رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

1026

صالحة أحمد

ما لا يستحق التجاوز عنه

03 ديسمبر 2024 , 02:00ص

بسم الله الرحمن الرحيم

ما تُخفيه الأعماق يفوق ما يظهر على السطح بكثير؛ لذا وحين ينفض العالم ثوبه؛ ليصدمنا بخبر جديد نكون على ثقة من أن ما يُخفيه ذاك الأخير بين طياته هو ما سيُرعب القلوب؛ لتنتفض حتى تبلغ الحناجر، ولكم تصدمنا تلك المشاعر التي صارت (وللأسف الشديد) تتكرر كل يوم كمشهد نُجبر على متابعته؛ لنتأثر، نتعاطف، ولربما نبكي، ثم نعود إلى ما كنا عليه حتى يحين موعد المشهد التالي؛ لنعيش ذات التفاصيل، التي تُبرر لنا ضرورة تَقَبل ما يحدث في كل مرة بعبارة واحدة Life goes on بمعنى أن الوقوف على مشهد دون غيره لن يُضيف لنا أي شيء، ولكنه ما سيأخذ منا؛ لذا فإنه ومن الأفضل أن نقبل بمصافحة تلك العبارة وبكل حب، ومن ثم نعود حيث كنا؛ لتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، وهو ما يمكن حدوثه، ولكنه ما لا يجدر أن يكون بتلك السهولة؛ لأن ما يحدث أيا كان هو الفعل الذي يترقب منا فعل ردة الفعل، وهو كل ما يُحملنا على اتخاذ القرارات المناسبة، والقادرة على معالجة ما يحدث دون تجاوزه وكأنه ما لم يكن من الأصل، وبصراحة فإن المعالجة التي سيتقدم بها أي واحد منا ستُحدث فرقا كبيرا حتى وإن بدت ذات مساحة صغيرة.

إن الأحداث التي تطل علينا كل يوم كثيرة جدا، ومع كل ذاك الزحام يسقط عنا واجب تسليط الضوء عليها (كما يجب)؛ لنقف ولبعض من الوقت يجدر بنا تقليصه وبث المزيد من المحاولات الجادة؛ للوقوف على بعض تلك الأحداث، والتعليق عليها والأمل أن يكون ما سنتقدم به فيه من المنفعة ما يمكن أن يُثري الحياة، وعليه لكم مني التالي: منذ فترة ليست بالهينة انتشرت قصة عن (التنمر)، الذي بدأ صغيرا جدا ولكن عدم معالجته منذ البداية سمح لرقعته بالتوسع أكثر ولدرجة أن النهاية كانت صادمة ومؤلمة جدا. أدرك جيدا أن هناك من يترقب المزيد من التفاصيل، ويدفعه الفضول؛ لمتابعة المقال ومعرفة (من فعل ماذا؟)، ولكن خوض ذلك لن يُلبي الهدف الذي أسعى إليه؛ لأنه وبكل بساطة سيُجيب عن تفاصيل تلك القصة بعينها، في حين أن ما أريده هو التركيز على (التنمر)، الذي يُرهق من يعاني منه ولدرجة قد تتجاوز حدود الصبر؛ لتصل إلى مراحل لا يصدقها العقل ولا يُطيقها القلب، وإنها لكثيرة تلك القصص التي تشهد على ذلك على مستوى الأفراد والمجتمعات أيضا.

بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها لكم

هناك ما يستحق التجاوز عنه دون التدقيق فيه، وهناك ما لا يستحق منا ذلك، وبين الأول والثاني يجدر بنا ضبط ميزان الأمور؛ لمعرفة الصواب، والقيام به كما يجب. بالنسبة لموضوع التنمر الذي سلطت عليه الضوء اليوم (وإن تم ذلك وسط إضاءة خافتة) فإن معالجته لابد وأن تبدأ منذ البداية المطلقة، على غير العادة التي تجرنا نحو ذات المصير، في كل مرة نقبل ونتقبل فيها ما يحدث كما هو، ومؤشر الكلام يتوجه نحو تلك البداية التي تنطلق من المحيط المدرسي بتنمرٍ يقع بكل ثقله على الحلقة الأضعف، ويتركه بعض أولياء الأمور لإدارة المدرسة؛ كي تتولى مهمة معالجته؛ لتتهاون هذه الأخيرة (أحيانا) عن ذلك، فتضطر الضحية إلى مواجهة مصيرها بنفسها حتى تنتهي القصة بما لا يُحمد عقباه، وتحمل من الضرر النفسي ما سيلازمها طوال حياتها؛ ليؤثر عليها وإن كان ذلك على المدى البعيد، الذي يستهين به البعض رغم أنه ما لا يُستهان به بتاتا؛ لأنه ما يؤثر على حياتها (والحديث عن تلك الضحية)، وعلى رغبتها بـ (العطاء)، الذي سيبدو مترهلا؛ بسبب استنزاف ما تملكه من طاقة ستُصرف في سبيل المحافظة على حياتها بعيدا عن التنمر ومن يتبجح به كل الوقت ودون أن يردعه أحد، فهو ذاك الذي لم يجد من يصرفه عن ذاك الفعل القبيح من قبل. خلاصة القول: هناك من يعاني في أغلب محطات حياته دون أن يدرك أن سبب معاناته تلك هو ما سبق وأن حدث له في الماضي (التعيس) وتحديدا حين تنمر عليه أحدهم ولم يجد من أو ما يردعه؛ ليردعه فعلا، ويُخلصنا من المصيبة قبل أن تكون، واللبيب بالإشارة يَفهَمُ.

وأخيرا

تذكر أن هناك من يفتقد ما تنعم به؛ لذا كن مُمتنا وقل الحمد لله على كل نعمة قدرها الله لك، وستفلح وتنجح بإذنه تعالى.

اقرأ المزيد

alsharq «يومنا الوطني».. احتفال قومي لكل العرب

هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي، ويخفق عالياً فوق جميع السواري، على إيقاعات «العرضة»، وأهازيجها الوطنية،... اقرأ المزيد

33

| 18 ديسمبر 2025

alsharq وللوطن جمال

نعم للوطن جمال بما تحمله كلمة الجمال من معانٍ ومساحات وأفراح وأشواق، إنها فطرة فطر الله تعالى الإنسان... اقرأ المزيد

33

| 18 ديسمبر 2025

alsharq الفساد منظومة متكاملة وهكذا مكافحته

اختتمت قبل أيام في الدوحة، النسخة التاسعة من جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في... اقرأ المزيد

27

| 18 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية