رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علياء معجب الدوسري

مساحة إعلانية

مقالات

789

علياء معجب الدوسري

طفل قوي وطن قوي

09 يناير 2025 , 02:00ص

إن بناء طفل قوي ليس مجرد استثمار في الأفراد، بل هو تأسيس لجيل يشكل العمود الفقري لمستقبل الوطن. رؤية قطر الوطنية 2030 تدرك هذه الحقيقة بعمق، وتضع تنمية الإنسان في قلب استراتيجيتها. فالأطفال والشباب هم الركيزة الأساسية لتحقيق رؤية تسعى إلى تنمية مستدامة، واقتصاد قوي، ومجتمع مزدهر.

الطفل القوي يبدأ بالتعليم، وهو ما تعكسه الركيزة الأولى للرؤية، التي تركز على التنمية البشرية. ولا يمكن بناء طفل قوي دون نظام تعليمي يعتمد على تعزيز التفكير النقدي والإبداعي. فكما اكتشف العالم إسحاق نيوتن قانون الجاذبية عبر التأمل والتفكير، يجب أن يتمتع أطفالنا بمهارات تحليلية وقدرة على التفكير خارج الصندوق. التعليم الذي يشجع على البحث والتساؤل، بدلاً من الحفظ والتلقين، يبني جيلاً قادراً على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء الوطن.

لكن التعليم وحده لا يكفي، فبناء طفل قوي يشمل أيضاً تعزيز الوعي بالقيم المجتمعية والوطنية. فالأطفال الذين يدركون أهمية العمل الجماعي والتعاون هم الذين سيشكلون مجتمعاً متماسكاً. وإن رؤية قطر 2030 تؤكد على ضرورة إعداد جيل واعٍ بالتحولات التي يمر بها الوطن، من توسع اقتصادي إلى التحديات البيئية، ليكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية وبناء المستقبل.

كما أن تقليل الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية، وتحقيق التنويع الاقتصادي يتطلب جيلاً مجهزاً علمياً وعملياً. الطفل القوي اليوم هو القائد الذي سيحقق هذه الطموحات غداً. ومن هنا، تأتي أهمية توعية الأطفال والشباب بأهداف الرؤية الوطنية، وجعلهم شركاء فعليين في تحقيقها. فهم يمتلكون الطاقة والحماس اللازمين لدفع عجلة التنمية، وبوعيهم وإبداعهم، يستطيعون تحويل التحديات إلى فرص.

ولا شك أن الأطفال القادرين على تحمل المسؤولية، والإسهام في التنمية ليسوا مجرد أفراد ناجحين، بل هم اللبنات التي يبنى عليها الوطن القوي. وبناء طفل قوي يبدأ بالبيت والمدرسة والمجتمع، ويمتد ليشمل السياسات الوطنية التي تدعم التعليم، الصحة، والبيئة الملائمة للنمو.

وفي النهاية، فإن رؤية قطر الوطنية 2030 ليست مجرد وثيقة تطمح لتحقيق تقدم اقتصادي وتنموي، بل هي التزام ببناء الإنسان كأهم مورد وطني. وكل طفل قوي، مدرك لقيمه وإمكاناته، يمثل خطوة إضافية نحو وطن قوي يقف شامخاً في مواجهة التحديات العالمية. وإن بناء طفل قوي يعني بناء وطن قوي، وهذه ليست مجرد رؤية، بل حقيقة نعيشها مع كل خطوة نحو المستقبل.

مساحة إعلانية