رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام حمود

ابتسام حمود

مساحة إعلانية

مقالات

475

ابتسام حمود

كلامٌ يأتي بعد عام

10 يونيو 2015 , 03:18ص

ربما يعرف كثيرون موقفي من الانقلاب الذي جرى منذ أكثر من عام في مصر وتولى على إثره عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر رغم القسم الذي أقسم به بأنه لن يدخل في سباق الرئاسة لكنه دخل منفرداً رغم وجود حمدين صباحي الذي أرى أن وجوده كان لإعطاء فوز السيسي بالانتخابات صفة الديمقراطية والشرعية، لكن كل ذلك فشل من قبل أن تمر هذه المسرحية وتنطلي على مناصري السيسي الذين أعتبر أنهم يعيشون حالة غيبوبة قسرية لا تزال مستمرة رغم وقوع مصر اليوم في أقسى مرحلة لها في الاقتصاد وحقوق الإنسان والحالة المعيشية المزرية التي يعاني منها المواطن المصري في شح كل الموارد التي تعينه على الحياة في وطن يعاني اليوم أسوأ مراحله التاريخية رغم محاولة الإعلام المؤيد لانقلاب مصر أن يجمله برتوش لا تخفي ملامحه البشعة التي جاءت على دماء وجماجم المصريين، واليوم يزيد من ظلمه على شكل الاعتقالات التي تأتي بصورة الخطف والسجن العشوائي والتوجه غير المبرر للإخوان وأنصارهم وكل من يحب مصر لأجل مصر وليس لأجل جماعة فيها فما الذي تحقق في مصر بعد عام من حكم السيسي؟!.. ما الذي جناه المواطن المصري من هذه الحكومة التي قدمت وعوداً بالرفاهية ولا يزال هذا المواطن يحفر في الصخر لأجل تحقيق شبح هذه الرفاهية له ولعائلته ولا يبدو أن هذا الأمر سيتحقق قريباً في ظل فرض غلاء الأسعار على المواطنين في قوت يومهم وفي الغاز والكهرباء وإشغالهم بأن الحكومة تواجه ظلالاً من إرهابيين يهددون المحروسة من جهة سيناء يذهب الضحية أفراد من قوات الجيش المصري، ناهيكم عن الاتفاقيات التي تبرمها الحكومة المصرية ولا يجد هذا المواطن أي أصداء حقيقية لها على أرض واقعه المعيشي الذي يفتقر في معظمه لأساسيات الحياة!.. ما الذي أقرته منظمة «هيومن رايتس» في تقريرها السنوي فيما يخص مصر بعد عام من حكم السيسي؟!.. ففي التقرير الذي نشرته «هيومن رايتس» منذ يومين حول حقوق الانسان في مصر أكدت فيه أن هناك انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان في مصر من حيث كمية الاعتقالات المهولة التي يواجه بها متظاهرون ورافضون للانقلاب أو المعترضون على الحياة المعيشية الصعبة وأن هذه الاعتقالات التعسفية لم تخلُ من خطف فتيات صغيرات وتلاميذ مدارس رافضين للانقلاب أو يحملون شعار رابعة في حقائبهم! بل والحكم على بعضهم بأحكام سجن جائرة قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر مما يعد ذلك خروجاً عن الأعراف الدولية التي تعتمد في مسوغاتها على حرية التعبير للمجتمعات العربية خصوصاً فهل كان هذا ما يحلم به المواطن المصري الذي ظل لأكثر من 60 سنة يعيش تحت حكم (عسكر مصر) خصوصاً وأنه عاش لما يقارب السنة حكماً جاء عن طريق صندوق الانتخاب وعمد الكارهون له لإفشاله والإطاحة به حتى نجحوا في ذلك وأعلنوها عودة البلاد للحكم العسكري الذي وجد من ينصره اليوم لأن العقلية التي ظلت تحت هذا النوع من الحكم القسري لا تستطيع أن تخرج من هذه الحدود المليئة بالأسلاك المتشابكة التي تمثل نهج وعصر العسكر لجو أكثر انفتاحاً بالإبقاء على الرئيس المدني الوحيد الذي حكم مصر لسنة واحدة وتم الغدر به من قبل من استأمنهم على البلاد والعباد معاً.. ولذا لا يبدو أن المليارات الخليجية التي ضخت في مصر أجدت بعد أن أظهرت دلائل كثيرة بانها ذهبت مع ريح أفراد وشخصيات تقاسموها على ما يبدو لأجل مصالحهم وأبقت البلاد في حالة فوضى وأشغلت الإعلام المدفوع ليخدر المواطنين في أن الأموال ذاهبة لمشاريع تظهر اليوم أشباحها وخيالاتها في شكل تصريحات خجولة من التنصل من إقامتها على أرض المحروسة فهل هذه الرفاهية التي وعدت بها حكومة السيسي الشعب رغم عدم سماح المقام بما يمكن أن يتضمن هذا المقال من أمور كثيرة تثبت بأن عاماً من حكم السيسي قد قدم كل الدلائل لفشله ليس لأمر شخصي فيه ولكن كل بدايات الحكم وما قام عليه يثبت منذ اللحظة الأولى أن ما قام على شر ودم قادر أن يمضي فيه بنفس السياسة وواقع مصر اليوم يعطي شهادات للعصر ولكنها شهادات أليمة بعض الشيء!

فاصلة اخيرة:

عزيزتي مصر.. نأسف لوضعك الحالي ونتمنى لك العافية قريباً!

مساحة إعلانية