رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عائشة جاسم الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

909

د. عائشة جاسم الكواري

قبل إعادة الإرسال!

02 نوفمبر 2014 , 01:01ص

كم منا يتأمل في رسائل الواتساب التي تصل إليه من الأصدقاء، أو المجموعات التي ينتمي لها عبر جهاز هاتفه المحمول؟

وكم من الرسائل التي تصلنا تحمل كما غير طبيعي من المعلومات الخاطئة والأخبار العارية عن الصحة؟

وكم منا يتفكر ويتثبت في مصداقية ما يصله قبل إعادة النشر؟

وكم مرة قمنا فيها بإعادة نشر مقاطع فيديو وصور مضحكة لأشخاص، ناسين أو متناسين مبدأ احترام خصوصية الغير أو احترام حقوقه؟

الإجابات على هذه الاستفهامات وغيرها تستلزم منا أن نعيد التفكير فيما يصلنا من تغريدات عبر تويتر، أو رسائل عبر تطبيق الواتس اب أو غيرهما، إعادة التأمل فيما يصلنا قبل نشره نصف العلاج، أعني العلاج من خطر الوقوع في إثم نحن في غنى عنه، قد يتمثل في نشر إشاعة أو صور أو غيرها.

بالفعل لا أعلم متى سنتوقف عن تداول الشائعات، ولا أعرف ما قيمة إرسال رسالة عبر الواتس اب مثلا دون التأكد منها ومن أهميتها ومصداقيتها، حيث مازال البعض يتعامل مع رسائل الواتس اب بأنها (فرض عين) بما أنها وصلت إليه لابد ان يعيد إرسالها للآخرين، رغم انه بروتكول غير معتمد إذا تم قياسه بميزان القيم والأخلاق!!

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هي الرسائل التي انتشرت مؤخراً حول خبر وفاة فلان وهو على قيد الحياة،.. وأحياناً مرض فلان وهو في صحة وعافية.. أو تزويج آخر وتشويش حياته الإجتماعية، لتصبح حياة الأخرين لعبة في أيدي مستخدمي الهواتف الذكية الذين يتعاملون معها بغباء للأسف الشديد!!

لا شك أن برامج التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في سرعة انتشار الخبر واختصرت المسافات على المستخدمين لها في نقل المعلومة والوسائط المختلفة من صوت وصورة وفيديو بل ومرفقات مختلفة أحياناً كثيرة، بل وساهمت في وصول تلك المعلومات لأكبر شريحة في دقائق معدودة، لهذا لابد أن نتوخي الحذر في التعامل مع تلك البرامج وعدم نشر الرسائل التي قد تتسبب بضرر على الآخرين أو تخل بالمصلحة العامة أو تربك الأفراد والمجتمع من خلال معلومة لا أساس لها من الصحة.

صوت:

لنتأمل قول الله تعالى في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، فأمر الله هنا واضح بأهمية التبين والتثبت لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكداً من صحته وغير واثق من مصدره... والله من وراء القصد.

مساحة إعلانية