رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

438

فاطمة بنت يوسف الغزال

إلى متى يصمد الديك اليهودي؟

08 يناير 2025 , 12:23ص

يُحكى أن أحد ملوك فرنسا بلغه أن حاخاماً يهودياً يقول: إن اليهود سيحكمون العالم فاستدعاه الملك، وقال له: أنتم مستضعفون في الأرض، ومتفرقون في البلاد، فكيف تحكمون العالم؟ هات برهانك..

أجابه الحاخام: لو سمح لي جلالة الملك، أن أطلب من الوزراء والأمراء في مملكتكم أن يحضّروا لمصارعة الديوك، وأنا بدوري سأحضر ديكي وسأغلبهم جميعاً..

تعجب الملك من هذه الثقة التي يتكلم بها الحاخام اليهودي، لكنه أراد أن يصل معه إلى النهاية، وصار متشوقاً ليرى كيف أن اليهود سيحكمون العالم.

استجاب الملك لطلب الحاخام، وأمر جميع الوزراء والأمراء أن يحضّر كل واحد منهم ديكاً قوياً إلى حلبة مصارعة الديوك لتتصارع الديكة، ويتثبت من كلام الحاخام وادعائه..

فعلاً وبعد ثلاثة أيام انعقدت الحلبة، وجاء الوزراء والأمراء بديوكهم، وجاء الحاخام اليهودي بدوره مصحوباً بديك هزيل ضعيف وأدخله الحلبة مع باقي الديوك، وبدأت المصارعة بين الديوك الأقوياء، إلا أنَّ ديك الحاخام تخبأ وبقي بعيداً عن الصراع، تاركاً الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها البعض حتى تغلَّب ديك واحد على جميع الديوك الموجودة في الحلبة ووقف ذاك الديك منتصراً متبختراً على أرض الحلبة وجسمه قد أنهكهُ الصراع، والدماء تتقطر منه الدماء..

وفجأة خرج ديك الحاخام اليهودي الهزيل الضعيف، واقترب من الديك المنتصر المنهك، وقفز على رأسه ونقره نقرة قوية أدت إلى مقتله، فانتصر ديك الحاخام الهزيل..

وقف اليهودي أمام الملك قائلاً له: أرأيت كيف سنحكم العالم.

 متى نستفيق من سباتنا؟

طبعاً هذه القصه من واقع الخيال، ولكن للأسف هذا واقعنا، في أمتنا العربية وفي كل وطن من أوطاننا واقع مرير، نصنعه بأيدينا، فينتصر الآخرون، نقاتل بعضنا البعض حتى يأتي من ينقضُّ علينا، ويقاتلنا، والنصر سيكون من نصيب هذا العدو..

نقاتل أنفسنا بذاتنا، بطوائفنا وتعنّتنا، وتفرّقنا، وكرهنا لبعضنا البعض..

لم نتعلم من تجارب الماضي ومن الحروب الأليمة التي حلّت بنا، نحن الديوك القوية، الأقوياء على بعضنا فقط، ندمر ذاتنا، ونخرب مؤسساتنا وبنياننا.

الصراع العربي انتصارا للعدو

وحدتنا في قوتنا هذا الشعار ننادي به في كل ملتقياتنا العربية ولكن لا أحد يعمل من أجل هذه الوحدة، ما تريده الشعوب العربية ليس الوحدة الجغرافية للدول العربية بل هو الوحدة في الرؤى والمبادئ وتوحيد الرأي الواحد ضد عدونا الأول والأخير الذي يحاربنا داخل بلادنا ويستقوى بقوى كبرى مؤثرة في القرار العربي، نحن من نصنع هزيمتنا وهواننا أمام عدونا بخلافاتنا الوهمية التي لا تستند إلى أي حقيقة فقط هو مجرد خلاف وصراع صنعناه بأيدينا، وكل دولة عربية توهم نفسها بأنها تريد أن تكون الأقوى من أختها وفي الحقيقة هي تسير في الطريق الخطأ وتضعف أمام العدو لأنه ينهش من داخلها كالحية الجريحة التي يأكل النمل لحمها حتى تموت ولا تستطيع وتقوى أن تدافع عن نفسها.

الحقيقة الغائبة عن العرب

حرب غزة كشفت الحقيقة الغائبة عنا بأن الكيان الصهيوني هو أضعف مما كنا نتوقع فالنكسات السياسية والعسكرية التي لحقت بهذا الكيان جعلت المفكرين الغربيين والصهاينة يحولون اهتمامهم إلى عوامل الضعف الداخلية للمجتمع الصهيوني، وبدأت تسود قناعة لدى هؤلاء المفكرين بعدم جدوى الحلول أحادية الجانب التي تسابق الحكومة الصهيونية الزمن من أجل فرضها على أرض الواقع، وبعدم جدوى تجاهل الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الفاعلة وتحديداً حركة حماس، وبأن عمليات التسوية الحالية متهورة ولا أساس لها، وبات واضحاً في أذهان الصهاينة أن جيلهم الحالي لن يكون قادراً على تحقيق التسوية التي يطمح إليها، وأن هذا الجيل لن ينعم بما يسمونه «سلام حقيقي»، وأن على المجتمع الصهيوني أن يحشد قواه الداخلية لمنع خوض حرب جديدة، وأن عليه أن يتحمل نتائج حرب جديدة قد تُفرض عليه، وبعبارة أخرى، فإن الكيان الصهيوني بدأ ينتقل من حالة الهجوم على الغير إلى حالة الدفاع عن النفس، ومن حالة التوسع والانتشار إلى حالة التقوقع والانعزال، ومن حالة الانتصار بالرعب إلى حالة الاستسلام للخوف والرعب، هذه هي الحقيقة التي كانت غائبة عنا.

كسرة أخيرة

نجحت حركة حماس في المحافظة على التفاف الشعب حولها وتأييده لها، رغم قيام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وسلطة رام الله بتحريض الشعب الفلسطيني ضد حركة حماس وتأليبه عليها، وذلك من خلال الحصار والتجويع وقطع المرتبات وكل وسائل زيادة معاناة الشعب، وعبر الدعاية المضادة الهادفة إلى تشويه صورة حركة حماس والمقاومة...

كما تحولت حركة حماس لدى الشعوب العربية والإسلامية إلى رمز للمقاومة ضد الاحتلال والعدوان والهيمنة الأمريكية، ما جعلها تكتسب ثقة العرب والمسلمين وتأييدهم وتعاطفهم.

 الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

174

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

117

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

195

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية