رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي بهزاد

علي بهزاد

مساحة إعلانية

مقالات

1047

علي بهزاد

آليات تعامل المؤسسات مع المؤشرات الإيجابية

04 يوليو 2012 , 12:00ص

تثير المؤشرات الاقتصادية لقطر والتي صدرت مؤخراً تساؤلات كثيرة عن آليات تعامل المؤسسات مع البيانات الإيجابية، ومدى تأثيرها على أداء السوق المالي، وعن طريقة تفاعلها مع متغيرات الأداء العالمي للاقتصاد، ومدى تحقيقها لقياس مستويات التطور أو التراجع في القطاعات عموماً.

هذه المؤشرات تعطي صورة استشرافية عن الوضع القائم للمؤسسات التجارية والتنموية، إلا أنها تكشف عن قرب آليات تعامل تلك المؤسسات معها، إذ على الرغم من تقدم الأداء الصناعي المحلي إلا أنّ المجال الاقتصادي تراوده مخاوف الديون الأوروبية وتوقعات بحدوث أزمات جديدة وإحجام عن المغامرة وتذبذب أسعار النفط.

وقد صدر خلال النصف الأول من العام الحالي عدد من البيانات الإحصائية التي ترسم خطى الأداء التجاري للدولة، والتي تبشر بالخير وتؤكد أنّ الدولة ماضية قدماً في الوقوف بثبات في السوق الدولية، مستفيدة من مكانتها كلاعب إستراتيجي في الطاقة.

وفي تقرير مؤشرات التنمية المستدامة لجهاز الإحصاء القطري 2011 يشير إلى التقدم الذي أحرزته السياسات الاقتصادية، فإذا قسناها بلغة الأرقام نلحظ مدى التقدم الذي أحرزته، واستشهد بأبرزها وهي ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال "2001ـ2010" من "27،3" ألف دولار في 2001 إلى "74،9"ألف دولار في 2010، محققاً نمواً سنوياً قدره "11،9%" ويعزى ذلك إلى الزيادة الكبيرة في الطاقة الإنتاجية في قطاع النفط مصحوباً بتوقعات ارتفاع معدلات العائد من استثمارات الدولة في الخارج.

وارتفاع نسبة الاستثمار في الناتج المحلي من "23،4%" في 2001 إلى "37،6%" في 2008 ثم "39،6%" في 3009، محققاً نمواً سنوياً قدره "6،8%" مدعوماً بارتفاع نسبة الإنفاق الاستثماري على المشروعات الكبيرة التي شهدتها قطاعات البنية التحتية والنقل والطرق والإنشاءات والكهرباء والماء والاتصالات.

ولنعد إلى التساؤلات حول كيفية استفادة المؤسسات المالية في التعامل مع مؤشرات الأداء المرتفعة، والمتتبع لتأثيراتها يلحظ مدى النمو الهائل الذي تعيشه الدولة على الأرض من إنشاءات وبناء وخدمات وبنية تحتية.. والذي يتنامى يوماً بعد يوم، إلا أنه في المقابل تأثيره على السوق المالي من مصارف وتعاملات مالية مازال يتقدم بحذر بسبب مخاوف نفسية من تفاقم ديون اليورو وقلة السيولة في السوق المالي وتردد رؤوس الأموال في الإقدام على عقد صفقات تجارية.

في ظل تلك المتغيرات الدولية يرى الخبراء أنّ النمو القطري لا يزال مدعوماً بقوة من ارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلب عليه، ونجاح الاستثمارات الذكية في العالم.

وينظر تقرير الأمانة العامة للتخطيط التنموي بتفاؤل إلى الوضع الاقتصادي الراهن لقطر، وذكر أنّ قطاعات نوعية ستقود المرحلة المقبلة حيث سيكون الدور الأكبر لقطاع الصناعات التحويلية إذ من المتوقع أن تنمو بنسبة "10%" في 2013، وقطاع الصناعات التقنية والمعرفية، وقطاع الإنشاءات والبناء إذ من المتوقع أن ينمو بنسبة "10%"، وقطاع الرياضة والسياحة والبيئة.

وقد أكدت تلك البيانات الخريطة الصناعية لدول مجلس التعاون الخليجي التي صدرت عن "جويك" وبينت أنّ الحكومات الخليجية تنفق موازنات ضخمة بسخاء ودعم قوي للنهوض بأعمال الإنشاءات والبناء في المشروعات الجديدة من سكك حديدية وطرق ونقل ومطارات وموانئ ومجمعات.

ويتفاءل المحللون من نمو الاقتصاد الوطني نمواً مؤثراً لأنّ الدولة تنظر إلى تنويع الاقتصاد من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا إلى جانب الأنشطة الصناعية من بتروكيماويات ومنتجات نفطية ومشتقات الطاقة، ومن المتوقع أن ينمو القطاع غير النفطي إلى "9،2%" في 2012.

ومما لاشك فيه أنّ عدم تأثر اقتصاد دول الخليج بالأزمات المالية يعود إلى الرؤية الاستشرافية لإدارة الطاقة، والاستفادة منها في مشروعات خدمية وتقنية وبيئية، وسياسات الاحتواء التي اتبعتها الدول لإنقاذ مؤسساتها المالية.

ويتعين على خبراء الاقتصاد قراءة المؤشرات الإيجابية خليجياً لترجمتها إلى واقع تنموي وتجاري وصناعي يحقق عوائد مجزية، حتى تسهم أيضاً في تحريك السوق المالي بصفقات تعود على القطاعات بالنمو.

وهنا يأتي دور الأجهزة الصناعية في تقديم قراءة واعية للوضع القائم في كل القطاعات، وعمل أدلة إرشادية لأصحاب الأعمال والمبادرات والمستثمرين تبين لهم منافذ الاستفادة من الفرص.

مساحة إعلانية