رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
( احتشمن وسأدفع عنكن ضريبة الحشمة!.. وإن وجدتن من يأمركن بنزع النقاب فقلن له لن ننزعه وافعل ما يحلو لك )!.. هذا ما تفعله مسلمات فرنسا بعد أن منحهن الفرنسي الجزائري الأصل المسلم (رشيد نكاز) الضوء الأخضر بتحدي الشرطة الفرنسية التي تفرض غرامة مالية على كل مسلمة (منقبة أو محجبة بالكامل) تمشي في شوارع باريس متحدية القرار الرسمي بمنع النقاب في أماكن العمل والدراسة والطرقات العامة والتزم بدفع أي غرامة مالية تفرضها الشرطة على المنقبات بعد أن رصد ما يقارب المليون يورو من ثروته لهذا الغرض فقط!!..ياللعجب والله!..فأي تعليق بعد هذا الخبر وأي حسرة تشغل هذا القلب وأنا أرى من يصرعلى الحشمة في بلاد الإباحية والحرية وهناك من يدفع من قوته وثروته ليساعد هؤلاء على التمسك بدينهن ونحن في بلاد العرب والمسلمين نتعرى ونحاول الالتفاف على الحشمة بصور عجيبة غريبة من أشكال وصنوف العباءات المطرزة والقصيرة والملونة ومن لم يأت بها الله من سلطان لأجل أن نواكب موضة زائفة أو تلحقنا عبارات إعجاب واهية؟!..أي قهر يقتات من روحي وأنا ألمح السيد (رشيد) وهو يناصر المسلمات في بلاد يقال إنها بلد حقوقية عادلة ويرسل موظفيه لدفع غرامة هذه وتلك وقد يحضر شخصياً لمركز الشرطة لإخلاء سبيل امرأة مسلمة أوقفتها دورية أمنية واقتادتها لحين دفع الغرامة المطلوبة بينما نحن هنا نمنح الأجانب حرية غير محدودة لممارسة عاداتهم الدخيلة علينا فلا نمانع خروجهم بلباسهم العاري في المجمعات والطرقات وثياب البحر الفاضحة على شواطئنا وإقامة حفلاتهم الماجنة في فنادقنا و( منتجعاتنا السياحية) لأن ذلك من باب (حريتهم الشخصية) التي تمنحها لهم (ديمقراطيتنا) في حين تفرض علينا (ديكتاتوريتهم) أن نتخلى عن ديننا في بلادهم لأجل أن نتماشى مع قوانينهم!..هزلت والله!..فأي قهر في كل هذا إن كنت في بلادهم مقيدة وهم في بلادي أحرار؟!..أي استيعاب لعقل بالغ راشد واع أن يجمع النقيضين ما بين أمة مسلمة في بلاد الشرك تحارب لأجل عفتها وبين أمة مسلمة في بلاد الإسلام تناضل لأجل ضلالها؟!..فهي هناك تسدل النقاب والجلباب حتى تجر معه ما يعلق على الأرصفة من طوله ونحن هنا نتبارى في قصر العباءة وهذا ما هو حاصل فعلاً حيث الموضة الجديدة في ظهور السيقان من خلال العباءات المفتوحة والقصيرة بشكل مخز فاضح يدل على عدم تربية الفتاة وأصر بأنها معدومة التربية حتى وإن كان والدها إماماً ووالدتها محفظة لكتاب الله فمن ينشغل عن صلاح بيته لإصلاح خارجه كان مثل الذي يدفع بقاذورات الشارع إلى داخل منزله وهذا هو الواقع فعلاً ونراه اليوم جلياً مما يجعلني بالفعل أتمتم وأتساءل (أين البيوت التي تربي فتحسن التربية) من شدة مشاهدتي لمن يسرن في المجمعات بسيقان مكشوفة وعباءات قصيرة مفتوحة بدعوة ان هذه بالفعل فتاة مسلمة؟!..فهل يعقل أن يناضل رشيد لأجل نساء دينه ونحن هنا نعطي (الفرنسيات) وشبيهاتهن الحق في التعايش وكأنهن في شوارع باريس وضواحيها بل إنه يمكن أن نوفر لهن ما يجعلهن فعلاً في فرنسا من خلال بيع المشروبات الكحولية والشواطئ المفتوحة وما يتبع كل ذلك من انحلال وفساد؟!..ماذا أقول إن كان الحديث يطول ويتكرر ولا مجيب؟!..ماذا أقول وأنا الأحق بأن أسدل جلبابي في بلاد تشهد بالوحدانية عوضاً عن فتاة تعيش في بلاد الإلحاد؟!..ماذا أفعل إن كانت مسلمات فرنسا تلقى رجلاً مثل (رشيد نكاز) ينصرهن ويناصرهن ويشد من أزرهن والتزامهن بينما مواطنات فرنسا ممن يعشن بيننا لا يلقين حتى قانوناً هشاً يطالبهن من دون إلزام بالتماشي مع دين وعرف البلد في الحشمة المعقولة؟!..ما الحل إن كن هناك يشددن على التزامهن بينما النساء الأجنبيات لدينا نشدد نحن على انحلالهن؟!..قهر والله أن يزداد الإسلام في بلاد الغرب هيبة ويزداد لدينا خيبة!.. ألا تستحون ولو قليلاً؟!..ألا يفكر أحدكم أن ينظر لأخته أو ابنته قبل أن تخرج من المنزل ماذا تلبس أم إن ذلك من الحرية الشخصية التي تفرعت معانيها كثيراً هذه الأيام؟!..أعلم إن حديثي هذا ذو شجون لا سيما وإن ما قيل فيه أكثر مما يمكن أن يقال فيه اليوم وإن كان الله قد حبا مسلمات فرنسا برشيد نكاز أطال الله في عمره وأبقاه ذخراً لهن فقد حرمنا من وجود شبيه واحد له في بلاد المسلمين!.. هكذا جرت العادة..يعيش الكفار أحراراً ليعيشوا ونعيش نحن أحراراً ولكن في جلابيبهم!.
فاصلة أخيرة:
رحم الله رحماً ضمك وحفظك وقذف بك إلى رحم الدنيا يا رشيد!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
7902
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
6825
| 14 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء. فالتعليم يمنح الإطار، بينما التدريب يملأ هذا الإطار بالحياة والفاعلية. في الجامعات تحديدًا، ما زال كثير من الطلاب يتخرجون وهم يحملون شهادات مليئة بالمعرفة النظرية، لكنهم يفتقدون إلى الأدوات التي تمكنهم من دخول سوق العمل بثقة. هنا تكمن الفجوة بين التعليم والتدريب. فبدلاً من أن يُترك الخريج يبحث عن برامج تدريبية بعد التخرج، من الأجدى أن يُغذّى التعليم الجامعي بجرعات تدريبية ممنهجة، وأن يُطرح مسار فرعي بعنوان «إعداد المدرب» ليخرّج طلابًا قادرين على التعلم وتدريب الآخرين معًا. تجارب ناجحة: - ألمانيا: اعتمدت نظام التعليم المزدوج، حيث يقضي الطالب جزءًا من وقته في الجامعة وجزءًا آخر في بيئة العمل والنتيجة سوق عمل كفؤ، ونسب بطالة في أدنى مستوياتها. - كوريا الجنوبية: فرضت التدريب الإلزامي المرتبط بالصناعة، فصار الخريج ملمًا بالنظرية والتطبيق معًا، وكانت النتيجة نهضة صناعية وتقنية عالمية. -كندا: طورت نموذج التعليم التعاوني (Co-op) الذي يدمج الطالب في بيئة العمل خلال سنوات دراسته. هذا أسهم في تخريج طلاب أصحاب خبرة عملية، ووفّر على الدولة تكاليف إعادة التأهيل بعد التخرج. انعكاسات التعليم بلا تدريب: 1. اقتصاديًا: غياب التدريب يزيد الإنفاق الحكومي على إعادة التأهيل. أما إدماج التدريب، فيسرّع اندماج الخريج في السوق ويضاعف الإنتاجية. 2. مهنيًا: الطالب المتدرب يتخرج بخبرة عملية وشبكة علاقات مهنية، ما يمنحه ثقة أكبر وفرصًا أوسع. 3. اجتماعيًا: حين يتقن الشباب المهارات العملية، تقل مستويات الإحباط، ويتحولون من باحثين عن وظيفة إلى صانعين للفرص. حلول عملية مقترحة لقطر: 1. دمج التدريب ضمن المناهج الجامعية: أن تُخصص كل جامعة قطرية 30% من الساعات الدراسية لتطبيقات عملية ميدانية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص واعتماد التدريب كمتطلب تخرج إلزامي لا يقل عن 200 ساعة. 2. إنشاء مجلس وطني للتكامل بين التعليم والتدريب: يضم وزارتي التعليم والعمل وممثلي الجامعات والقطاع الخاص، ليضع سياسات تربط بين الاحتياج الفعلي في السوق ومخرجات التعليم. 3. تفعيل مراكز تدريب جامعية داخلية: تُدار بالشراكة مع مراكز تدريب وطنية، لتوفير بيئات تدريبية تحاكي الواقع العملي. 4. تحفيز القطاع الخاص على التدريب الميداني. منح حوافز ضريبية أو أولوية في المناقصات للشركات التي توفر فرص تدريب جامعي مستدامة. الخلاصة التعليم بلا تدريب يظل معرفة ناقصة، عاجزة عن حمل الأجيال نحو المستقبل. إنّ إدماج التدريب في التعليم الجامعي، وإيجاد تخصصات فرعية في إعداد المدربين، سيضاعف قيمة التعليم ويحوّله إلى أداة لإطلاق الطاقات لا لتخزين المعلومات. فحين يتحول كل متعلم إلى مُمارس، وكل خريج إلى مدرب، سنشهد تحولًا حقيقيًا في جودة رأس المال البشري في قطر، بما يواكب رؤيتها الوطنية ويقودها نحو تنمية مستدامة.
2838
| 16 أكتوبر 2025