رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

مساحة إعلانية

مقالات

549

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

الصحة النفسية في بيئة العمل.. راحة البال قبل الإنجاز

04 يوليو 2025 , 07:21ص

في بيئة العمل اليومية، لا تكمن الإنتاجية فقط في تحقيق الأهداف وإنجاز المهام، بل تتجلى أيضاً في مدى تمتع الموظف براحة نفسية تمكنه من العطاء بسكينة واتزان. فالصحة النفسية ليست ترفاً، بل ضرورة لصناعة بيئة مهنية مستدامة وآمنة.

يقول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب﴾ (الشرح: 7-8)، في إشارة لطيفة إلى التوازن بين الانشغال والراحة، وبين العمل والانصراف إلى ما يريح النفس. وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (متفق عليه)، والقلب هنا يشيير إلى مركز الشعور والوجدان، وهو ما يتأثر مباشرة بمحيط العمل وأجوائه.

بيئات العمل السامة التي يسودها التوتر، والقلق، والنميمة، وضغط المهام دون تقدير، قد تنتج موظفاً حاضرًا بجسده، غائباً بروحه. وقد أظهرت دراسات معاصرة أن نسبة كبيرة من الإجازات المرضية سببها مشكلات نفسية مرتبطة ببيئة العمل. في المقابل، حين يشعر الموظف بالتقدير، والدعم النفسي، والانتماء، فإن انتاجيته ترتفع، ويزداد ولاؤه للمؤسسة.

إن الحفاظ على الصحة النفسية في بيئة العمل يبدأ من المسؤولية المشتركة:

• على الإدارة أن تهيئ أجواء رحبة للحوار والتقدير.

• وعلى الموظف أن يسعى إلى التوازن، ويبتعد عن مصادر السلبية.

• وعلى الزملاء أن يكونوا عوناً لا عبئاً، فالكلمة الطيبة تنعش القلب، والتقدير البسيط القائم على الاحترام المتبادل يرفع المعنويات.

أحد الزملاء كان يقول: «إن الابتسامة في مكاتبنا تعادل أحياناً تقريرًا جيدًا أو إنجازًا كبيرًا». وهذه الشهادة تؤكد أن المناخ النفسي داخل المؤسسة لا يقل أهمية عن السياسات والخطط. وختاماً، لنرتقِ ببيئات أعمالنا من خلال الرعاية النفسية، فالإنتاجية لا تأتي بالقسوة، بل بالرحمة والتقدير. ولنردد معًا: راحة البال.. قبل إنجاز الأعمال.

مساحة إعلانية