رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بمزيد من الحزن والأسى فقد الشارع المصري والأمة العربية؛ أحد رموز العلم والعلماء العرب على المستوى العالمي الدكتور أحمد زويل يوم الثلاثاء الموافق 2 ـ 8 ـ 2016 بالولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناة طويلة مع المرض سنوات طويلة، أدت إلى وفاته، وربما كان الخبر صدمة كبيرة لكل الشعوب العربية، التي تعتبره نموذجاً، أضاف للتاريخ العلمي والعربي صورة مشرفة، تعتبر بمثابة نبراس العرب بين سطور العلماء العالميين، بعد سنوات من العلم والإنجاز والعطاء عن عمر ناهز 70 عاما؛ فقد ولد بمدينة دمنهور غرب القاهرة، ودرس بالاسكندرية وانتقل للولايات المتحدة، وحصل على الدكتوراه من جامعه بنسلفانيا فى فيلادلفيا، وكان محاضرا فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ عام 1976، ويعتبر من أشهرالعلماء العرب الذين أحدثوا ثورة علمية فى عالم التكنولوجيا، وأهمها اختراعه لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر، وله القدرة على رصد حركة جزئيات عند نشوئها، وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التى تلتقط فيها صورة، وهى (فيمتو ثانية)، وحصل من خلالها على جائزة نوبل عام 1999 لتوصله لهذه الابتكار العلمي، الذى كان له دور بارز فى علاج العديد من الامراض بسرعة كبيرة، وورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية، التى تضم اهم الشخصيات التى أسهمت فى النهضة الامريكية، وأصبح اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة، باعتباره احد علماء الليزر، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، وبلغ عددها 31 جائزة دولية، واهمها جائزة ماكس بلانك فى ألمانيا، وجائزة الملك فيصل العالمية، وغيرها.. ويليها ما صدر له من المؤلفات والأبحاث العلمية العديدة بالعربية والانجليزية التي تقارب 350 بحثاً، واهمها طريق الى نوبل، وحوار الحضارات وغيرها.. وآخرها إيمانه بأهمية العلم وترسيخ مفاهيمه، وحرصه على الارتقاء به فى موطنه الأم مصر، وتبنى مبادرته بإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والهدف منها تطوير المنظومة التعليمية، للنهوض بها، ورغم أنه هاجر لأمريكا فإنه كان يحمل هموم وطنه، وكيفية تطوير المنظومة العلمية والتكنولوجية، ومن زواية اخرى اشتهر بتكرار العديد من المقولات والعبارات الإيجابية التى تعزز الجوانب العلمية والابتكارية لدى الأفراد، في ظل الأوضاع الراهنة، لإيمانه الشديد بها، فترسخت فى أذهان الكثيرين، وأصبحت تردد حتى بعد وفاته، فتجعل كلا منا يكون لديه دوافع علمية وإبداعية، ومنها: أن الغرب ليسوا أذكياء ونحن لا. ولكن هم يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجحين حتى يفشلوا، وأشاد بأن المجتمع له ثلاث دعامات رئيسية؛ وهي العلم والتكنولوجيا والمجتمع، ومن العلم تنشأ التكنولوجيا ومنها تسهم فى تطوير البيئة التى يعيش فيها الانسان، ومنها تحدث عن الإبداع، وأنه لا يمكن أن يبدع الخائفون، وأشار إلى أهمية العقل وقوته، وأنه أشمل من حب القلب، وأضاف إلى أمريكا ما جعلها تتقدم، وذلك من خلال أن الخيال لديها لا يقتل ويتم دعمه وتشجيعه؛ من كل المؤسسات، ولا يخفى علينا دوره الحيوى فى دعم وتقارب الثقافات، ما بين الشرق والغرب وحرصه على بث القيم الدينية والثقافية من خلال حواراته، ولقاءاته العلمية، التى رفعت من شأن الأمة العربية، وكان لها شأن كبير على المستوى العالمي، وخاصة عندما تصدر من شخصية عالمية لها بصمة كبيرة، ومهما تحدثنا عن إنجازاته وعبقريته، فلا يسعفنا الوقت والقلم للحديث عن شخصية عربية؛ عشقت هموم الوطن، ولديه إيمان قوى بأهمية العلم، في رفع شأن المجتمعات وتطويرها، من خلال أبحاثه العلمية، وأضافت للتاريخ المشرف، الذى سجل ودون كل ابتكاراته العلمية، وأصبحت حدثاً في تاريخ العالم وليس المصرى والعربى فقط، ونتمنى أن يتغمد الله فقيد الأمة بواسع رحمته، بقدر ما قدمه للبشرية من علمٍ، ونأمل أن نرى في السنوات المقبلة اجيالاً من سلالة أحمد زويل، للنهوض بالأمة العربية فى ظل التحولات السياسية والاقتصادية الوخيمة، ونستفيد قدر المستطاع من سلسلة أبحاثه وإبداعاته، وتكون انطلاقة للكثير من أجيال الشباب المقبلة، ونحن قادرون على ذلك.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3327
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2580
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2097
| 03 نوفمبر 2025