الأمور التي تُنجح العمل أو تفشله، فلابد أن يقوم كل فريق بمهامه وفقاً لتخصصه وخبرته واحترام رأيه، وإن كان مخالفاً لرأي أحدهم، فربما يكون هذا الرأي المخالف هو الصواب وهو سبب للنجاح.

في كل عمل مسرحي وفني يُراعى الذوق العام للجمهور واهتماماتهم، ولذلك لابد من محاكاة الواقع، وتقديم ما يلامسهم ويغذي فضولهم ويليق بذوقهم، فنرى مثلاً أن الأعمال المسرحية التاريخية لا تناسب كل فئات المجتمع، لذلك تُقدم في المهرجانات ولفئة معينة، في حين أن المسرحيات الفنية الكوميدية والاستعراضية هي الأكثر إقبالاً من الجماهير، ويدفع المشاهد ثمن تذكرة لحضورها وهو مستمتع، لهذا لابد من احترام ذوق الجمهور ومعرفة توجهاته، وعلى أساس ذلك تقديم الأفكار الإبداعية، ولهذا فكر الرأي الواحد المتسيّد لا يناسب المسرحيات والأعمال الفنية.

يبتعد الناس عادة عن صاحب الرأي المتسيّد والمركزي بل ينفرون من التعامل معه، فما بالك عندما يكون أحد أعضاء الفريق، تحدث المشاكل بسببه ويستاء أعضاء الفريق الآخرون وينزعجون منه، وربما يضطرون للعمل معه على مضض وهم غير مقتنعين بأدائه وأفكاره، وهنا تتصدع المسرحية، لأن فريقها غير متناغم فينعكس سلباً على كل تفاصيلها وتفشل وإن تم عرضها، وسيشعر الجمهور بأن خللاً في المسرحية التي استنزفت مبالغ طائلة، في حين أنها لم تِلب ذوق الجمهور ولم تقدم له المتعة.

• لا تقوم مسرحية على شخص واحد، كما لا يمكن أن يتسيّد شخص واحد على حساب الآخرين، ويعتقد بأنه الوحيد الذي على صواب ويعامل الآخرين وكأنهم كومبارس رغم أنهم الأبطال الحقيقيون.

[email protected]

‏@amalabdulmalik

مساحة إعلانية