رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. رشاد عبده

د. رشاد عبده

مساحة إعلانية

مقالات

484

د. رشاد عبده

الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة تغير المناخ

02 ديسمبر 2015 , 12:41ص

بدأت أمس الأول أولى جلسات المؤتمر العالمي لمكافحة تغير المناخ التابع للأمم المتحدة بالعاصمة الفرنسية باريس والذي يحضره 150 من قادة وزعماء العالم، ومن بين أهدافه خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي يمكن أن تدمر كوكب الأرض وحياة الملايين حول العالم، علماً بأن هذا المؤتمر قد سبقه عقد عدة مؤتمرات كان أولها مؤتمر ريو دي جانيرو في عام 1992 والذي وقعت عليه 189 دولة وفق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تبثها الدول الصناعية الكبرى في الغلاف الجوي ولمنع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي.. ومن بعده كان بروتوكول "كيوتو" الذي وقعت عليه جميع دول العالم ماعدا الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عقد مؤتمر كوبنهاجن في عام 2009 والذي اقتصر دوره على الطلب من الدول المختلفة التعهد طوعاً دون إلزام بتقليل انبعاثاتها بكميات محدودة.

وبمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي لمكافحة تغير المناخ فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن رؤيتها الإستراتيجية وخططها الرامية لتحسين المناخ والحد من الآثار السلبية والمدمرة للاقتصادات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وقد اعتمدت هذه الخطة على إعلاء دور وأهمية الطاقات المتجددة من شمسية ورياح وكهرومائية في توليد الكهرباء بديلاً عن الغاز الصخري، وذلك بهدف خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطاقة بنحو 34% في عام 2030 بالمقارنة بالمستويات الانبعاثية المسجلة في عام 2013، وهي التي تشكل حالياً نحو 13% فقط من إجمالي الكهرباء المولدة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ولقد أثارت هذه الخطة الإستراتيجية الأمريكية الكثير من الجدل بين العاملين بمجال الغاز الصخري الذين أنفقوا مليارات الدولارات في استثمارات النفط والغاز الصخري، في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في نهاية العام الماضي بأن الغاز الصخري يعتبر البديل الأنظف للفحم وأنه يعد معبراً مثالياً للانتقال السلس من الفحم الملوث للبيئة والذي يمثل المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء ويستحوذ على نسبة 39% من إجمالي الكهرباء المولدة بالبلاد حتى منتصف العام الماضي، والتحول إلى الطاقات المتجددة الخالية من الانبعاثات.. وهو الأمر الذي خلق حالة من التذمر بين شركات المرافق العامة التي قادت أكبر عملية تحول للطاقة في أعقاب اكتشافات النفط الصخري المنخفض التكلفة وإنفاقها في سبيل ذلك ملايين ومليارات الدولارات لتحويل محطات توليد الكهرباء من الفحم إلى الغاز الصخري.

وهو ما دعا "مارتي دوربين" رئيس تحالف الغاز الصخري الأمريكي وهو تحالف يضم مجموعات تجارية لمنتجي الغاز إلى القول "أستشعر بالارتباك والإحباط من الخطة المعلنة للحكومة" والتي تتجاهل معطيات وقواعد المنطق والسوق في ظل تفوق الولايات المتحدة على روسيا لتصبح أكبر منتج للغاز في العالم وأن الغاز الصخري الأمريكي أصبح المورد الأكثر تأهيلاً لتوليد الكهرباء بالبلاد في ظل انخفاض أسعاره بالمقارنة بالفحم وكذا انخفاض نسب انبعاث ثاني أكسيد الكربون إلى نصف ما يسببه الفحم من انبعاثات مما يجعل منه الأفضل مناخياً وبيئياً، والدليل على ذلك أن كمية الكهرباء المولدة من الغاز الصخري في أمريكا اعتباراً من شهر يونيو الماضي قد بلغت نحو 31% من إجمالي الكميات المولدة من الكهرباء متجاوزة بذلك الكمية المولدة من الفحم والتي بلغت 30% فقط وذلك وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وفي ذات السياق وفي انتقاد واضح للسياسات الحكومية في مجال الطاقة فقد أكد معهد النفط الأمريكي والذي يعد أكبر وأهم جماعات الضغط الأمريكية لصالح استخدام مصادر الطاقة التقليدية من نفط وغاز على أن المشروعات الجديدة استخدمت واعتمدت على وسائل التكنولوجيا الحديثة وليست الأنظمة الحكومية وخططها واستراتيجياتها هي التي حدت من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وعلى النقيض من ذلك فقد أشادت شركات الطاقة الخضراء الأمريكية بموقف الحكومة وانصرافها عن استخدام الغاز الصخري الملوث للبيئة ولجوءها وتشجيعها لاستخدام الطاقة المتجددة الخالية من التلوث، وكذا أكدت السيدة "جينا ماكارثي" رئيس وكالة حماية البيئة الأمريكية على أن هذا التحول السياسي في موقف بلادها وتقديمها لحوافز نقدية فيدرالية للمشروعات التي تعمل في مجال الطاقات المتجددة سوف يشجع على جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع، وسيؤدي في ذات الوقت وبشكل سريع إلى انخفاض الاستثمارات في مجالات الطاقة التقليدية من نفط وغاز.

كما أكدت السيدة "ماكارثي" على أن التحول إلى الطاقة المتجددة قد تسارع خلال هذا العام بمعدلات لم يكن يتوقعها أحد، وإن أقرت بأن التحدي الأكبر الذي مازال يواجه انطلاقة الطاقات الجديدة والمتجددة بشكل واسع هو ارتفاع تكلفتها النسبي في ظل الانخفاض الشديد لأسعار النفط والغاز في هذه الأيام وبشكل خاص داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي مازال يشجع ويطمئن مؤيدي الطاقة التقليدية في أمريكا بأن الاعتماد على الغاز الصخري داخل منظومة الطاقة سوف يستمر حتى عام 2030.

اقرأ المزيد

alsharq الدوحة مركز عالمي لدعم جهود مكافحة الفساد

جاءت استضافة الدوحة لأعمال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، في دورته الحادية عشرة، بحضور... اقرأ المزيد

96

| 16 ديسمبر 2025

alsharq القوة الناعمة للصين.. التطور والتحديات

مع بداية الصحوة القوية لما يسمى (الصعود الصيني) في أوائل الألفينات، بدأت الصين في إيلاء مزيد من الاهتمام... اقرأ المزيد

183

| 16 ديسمبر 2025

alsharq الفجوة الصامتة بين التعليم والمستقبل

لا يزال التعليم في كثير من مدارسنا وجامعاتنا قائمًا على نموذج قديم، جوهره الحفظ واسترجاع المعلومة، لا فهمها... اقرأ المزيد

342

| 16 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية