رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ربما يعرف كثيرون موقفي من الانقلاب الذي جرى منذ أكثر من عام في مصر وتولى على إثره عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر رغم القسم الذي أقسم به بأنه لن يدخل في سباق الرئاسة لكنه دخل منفرداً رغم وجود حمدين صباحي الذي أرى أن وجوده كان لإعطاء فوز السيسي بالانتخابات صفة الديمقراطية والشرعية، لكن كل ذلك فشل من قبل أن تمر هذه المسرحية وتنطلي على مناصري السيسي الذين أعتبر أنهم يعيشون حالة غيبوبة قسرية لا تزال مستمرة رغم وقوع مصر اليوم في أقسى مرحلة لها في الاقتصاد وحقوق الإنسان والحالة المعيشية المزرية التي يعاني منها المواطن المصري في شح كل الموارد التي تعينه على الحياة في وطن يعاني اليوم أسوأ مراحله التاريخية رغم محاولة الإعلام المؤيد لانقلاب مصر أن يجمله برتوش لا تخفي ملامحه البشعة التي جاءت على دماء وجماجم المصريين، واليوم يزيد من ظلمه على شكل الاعتقالات التي تأتي بصورة الخطف والسجن العشوائي والتوجه غير المبرر للإخوان وأنصارهم وكل من يحب مصر لأجل مصر وليس لأجل جماعة فيها فما الذي تحقق في مصر بعد عام من حكم السيسي؟!.. ما الذي جناه المواطن المصري من هذه الحكومة التي قدمت وعوداً بالرفاهية ولا يزال هذا المواطن يحفر في الصخر لأجل تحقيق شبح هذه الرفاهية له ولعائلته ولا يبدو أن هذا الأمر سيتحقق قريباً في ظل فرض غلاء الأسعار على المواطنين في قوت يومهم وفي الغاز والكهرباء وإشغالهم بأن الحكومة تواجه ظلالاً من إرهابيين يهددون المحروسة من جهة سيناء يذهب الضحية أفراد من قوات الجيش المصري، ناهيكم عن الاتفاقيات التي تبرمها الحكومة المصرية ولا يجد هذا المواطن أي أصداء حقيقية لها على أرض واقعه المعيشي الذي يفتقر في معظمه لأساسيات الحياة!.. ما الذي أقرته منظمة «هيومن رايتس» في تقريرها السنوي فيما يخص مصر بعد عام من حكم السيسي؟!.. ففي التقرير الذي نشرته «هيومن رايتس» منذ يومين حول حقوق الانسان في مصر أكدت فيه أن هناك انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان في مصر من حيث كمية الاعتقالات المهولة التي يواجه بها متظاهرون ورافضون للانقلاب أو المعترضون على الحياة المعيشية الصعبة وأن هذه الاعتقالات التعسفية لم تخلُ من خطف فتيات صغيرات وتلاميذ مدارس رافضين للانقلاب أو يحملون شعار رابعة في حقائبهم! بل والحكم على بعضهم بأحكام سجن جائرة قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر مما يعد ذلك خروجاً عن الأعراف الدولية التي تعتمد في مسوغاتها على حرية التعبير للمجتمعات العربية خصوصاً فهل كان هذا ما يحلم به المواطن المصري الذي ظل لأكثر من 60 سنة يعيش تحت حكم (عسكر مصر) خصوصاً وأنه عاش لما يقارب السنة حكماً جاء عن طريق صندوق الانتخاب وعمد الكارهون له لإفشاله والإطاحة به حتى نجحوا في ذلك وأعلنوها عودة البلاد للحكم العسكري الذي وجد من ينصره اليوم لأن العقلية التي ظلت تحت هذا النوع من الحكم القسري لا تستطيع أن تخرج من هذه الحدود المليئة بالأسلاك المتشابكة التي تمثل نهج وعصر العسكر لجو أكثر انفتاحاً بالإبقاء على الرئيس المدني الوحيد الذي حكم مصر لسنة واحدة وتم الغدر به من قبل من استأمنهم على البلاد والعباد معاً.. ولذا لا يبدو أن المليارات الخليجية التي ضخت في مصر أجدت بعد أن أظهرت دلائل كثيرة بانها ذهبت مع ريح أفراد وشخصيات تقاسموها على ما يبدو لأجل مصالحهم وأبقت البلاد في حالة فوضى وأشغلت الإعلام المدفوع ليخدر المواطنين في أن الأموال ذاهبة لمشاريع تظهر اليوم أشباحها وخيالاتها في شكل تصريحات خجولة من التنصل من إقامتها على أرض المحروسة فهل هذه الرفاهية التي وعدت بها حكومة السيسي الشعب رغم عدم سماح المقام بما يمكن أن يتضمن هذا المقال من أمور كثيرة تثبت بأن عاماً من حكم السيسي قد قدم كل الدلائل لفشله ليس لأمر شخصي فيه ولكن كل بدايات الحكم وما قام عليه يثبت منذ اللحظة الأولى أن ما قام على شر ودم قادر أن يمضي فيه بنفس السياسة وواقع مصر اليوم يعطي شهادات للعصر ولكنها شهادات أليمة بعض الشيء!
فاصلة اخيرة:
عزيزتي مصر.. نأسف لوضعك الحالي ونتمنى لك العافية قريباً!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8853
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5580
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4998
| 13 أكتوبر 2025