رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ضبطت قوانين المرور في المخالفات الكثيرين، ولعل البداية كانت متعبة للبعض في الالتزام، إلا أنهم التزموا بعدما جربوا أو سمعوا عن دفع آخرين لمخالفات بمبلغ وقدره. وقد تكون بعض المخالفات تزيد عن المعقول، إلا أن قيمة مخالفات أخرى هي في مكانها. سمعنا كثيرا عن خفض وسحب وتساهل مع البعض في عدم تسديد رسوم المخالفة، لكنه خطأ أن يدفع فلان ويتجاوز عن آخر، إن حقاً ما يقال.
أذكر أنني رأيت قبل سنة ونيف سيارة لا يُرى صاحبها من زجاجه الأمامي، ليس لوجود العازل، وإنما لكثرة المخالفات الملصقة بها، ولا أدري أهو مستهترا متحديا بتلك المخالفات أو مظلوما!
يخالف بعض شرطة المرور الآخرين وهم بأنفسهم مخالفون، فتجده واقفا في الممنوع ليخالف المخالفين! عينه في جواله أثناء عمله وهو جالس في سيارته أو يسوقها، لا يتقيد البعض منهم بحزام الأمان، يسرع وقد يتسبب بحادث من أجل أن يذهب إلى حادث!
ومع التوسعة التي نشهدها جميعا في شوارعنا، إلا أن هناك أخطاء لا أدري كيف لم تتدارك! فلا يُعقل أن تسير في مسار ذي أربعة خطوط ثم يتقلص المسار إلى ثلاثة خطوط، فتجد نفسك في جهة اليمين لتقف لوقوف سيارة المرور أمامك، فينزل الشرطي لمخالفتك لتجاوزك اليمين! كيف متجاوز لليمين وهو للحظة خارج من شارع ذي أربعة خطوط؟
وقد لا يكون منطقيا أن تسير في شارع طويل سرعته مئة مثلا لتتغير سرعته للثمانين وأنت لم تلحظ ذلك:1) لأنك جديد على دخول شارع تحت/بعد الإصلاح، أو 2) لعدم وجود علامة تنبه لذلك، فتُحسب لك مخالفة رادار! ومن المضحك أن تأتيك مخالفة تعديت بها دون قصد عدة أرقام عن الرقم المسموح به، كالشارع الذي سرعته 80 وتسير 90، فتأتيك مخالفه على 91، فطبيعة سرعة بعض الشوارع قليلة بالنسبة لوسعها ولطولها، لكن في المقابل يقبل الجميع مخالفات الرادار كون أن الصورة هي الحكم في الأمر وليس شرطيا يخالفك وأنت لا تدري!
والمشكلة أن بعض شرطة المرور لا يصدقك أبداً، فقد تكون من المحافظين على حزام الأمان، فيحدث أن يسقط جوالك داخل سيارتك وأنت واقف عند الإشارة التي يقف عندها شرطي المرور لتفتح حزامك لتأتي بجوالك، فما إن ترتفع وتمسك بحزام الأمان إلا والمخالفة قد أُلصقت بزجاج سيارتك! فتحدثه: "يا أخوي دنعت أجيب الجوال طاح يوم وقفت، فيرد يعني كنت تتكلم بالجوال بعد!؟ فترد:"لا والله ما تكلمت بس الجوال كان جنبي تزحلق وطاح" ثم تسكت لكيلا تكون المخالفة اثنتين ظلما!
سؤال: لماذا لا يُعلم قائد المركبة بمخالفته في وقتها حتى لا يتفاجأ بها لاحقا؟ ما الذي يثبت لقائد المركبة أن هذه المخالفة صحيحة لم تأته ظُلما!؟ لماذا لا يتم تصوير المخالفين كما يصور الرادار السيارات المسرعة؟
وعليه، وحتى لا يعتقد قائد المركبة بظلم ما، أقترح التالي:
1) أن يحمل كل شرطي مرور كاميرا خاصة لتصوير المخالفات ثم يُرسلها لإدارة المرور فتُسجل المخالفة بالصورة.
2) أن يُسمح لقائد أي مركبة أن يصور شرطي المرور المخالف ويرسلها لقسم خاص بإدارة المرور يُنشر رقمه للجميع، لمتابعة المخالفين منهم وتوجيهم وتغريمهم، فهم القدوة.
3) لا يجب احتساب مخالفات التجاوز عن يمين لشارع خرج منه صاحب المركبة من مسار بأربعة خطوط إلى مسار بثلاثة خطوط.
همسة لإدارة المرور الموقرة:
نقدر مجهودكم المستمر في سن القوانين التي هدفها الحفاظ على سلامة قائد المركبة، فما فُرضت قوانين المرور إلا لمصلحة الجميع، لكن بما أن عدد شرطة المرور قليل لا يكفي لتوقيف أي مركبة أو اللحاق بها لتوجيه النصح لصاحبها قبل توبيخه بالمخالفة وإعلامه بها، كان لابد من خطوة جديدة ومتقدمة في تسجيل المخالفات بالصورة حتى لا يُظلم صاحب المركبة.
دمتم في حفظ الله ورعايته.
إعدام بيروقراطي
في زمن تتسارع فيه المتغيرات، وتتوسع فيه متطلبات التنمية، لم يعد العمل الحكومي التقليدي قادرًا على مواكبة حجم... اقرأ المزيد
267
| 02 ديسمبر 2025
تخلَّص من صدماتك
جسد الإنسان يختزل الكثير من الأمور، وكذلك دماغه قد ينسى بعض الأمور غير المهمة ويتذكر بعض الأمور التافهة... اقرأ المزيد
144
| 02 ديسمبر 2025
الحماية الجنائية للموظف العام.. من يملك حق تحريك الدعوى؟
يواجه موظفو خدمة الجمهور في الجهات الحكومية مواقف متباينة خلال تعاملهم اليومي مع المراجعين، وقد تتجاوز بعض الردود... اقرأ المزيد
159
| 02 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله في ميادين العمل القانوني، حيث بدأت العديد من مكاتب المحاماة في مختلف الدول تستعين بتطبيقاته. غير أن هذه الاستعانة قد تثير، في بعض الأحيان، إشكالات قانونية حول مدى الاستخدام المنضبط لهذه التقنيات، ولا سيما عند الاعتماد على مخرجاتها دون التحقق من صحتها ودقتها، وهو ما تجلى بوضوح في حكم حديث صادر عن محكمة قطر الدولية، حيث تصدت فيه المحكمة لهذه المسألة للمرة الأولى في نطاق قضائها. فقد صدر مؤخراً حكم عن الدائرة الابتدائية بالمحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال، (المعروفة رسمياً باسم محكمة قطر الدولية)، في القضية رقم: [2025] QIC (F) 57 بتاريخ 9 نوفمبر 2025، بشأن الاستخدام غير المنضبط وسوء توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل القانوني. وقد ورد في حيثيات الحكم أن أحد المترافعين أمام المحكمة، وهو محامٍ يعمل لدى أحد مكاتب المحاماة المقيدة خارج دولة قطر، كما هو واضح في الحكم، قد استند في دفاعه إلى أحكام وسوابق قضائية نسبها إلى المحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال. غير أن المحكمة، وبعد أن باشرت فحص المستندات والتحقق من الوقائع، تبين لها أن تلك السوابق لا وجود لها في سجلاتها الرسمية، ولم تصدر عن أي من دوائرها، وأن ما استند إليه المترافع إنما كان من مخرجات غير دقيقة صادرة عن أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدمجة في أحد محركات البحث الإلكترونية المعروفة، والتي عرضت أحكاما وسوابق قضائية وهمية لا أصل لها في الواقع أو في القضاء.وقد بينت المحكمة في حيثيات حكمها أن السلوك الذي صدر عن المحامي، وإن بدا في ظاهره خطأ غير مقصود، إلا أنه في جوهره يرقى إلى السلوك العمدي لما انطوى عليه من تقديم معلومات غير صحيحة تمثل ازدراء للمحكمة. وقد أشارت المحكمة إلى أنه كان بوسع المحامي أن يتحقق من صحة السوابق والأحكام القضائية التي استند إليها لو أنه بذل العناية الواجبة والتزم بأدنى متطلبات التحقق المهني، لا سيما وأن جميع أحكام المحكمة متاحة ومتوفرة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي. وانتهت المحكمة إلى أن ما صدر عن المحامي يُشكل مخالفة صريحة لأحكام المادة (35.2.5) من القواعد والإجراءات المتبعة أمام المحكمة المدنية والتجارية لمركز قطر للمال لسنة 2025، والتي نصت على أن إعطاء معلومات خاطئة أو مضللة يُعد مخالفة تستوجب المساءلة والجزاء. كما أوضحت المحكمة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بوجه عام، في ميدان التقاضي هو أمر مرحب به لما يوفره من نفقات على أطراف الدعوى، ويُسهم في رفع كفاءة الأداء متى تم في إطاره المنضبط وتحت رقابة بشرية واعية. إذ إن الاعتماد عليه دون تحقق أو مراجعة دقيقة قد يفضي إلى نتائج غير محمودة. وقد أشارت المحكمة إلى أنها المرة الأولى التي يُستأنس فيها أمامها بأحكام منسوبة إليها لم تصدر عنها في الأصل، غير أنها أوضحت في الوقت ذاته أنّ مثل هذه الظاهرة قد ظهرت في عدد من الدول على خلفية التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال القانوني. وفي هذا الإطار، أشارت المحكمة إلى ما قضت به محكمة بولاية نيويورك في قضية Mata v. Avianca Inc (2023)، إذ تبين أن أحد المحامين قدم مذكرات قانونية اشتملت على أحكام وسوابق مختلقة تولدت عن استخدام غير دقيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أشارت المحكمة إلى حكم آخر صادر عن محكمة بالمملكة المتحدة في قضية Ayinde v. Haringey (2025)، والذي أكد على وجوب المراجعة البشرية الدقيقة لأي نص قانوني أو سابقة قضائية يُنتجها الذكاء الاصطناعي قبل الاستناد إليها أمام القضاء، باعتبار ذلك التزاماً مهنياً وأخلاقياً لا يجوز التهاون فيه.كما لفتت المحكمة إلى أن ظواهر مماثلة قد لوحظت في بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم في كندا وأستراليا، ويُظهر ذلك اتساع نطاق هذه الظاهرة وضرورة إحاطتها بضوابط مهنية دقيقة تكفل صون نزاهة الممارسة القانونية واستقلالها. وقد بينت المحكمة أنها بصدد إصدار توجيه إجرائي يقضي بأن الاستناد والإشارة إلى أي قضية أو مرجع أمام المحكمة في المستقبل دون التحقق من صحته أو من مصدره يُعد مخالفة تستوجب الجزاء، وقد يمتد أثرها إلى إعلان اسم المحامي ومكتبه في قرار المحكمة. وفي تقديرنا، يُعد هذا التوجه خطوة تُعزز مبادئ الشفافية، وتُكرس الانضباط المهني، وتُسهم في ردع أي ممارسات قد تمس بنزاهة الإجراءات القضائية وسلامة العمل القانوني. وفي الختام، نرى أن حكم محكمة قطر الدولية يُشكل رسالة مفادها أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فإن أُحسن توظيفه كان عوناً في البحث والتحليل والاستدلال، أما إذا أُطلق دون رقابة أو وعي مهني، فقد يُقوض نزاهة التقاضي بين الخصوم ويُعد مساساً بمكانة المحكمة ووقارها.
2349
| 30 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة كأس العرب، حيث ستتحول الدوحة إلى قلب نابض بالإثارة والتشويق. الشوارع مزدانة بالأعلام، والطرق مكتظة بالجماهير المتجهة إلى الملاعب، كأن المدينة كلها أعدت نفسها ليوم يُكتب في التاريخ كعيد رياضي عربي كبير. لحظة البداية ليست مجرد صافرة، بل شرارة ستشعل الحماس في نفوس كل من يترقب الحدث، لتنطلق بطولة يُتوقع أن تكون من أقوى نسخها على الإطلاق. تجمع هذه البطولة المنتخبات العربية تحت مظلة واحدة، لتعيد للكرة العربية روحها التنافسية وتمنح الجماهير فرصة مشاهدة المواجهات مباشرة، حيث تتقاطع المهارات مع الإثارة في مباريات لا تخلو من المفاجآت. إنها فرصة لاختبار جاهزية المنتخبات وقياس مدى تطورها، وفتح الأبواب أمام مواهب جديدة لتسطع في سماء البطولة. كما أنها مناسبة لتأكيد قدرة قطر على تنظيم أحداث رياضية كبرى، وتقديم تجربة استثنائية للفرق والجماهير على حد سواء. ومع اقتراب لحظة الافتتاح، يدخل العنابي البطولة محملاً بآمال الشارع الرياضي القطري، الذي سيحضر بأعداد كبيرة ليكون جزءاً من لحظة تاريخية. الجماهير تنتظر أداءً متميزاً منذ البداية وروحاً عالية تليق بمنتخب يعتاد رفع سقف طموحاته على أرضه. الأماني واضحة: بداية قوية، ثبات نحو اللقب، وإظهار شخصية البطل منذ صافرة البداية. هذه البطولة ليست مجرد مشاركة، بل تحدٍ لإضافة إنجاز جديد لسجل المنتخب. الدعوة مفتوحة لكل الجماهير العربية للحضور والمساهمة في صناعة أجواء لا تُنسى، حيث تتحد الهتافات وتتوحد الأصوات العربية في المدرجات، لتصبح طاقة تجمع الشعوب رغم اختلاف الانتماءات الكروية. كلمة أخيرة: اليوم تبدأ الحكاية، ومعها تنطلق الإثارة. صفحة جديدة ستُكتب في تاريخ الكرة العربية، ومنافسة يُتوقع أن يكون كل يوم فيها أجمل من الذي قبله.
1125
| 01 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات عبر المجالس والمنصّات دون تروٍّ أو ميزان، يعود الحديث النبوي ليوقظ الضمير الإنساني تحذيرًا وتنبيهًا: «إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن فيها، يهوِي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب». إنه ليس توصيفًا مبالغًا فيه، بل حقيقة تهزّ القلب؛ فالكلمة التي لا تستغرق ثانية قد تحدّد مصيرًا، وترسم طريقًا لا يلتفت إليه المتحدث إلا بعد فوات الأوان. وفي القرآن الكريم تتجاوز الكلمة كونها صوتًا عابرًا؛ فهي عمل محسوب، يُسجَّل في سجلّ العدل الإلهي بلا زيادة ولا نسيان: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]. هذه النظرة القرآنية العميقة تجعل مسؤولية اللسان مسؤولية أخروية في المقام الأول. فالكلمة تكشف القلب قبل أن تُسمع الأذن. ويُصوّر القرآن حال المنافقين بوضوح حين قال: ﴿يَقُولُونَ بِأَفوَاهِهِم مَّا لَيسَ فِي قُلُوبِهِم﴾ [آل عمران: 167]. إنها إشارة إلى أن معيار الصلاح ليس كثرة الكلام، بل صدقه، ونقاؤه، وانسجامه مع ما في الصدر من تقوى. وإذا كان للكلمة هذا الثقل، فإنّ القرآن يدعو إلى تحويلها من مصدر أذى إلى منبع صلاح، فيأمر بقولٍ رفيق يهذّب العلاقات ويرفع الخلاف: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنًا﴾ [البقرة: 83]، ويجعل الكلمة الطيبة شجرة وارفة الجذور والثمار: ﴿كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِت وَفَرعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [إبراهيم: 24]. فهي ليست مجرد تعبير، بل أثر باقٍ، وبركة ممتدّة، وصدقة جارية قد ترفع قائلها في الدنيا والآخرة. ويظلّ أخطر ما في الكلمة أنها تُقال أحيانًا بلا انتباه، فيقع صاحبها في الظلم أو السخرية أو الغيبة دون أن يشعر بثقل ما قال. ولعلّ هذا ما عناه الحديث الشريف: إنّ الهلاك لم يأتِ من خطاب طويل، ولا من نية متعمّدة، بل من «كلمة» لم يتوقف صاحبها لحظة ليتفكّر فيها. وهنا يظهر جوهر التربية القرآنية: أن يسبق التفكير النطق، وأن تُوزن الكلمات بميزان التقوى قبل أن تُرسل للناس. وفي عالم تتكاثر فيه المنابر وتتسع فيه دوائر البوح، يبقى درس القرآن ثابتًا: للكلمة طريقان؛ طريق يرفع إلى السماء، وطريق يورد موارد الهلاك. والمكلّف هو الإنسان وحده… بين لسانه وربّه.
639
| 28 نوفمبر 2025