رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بادئ ذي بدء أتقدم لقراء صحيفة الشرق والعاملين فيها بأحر التهاني بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله على أمتنا العربية وهي في حال أحسن من حالها اليوم.
في الأسبوع الماضي تحت هذا العنوان المشار اليه اعلاه تحدثت عن كتاب انشغلوا بالقدح والذم والنقد المخل لكل ما تقوم به الإدارة الجديدة في سورية الحبيبة بما في ذلك الدستور الجديد واليوم اكمل ذلك الحديث.
(2)
في فترة انتقالية قصيرة حققت الإدارة بقيادة الرئيس احمد الشرع إنجازات جوهرية منها على سبيل المثال بناء الثقة بنسبة عالية بين أجهزة الامن الجديدة والمواطن السوري، زيادة ساعات التغذية الكهربائية لاكثر من ثماني ساعات يوميا، تأهيل مطار دمشق وحلب في وقت قصير، عودة الكثير من السفارات العربية والأجنبية الى دمشق بعد قطيعة مع دمشق دامت اكثر من 13 عاما، تخفيف العقوبات التي كانت مفروضة على سورية في عهد بشار الأسد من قبل المجتمع الدولي وهي في طريقها الى الرفع الكامل ومن المفروض ان الدول العربية ترفع العقوبات عن سورية ولو من طرف واحد. اكرر القول بان العهد الجديد في سورية استلم الدولة وهي منهكة اقتصاديا وامنيا وسياسيا وتعليميا وبنية تحتية متآكلة وكبت حريات فكرية وفساد منقطع النظير وتبعية مطلقة لإيران وروسيا ومليشيات طائفية متوحشة سامت أهل سورية سوء العذاب قتل واغتصاب ونهب ممتلكات واليوم يعود الامل لاهلنا في سورية.
* المجتمع السوري يتكون من عشائر وطوائف مذهبية (سنة الأغلبية، شيعة، دروز، الخ ) والدروز يصنفون مسلمين، خلفيتهم إسلامية لكنهم لا ينتمون الى أي من المذاهب الإسلامية هم من العرب ولغتهم العربية، الاكراد في شمال غرب سورية هم سوريون يتحدثون اللغة العربية اما الاكراد القاطنون في الشمال الشرقي فقد لحقت بهم مظلومية في عهد حافط الأسد اذ اعتبرهم (بدون) ولا يتمتع معظمهم بالجنسية السورية، ان الاكراد ينحدرون من أصول اريه يتحدثون العربية الى جانب لغتهم الكردية والتركية وينتمي بعضهم الى مذهب اهل السنة والجماعة واخرون المذهب الشيعي ومنهم من يعتنق ديانات أخرى لكنهم لا يمثلون نسبة عالية من الشعب السوري.
(3)
* النزوع القومي العربي في سورية منذ الاستقلال مرورا بحقبة الخمسينات وستينات القرن الماضي الى جانب تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي والأحزاب اليسارية تراجع النزوع الطائفي في سورية والعراق ولكن سرعان ما استدعيت تلك الطوائف في سورية عندما تولى حافظ الاسد ومن بعده ابنه بشار وراحت تنخر في المجتمع السوري وحدثت مجازر طائفية اذكر منها احداث حماه عام 1982 والتي راح ضحيتها اكثر من 40 الف انسان مدني دفنوا في مقابر جماعية، واحداث درعا 2011 وانتشارها على امتداد الجغرافيا السورية وأخيرا احداث الساحل التي حدثت في شهر مارس الماضي والتحقيق جار في اسبابها ونتائجها.
* ما أردت قوله هنا ان اتباع السنة النبوية في سورية كانوا عبر التاريخ وما برحوا الحاضن الوحيد لكل الطوائف هناك. بعض كتاب الاعمدة الصحفية اليوم يتناولون " الطائفية " في سورية الجديدة وكأنها وليدة الثامن من ديسمبر 2024 وهذا حكم ظالم يراد به الفتنة في سورية الجديدة وليس التخلص من براثن نظام حافظ الأسد وابنه بشار وعلى ذلك فان على قيادة سورية الجديدة بقيادة الرئيس احمد الشرع ورفاقة بث روح الطمأنة لدى هذه الطوائف بكل مكوناتها وفي الجانب الاخر على هذه الطوائف ان تعترف بانها جزء من الشعب السوري تعمل على وحدته وسلامة اراضيه واستقلاله وسيادته والابتعاد عن الاستنجاد بقوى خارجية (أمريكية إسرائيلية إيرانية روسية تركية) بهدف تحقيق مصالح طائفية وفي هذا المجال على كتاب الصحافة مراجعة اطروحاتهم المحرضة للنزعة الطائفية بطريقة مباشرة او ضمنية وتقر الاستاذة هنادي إسماعيل بأن جحافل من شيعة العراق وايران وحزب الله اللبناني ارتكبوا جرائم بشعة في سورية (العربي الجديد 21 /3 ) قتل وذبح على الهوية واغتصاب ونهب لكنها في ثنايا خطابها تمس سلبا من قدرات قيادة سورية الجديدة في التغلب على مثل هذه التحديات.
(4)
يثور جدل في أوساط المثقفين والمتثاقفين السوريين حول الدستور الجديد الذي اقر مؤخرا ليرسم طريقا للمرحلة الانتقالية وهو جدل مرحب به اذا كانت النوايا حسنة وما عدا ذلك فهو جدل مرفوض وأول ما يستوقف المراقب من بعيد الاعتراض على تسمية الدولة في المادة الأولى "الجمهورية العربية السورية" وأصحاب النوايا غير السليمة يريدون تجريد سورية من عروبتها بحذف كلمة "عربية " من اجل لم الشمل كما قيل ! اما اعتراض البعض على المادة 31 التي الغت منصب رئيس الحكومة الامر الذي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات تنفيذية المعروف في النظم الرئاسية المطلقة لا يوجد رئيس وزراء ورئيس الدولة هو رئيس السلطة التنفيذية وهو مسؤول امام الشعب كما هو الحال في الولايات المتحدة الامريكية. ولا شك بان له صلاحيات تشريعية محددة وله حق النقض ( الفيتو) على بعض التشريعات التي تصدرها الهيئة التشريعية (نموذج أمريكا). ولا ادري لماذا الاعتراض على المادة 39 و32 التي أعطت رئيس الدولة حق ان يكون قائدا عاما للقوات المسلحة. في معظم الدول ان لم يكن كلها رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وسورية ليست استثناء.. نغمة جديدة جدت علينا تقول: بان الذين صاغوا هذا الدستور ينحون نحو " اسلمة الدولة السورية " وهي لا شك بانها دولة مسلمة الأغلبية من سكانها مسلمون ودساتير الدول العربية في معظمها ان لم يكن كلها المادة الأول او الثانية من دساتيرها تنص على انها دولة عربية لغتها العربية والإسلام مصدر من مصادر التشريع الرسمي وبعض الدول العربية تنص بان دستورها القرآن والسنة فما العيب في ذلك لبنان استثناء من ذلك بحكم النشأة والتكوين.
** آخر القول: هناك جهود نشطة لافشال الثورة السورية من الداخل والخارج كما فعلوا في مصر في الثالث من يوليو 2013.
وإذ أفشلت هذه الثورة فان الشرق الأوسط سيواجه عواقب وخيمة فحافظوا على سورية الجديدة وأعينوها على إصلاح ما افسده الدهر. عاشت سورية عربية حرة ذات سيادة.
جمال الأذان المفقود
لماذا غاب جمال الصوت في رفع الأذان؟ أليس لاختيار المؤذن شروط وضوابط؟ كيف تراجعت هذه الشروط التي كانت... اقرأ المزيد
87
| 19 ديسمبر 2025
جسم الإنسان يقبل التدرج ويرفض المفاجأة
غالبا، حينما نود تغيير أو زيادة أو علاج عنصر في جسم الانسان، علينا البدء باعطائه جرعات خفيفة من... اقرأ المزيد
93
| 19 ديسمبر 2025
تدابير الله كلها خير
يقول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله... اقرأ المزيد
72
| 19 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
828
| 16 ديسمبر 2025
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
678
| 18 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها من كأس العالم الذي أبهر وأدهش وأتقن، الى احتضان فعاليات كأس العرب. نعم نجحت قطر في جمع العرب في ملتقى استثنائي، بدأ بافتتاح مهيب وأسطوري اجتمعت فيه حضارة العرب وعاداتهم وأحلامهم ونجحت في تقديم فلسفة الاستاد خلال الأيام الماضية على أنه البيت العربي الكبير الذي يجمع العرب متجاوزين الحدود والفوارق. لقد تبيّن لنا أن هناك الكثير مما يجمع العرب، وليس حرف الضاد وحده، فها هي كرة قدم أظهرت أنهم يقفون ويستطيعون البناء وتقديم الأفضل، وأن هناك جيلا متفائلا يؤمن بالمستقبل وبأنه قادر على أن ينهض من تحت الركام، جيل جديد يتنفس عطاءً ويضع لبنات البناء الذي يعيد المجد لهذه الأمة. أما فلسطين فكانت حاضرة في هذا المهرجان الكروي، في تضامن ليس جديدا أو غريبا على قطر وشعبها، ولعل الأوبريت المؤثر حين جمع قصص الاناشيد الوطنية للدول العربية عبّر لكل الحاضرين والمشاهدين أن تحريرها ممكن وان وحدتنا ممكنة. قطر ومن جديد تجمع العرب في كأس العرب للمرة الثانية من المحيط الى الخليج في هذه الاحتفالية الكروية التي تعد الأكبر في العالم العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه عن سرّ نجاح قطر مرة تلو الأخرى؟ لقد وضعت قطر بصمتها على خريطة العرب والعالم فأصبح يشار إليها بالبنان لما تمتلكه من قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. قطر وخلال أعوام مضت وضعت رؤيتها، وحددت هدفها وسخرت امكاناتها، وبذلت كل ما تستطيع لتحقيق ما رأيناه من ترتيبات لإقامة كأس العالم على أرض صغيرة حجما، كبيرة بالفعل فكان لها ما أرادت واستقر الهدف وجاءت في هذه البطولة لتبني على ما تم انجازه وتعطي أكثر وأكثر. تمتلئ ملاعب قطر بالجماهير التي تحول ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أسست على أرقى المعايير البيئية العالمية، فهي لم تعتمد بناء ملاعب يطلق عليها مصطلح الأفيال البيضاء ببناء أبنية ضخمة لا داعي لها بل شيدت على مبدأ الاستدامة واستخدام أدوات صديقة للبيئة بحيث يمكن تفكيك وإعادة استخدام الملاعب وفق خطة مدروسة بمجرد الانتهاء منها سواء بإعادة تدويرها في مشروعات داخلية أو بالتبرّع بها وإهدائها إلى دول أخرى لرفع كفاءة منشآتها الرياضية إضافة الا أنها ملاعب بلا تدخين وملاعب يصدح فيها صوت الأذان انجاز مختلف ومقدر. يضاف إلى هذه الملاعب المونديالية، أنها استفادت من البنية التحتية الرياضية الواسعة التي أولت قطر اهتماما كبيرا بها بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة وفي نقطة تحسب لهذه الجهود تتضمن الملاعب خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة. وهنا لا بد من ذكر تسهيلات حركة المشجعين من خلال شبكة منظمة من المواصلات فنجاحها يعد حجر الزاوية في انجاح البطولة فهي توفر شبكة نقل حديثة ومتكاملة تتمتع بسلاستها وفعاليتها مع وجود مترو الدوحة العمود الفقري للدوحة الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في قطر خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير. وإلى جانب ذلك، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة. لقد ركزت قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام لقطر يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية. وبينما تدار المباريات من جهة تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والترفيهية لتعزيز تجربة المشجعين وخلق أجواء إيجابية وبناء جسور بينهم حيث ترحب قطر بهم بطريقتها وبحسن وكرم الاخلاق والضيافة. أي انجاز هذا، خطوة ٌتحسب وتقدر ونقطةٌ بألف هدف، فقطر تربط استثمارها بالرياضة بتحقيق نمو اقتصادي وسياحي وفي نفس الوقت وفي هذا المحفل العربي الاخوي تزيل اسباب الفرقة وتقرب المسافات في تجمع لم نكن نراه او يشهد له في من سبقها من فعاليات لكأس العرب. أي انجازٍ هذا في أكبر تجمع عربي، إذا هي الارادة الجادة والحقيقية المنتمية، تغلفها الشجاعة والاقتدار الساعية لبث الخير. قطر لا تمتلك المال فقط، إنما هي تتبع قواعد النجاح وتركز على الإنسان وفكره وتطويره، لا تترك جهدا ً في الاستفادة من خبرات الآخرين والتعلم منها والبناء عليها، وتعطي الفرص وتمنح المساحات للعطاء لمن يريد من القطريين أو غيرهم ممن يعيشون على أرضها. من استاد ملعب البيت كان الافتتاح، ولن تكون النهاية، لقد أصبحت قطر على الدوام البيت الذي يجمع ولا يفرق يلم الجراح ويبث الطمأنينة. الأمل يحدونا لأن نزيد ما تم بناؤه فكريا وروحيا ومعنويا في قطر، وفي غيرها من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، حتى نغدو منارة يهتدى بنا.
666
| 15 ديسمبر 2025