رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يجمع المواطنون في جميع دول مجلس التعاون الخليجي على أن المجلس لم يحقق النتائج المرجوة التي كانوا يحلمون بها، فأمنياتهم تتمثل في أن تتحول الدول المكونة لهذا المجلس الى اتحاد متكامل وأن تتم إزالة كافة الحواجز والفوارق التي تعرقل حركة وتنقل المواطنين وتملكهم وغيرها من المطالب التي ظل المواطنون في دول مجلس التعاون بانتظار تحقيقها على أرض الواقع.
وظل الطموح لكل مواطن خليجي أن تشهد العلاقات الخليجية تطورا متزايدا ومستمرا وأن بقي بحركة بطيئة لا تتناسب وتطلعات الخليجيين، ومع هذه الآمال والطموحات لم يتبادر الى ذهن أحد من المواطنين الخليجيين أن تشهد العلاقات الخليجية ما شهدته هذه الأيام، حيث ان إقدام المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على سحب سفرائهم من قطر احتجاجا على مبررات ليست واقعية ولا تستند الى أي دليل يستقيم مع العقل والمنطق انما هو تطور غير محسوب وغير متوقع على الاقل لدى الغالبية العظمى من الخليجيين الذين كانوا يتوقعون التقدم لانجاز المزيد من التقارب وليس الرجوع الى الخلف بقرار كهذا غير المتوقع.
المشكلة أن هذا القرار الذي اتخذه الاشقاء في الدول التي ذكرناها أشار الى الكثير من المبررات التي لا يمكن القبول بها لانها ببساطة مبررات واهية وغير حقيقية حيث قال البيان الذي أصدرته هذه الدول الشقيقة ان دولة قطر لم تلتزم بميثاق مجلس التعاون والحقيقة أن قطر هي التي دائما ما تسعى الى أن يكون مجلس التعاون يسير وفق المبادئ والأسس التي قام عليها، لكن الحقيقة أن بعض الدول تريد لبقية الاعضاء أن يظلوا سائرين خلف سياساتهم وأن كانت خاطئة ثم ان الخلاف كما بين مجلس الوزراء القطري ليس له علاقة بالعمل الخليجي المشترك، فالأمر يتعلق بما يحدث في مصر فهناك دول خليجية ساندت الانقلاب في مصر وتريده أن ينجح رغم أنه لن ينجح لانه ليس معبرا عن إرادة كل الشعب المصري وهذه الدول التي أيدت الانقلاب لم يحظر عليهم أحد أن يعبروا عن دعمهم للانقلاب لكن ليس من حقهم أن يصادروا حرية التعبير للآخرين.
وقطر تتبنى دائما المواقف الوسطية التي تراعي مصالح جميع الاطراف وتهتم بالمصالح العليا للأمة العربية ولا تناصر فريقا على فريق وقد كانت لها أدوار مشهودة ومعروفة ومحل ثقة في العديد من البلدان العربية والاسلامية حتى أصبحت الوسيط المفضل لدى كثير من المتصارعين ومع ذلك فان قطر وان فضلت فريقا على آخر فانها تحترم حقوق الآخرين في العيش والحرية لكن الاخوة الذين لم يعجبهم موقف قطر يدعمون فريقا ولايريدون لأحد غيره أن يعيش فاذا كان مجلس التعاون يدفع اليوم الثمن لما جرى في مصر فان الفريق الذي يمثله الاخوة في الدول الذين سحبوا سفرائهم يؤيدون فريق الانقلاب في مصر ولا يريدون غيره أن يقوم أو أن تكون له فرصة في الحياة رغم أنه مكون مهم وموجود ضمن المجتمع المصري وموقف قطر هو أن تتصالح الاطراف وأن يبنوا المرحلة القادمة معا وهو ما لم يحدث.
أما مساندة الاعلام المعادي فهذا تعبير قديم وقد أكل عليه الدهر وشرب حسب التعبير المتداول فاذا كان الاعلام القطري ينقل كل وجهات النظر فان أعلام الطرف الآخر وهو اعلام الدول الشقيقة التي سحبت سفرائها لا يحتمل وجهة النظر الاخرى وهو يطبل ليل نهار لمن رضوا عنهم وتحديدا في مصر وأصبحت هذه الوسائل الاعلامية أشبه بالاعلام المصري الداخلي وهنا نتساءل من يدعم الاعلام المعادي.
باعتقادي الشخصي أن خطوة سحب السفراء خطوة مؤسفة وما كان يجب ان تتم فالطرف الذي من أجله تم سحب السفراء لا يستحق ذلك وهو فاشل لا محالة والرهان عليه سينتهي بالخسارة القريبة أو البعيدة ولن يكتب له النجاح لانه قام على الباطل وما تم على باطل فهو باطل.
(تكلمنا فألجمناهم) هذا أقل ما يمكن أن توصف به كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني... اقرأ المزيد
39
| 28 سبتمبر 2025
خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من على منبر الأمم المتحدة، ليس... اقرأ المزيد
27
| 28 سبتمبر 2025
في 23 سبتمبر 2025، ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كلمة قوية... اقرأ المزيد
45
| 28 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كاتب وصحفي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
2403
| 26 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2304
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2301
| 25 سبتمبر 2025