رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

1485

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

التحفظ على الموارد البشرية

10 يونيو 2025 , 02:09ص

عيدكم مبارك أعزائي القراء. إن من المظاهر الشائعة بين الناس؛ الترجمة الحرفية لكل مصطلح او أي شيء جدَّ في عالمنا، ويعتبر من الإشكالات المزمنة في العالم العربي اليوم. ومن تلك المظاهر الترجمة الحرفية لمصطلح إدارة الموارد البشرية. إن مصطلح Human Recourses استخدم لأول مرة لفظياً في نهاية القرن الثامن العشر من قبل أكاديمي امريكي في مجال الاقتصاد، وذلك في إطار الجو العام الصناعي للعمال في ذلك الوقت. ومع ذلك فإن الاستخدام الفعلي للمسمى كان عبر تغيير المسمى من إدارة شؤون الموظفين إلى إدارة الموارد البشرية في أوائل القرن التاسع عشر. الغريب في الأمر أن هذا الاصطلاح لم يدخل إلى المملكة المتحدة إلا في بداية الثمانينات من القرن الفائت من قبل الولايات المتحدة! بالرغم من أن الأولى هي موطن اللغة الإنجليزية الأصلي. وانتشر هذا المصطلح بشكل ظاهر في العالم العربي عبر العقد الحالي من القرن بشكل ملحوظ، وهو من مظاهر العولمة والطغيان الثقافي للولايات المتحدة عبر العالم، فقد انتشر هذا المسمى لإدارة الموارد البشرية أو رأس المال البشري كمسمى آخر في المنظمات الحكومية وغير الحكومية والتجارية والخيرية ايضاً. إن مصطلح المورد يطلق عادةً على الخيرات التي يبحث عنها البشر والدول لاحتياجها من تلك الموارد من طاقة باطنية كنفط وغاز وفحم ومعادن ثمينة كذهب وفضة وألماس، أو زراعية كقمح وشعير، أو حيوانية كالأنعام عموماً وغيرها من المنتجات بمختلف أنواعها والتي يطلق عليها هذا الاصطلاح. ولكن هل يصلح أن يكون الإنسان مورداً يا ترى؟

في بداية أيام دراستي الأستاذية لإدارة الأعمال كنت أبحث عن مادة إدارة الموارد البشرية بحكم خبرتي العملية في المجال، ليظهر لي أن المسمى مختلف للمادة، فقد كانت Managing People at work place ومعناه إدارة الناس في مكان العمل، الأمر الذي دعاني للتفكر في هذا المصطلح لمرة أخرى، والذي دعاني أسأل السؤال الذي سألت. قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الإسراء ٧٠، فلقد حزنت بعد ما عرفت أن هذا المصطلح الإداري درج في العالم العربي دون استيقاف للمصطلح من قبل علماء اللغة. ولا أدري ما هو الداعي لتغير مسمى إدارة شؤون الموظفين الذي كان يفي بالغرض، وليست إدارة الموارد البشرية والتي تعتبر ترجمة حرفية للمصطلح. فإن للإنسان كرامة خاصة ليست كسائر المخلوقات. بل إن الغرب الذي انبهر به كثير من الناس صدع رؤوسنا بحقوق الإنسان وهو ينتهكها في أكثر من مناسبة بحجة الاتجار بالبشر. ويستخدمها كأداة للابتزاز السياسي خصوصاً مع الحملات الغربية السابقة لحقوق العمال في فترة كأس العالم السبقة. فالغرب يرى العالم بمنظوره هو، فكيف لا نراه بمنظورنا نحن؟ وهو الذي أطلق هذا المسمى كمصطلح ابتداءً.

قد يختلف الكثير معي بالرأي إخواني العلماء في مجال الإدارة ولكن لعلماء اللغة الحق في حفظ لغتنا العربية، بل والاعتزاز بها. ولكني أدعو للتفكر في الأمر. فلماذا لا يطلق مصطلح الإدارة البشرية دون إطلاق الموارد على سبيل المثال لا الحصر؟ إن ثقافة إدارة الناس في ذهن العقل العربي سلبية للأسف. فمن تلك المظاهر إطلاق الاتهامات من البعض على إدارات الموارد البشرية على أنها مكان للخبث الإداري عبر التعيين بالواسطة او المحاباة وتصفية المصالح أو إنهاء الخدمات بدون وجه حق، والتهكم بتشبيه تلك الإدارات بأنهم كاليهود الصهاينة على سبيل المزاح!.

لا أعتقد بتاتاً أن اختصاصي تشريعات حقوق الإنسان في الدول الغربية انتبهوا لهذا الأمر، بل إنهم هم المصدرون لأغلب الأفكار الإدارية في عصر العولمة. وخصوصاً هذا الفكر الرأسمالي المتوحش بهيمنته على كل مناحي الحياة. بل وكل أنحاء العالم بما فيها الدول ذات الفكر الشيوعي كالصين، خصيصاً التعاملات الدولية. فهذا الفكر هو سبب التسمية والتي تجعل البشر كالموارد المادية من مال ومواد يجب إدارتها. كان الأولى والأفضل لدولنا العربية تسمية هذا النوع من الإدارة بإدارة الشؤون البشرية على سبيل الاقتراح، لا الموارد البشرية.

اقرأ المزيد

alsharq الصين..

أثناء القمة العربية الإسلامية الطارئة التي أقيمت في الدوحة يوم 15 من الشهر الجاري والتي ناقشت العدوان الصهيوني... اقرأ المزيد

180

| 30 سبتمبر 2025

alsharq الحكومة المارقة

تعرف كلمة مارق في اللغة العربية بأنه الشخص الماكر أو المنحرف والذي لا قيمة له، وهي تعنى الشخص... اقرأ المزيد

153

| 30 سبتمبر 2025

alsharq هل قررت أن تُشرق؟

ما السعادة إلا قرارٌ تتخذه الروح بوعيٍ كامل لتتصل بنبع حقيقتها، قرارٌ يهمس به المرء لذاته بأن يسمح... اقرأ المزيد

234

| 30 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية