رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

501

أمل عبدالملك

حجز المواعيد

04 مايو 2025 , 02:00ص

شهد القطاع الطبي في دولة قطر تطورًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، حيث أولت الدولة اهتمامًا بالغًا بالرعاية الصحية، إدراكًا منها لأهمية هذا القطاع في تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وانعكس هذا الاهتمام من خلال الاستثمارات الضخمة التي ضُخّت لتطوير البنية التحتية الصحية، وإنشاء مستشفيات ومراكز طبية متقدمة، إلى جانب استقطاب الكوادر الطبية المؤهلة من مختلف أنحاء العالم.

وتُعد مؤسسة حمد الطبية إحدى أبرز الركائز في المنظومة الصحية القطرية، إذ تقوم بدور محوري في تقديم خدمات الرعاية الصحية التخصصية والعامة، وتم تنظيم المؤسسة بطريقة تُراعي أحدث المعايير العالمية، سواء من حيث التخصصات الطبية المتوفرة، أو المرافق الحديثة المجهزة بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية، ما جعل منها نموذجًا يُحتذى به في منطقة الخليج.

كما أن قطر تخصص ميزانيات عالية لدعم وتطوير القطاع الصحي، وتستثمر بشكل متواصل في الابتكار والبحث الطبي، وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض التخصصات من خلال تدريب الكوادر الوطنية، بالتعاون مع مؤسسات تعليمية مرموقة مثل وايل كورنيل للطب في قطر وغيرها.

ورغم هذه الإنجازات، لا يخلو النظام الصحي من بعض التحديات التي تستوجب المعالجة لضمان تقديم خدمة صحية متكاملة ومرضية لجميع المستفيدين، فمن أبرز هذه التحديات مسألة المواعيد الطبية، يعاني عدد كبير من المرضى من تباعد المواعيد الطبية، وهو أمر قد يؤثر سلبًا على متابعة الحالات المرضية، خصوصًا المزمنة منها، كما يتم أحيانًا حجز المواعيد دون التواصل مع المريض أو التحقق من ملاءمة الموعد لجدوله الزمني، مما يؤدي إلى غيابات غير مقصودة وتراكم في جدول العيادات، وفي حال التغيب عن موعد فإن الموعد القادم قد يكون بعد ستة أشهر وأيضاً دون سؤال المريض عما إذا كان مناسباً له أم لا!.

إحدى أكثر النقاط المثيرة للاستغراب هو التشدد في عدم السماح للمريض بالتأخر لبضع دقائق عن موعده، في حين أن المرضى يُجبرون أحيانًا على الانتظار لأكثر من ساعة بعد الموعد المحدد دون تفسير واضح، ما يخلق شعورًا بعدم المساواة ويؤثر على تجربة المريض بشكل عام.

ويمكن حل تلك المشكلة ب إنشاء نظام تواصل مرن مع المرضى قبل تحديد المواعيد، مثل إرسال رسالة نصية أو إجراء مكالمة للتأكد من ملاءمة الموعد، إعادة تقييم جدول العيادات وزيادة عدد الكوادر في التخصصات الأكثر طلبًا لتقليل فترات الانتظار، تطبيق نظام أولويات مرن يراعي الحالات الحرجة والمزمنة، إتاحة فترة سماح معقولة لتأخر المريض (مثلاً 10-15 دقيقة)، مع مراعاة ظروفه الشخصية أو المرورية، تحسين تجربة الانتظار من خلال إشعارات توضح المدة المتوقعة للانتظار، أو تقديم خدمات ترفيهية وتثقيفية أثناء الانتظار.

لقد قطعت دولة قطر شوطًا كبيرًا في تطوير القطاع الطبي، وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة من حيث جودة الخدمات الصحية والمرافق الطبية، ومع ذلك، فإن السعي نحو الكمال يتطلب الاستماع المستمر لملاحظات المرضى وتحسين أنظمة الحجز والخدمة، لضمان تجربة صحية متكاملة تحفظ كرامة المريض وراحته.

تحية للكادر الطبي على جهودهم المبذولة في المؤسسات الطبية والصحية والتي تتطلب إخلاصاً في العمل ومستوى عالٍ من المسؤولية والإنسانية.

مساحة إعلانية