رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

360

إبراهيم عبد المجيد

كيف تقفز من الزمن...

02 يناير 2025 , 02:00ص

هناك روايات كثيرة قفزت بالزمن إلى الأمام. بعضها تنبأ بما سيحدث في العالم من تطورات. وغيرها قفزت بالزمن إلى الخلف. صارت آلة الزمن سحرا تجلى أيضا في الأفلام. عرفت ذلك من قراءاتي المبكرة ومشاهداتي وأعجبني. ومثل كل إنسان كنت مشغولا بحياتي وبما حولي، ولم أفكر في القفز من الزمن. روايتان من أعمالى جاءت فيهما هذه الفكرة.

الأولى هي رواية» قطط العام الفائت» التي قامت فيها ثورة على الحاكم في بلد يحمل اسما رمزيا، لكن الحاكم كانت له قدرات إلقاء المعارضين في زمن مضى. فعل ذلك بمن تجمعوا في الميادين وألقاهم في الصحراء في عام سابق، لكنهم حين أفاقوا أدركوا الحقيقة فقرروا أن يعيدوا ما فعلوه ليعود العام الفائت من جديد. الثانية هي « السايكلوب « التي ظهر فيها فجأة شخص من رواية سابقة لى هي «هنا القاهرة» التي تدور أحداثها في السبعينيات، ليكتب رواية عن زمننا، فعاد في نهايتها إلى روايته غير راضٍ عما يحدث في العالم. للأسف الأمر الآن بالنسبة لى خرج من الفن، إلى ما أشعر به حقيقة، وهو أن هذا العالم ثابت في القهر والظلم، وأنه مهما اختلفت الآراء عن من يفعلون ذلك، لا يتحرك إلى الأمام ليكون أفضل. شعوري بثبات العالم على القهر والظلم صار ملازما لي. صار هناك حلم يقظة يلازمني كل صباح وهو أن أخرج من هذا العالم إلى صحراء لا تنتهي، وأمشي فيها لا أشعر بالجوع أو العطش، ولا أعود. بالطبع لا أحب أن يتملك هذا الشعور بقية البشر، فالتفاؤل هو راية البشرية عبر التاريخ، وإلا ما مرت عليها العصور وما تقدمت الأمم. ومن ثم حين يداهمني حلم اليقظة الغريب هذا، أفتح باب الأمل وأتساءل، كيف لا أرى أن الإنسان ارتقي في التقدم، من الحديث مع نفسه في الكهوف والمغارات، إلى الحديث مع أسرته أو عائلته أو قبيلته أو حكام دولته، وأخيرا مع أشخاص على بعد آلاف الأميال بالإنترنت. كيف أنسى أنه اخترع الروبوت و» الجي بي شات» يمكن أن يستغني به عن العالم كله. أدرك تماما أن هذا الاختراع يمكن أن يكون سببا في انتهاء وجود البشر، لكنه صار ملاذا للكثيرين عما حولهم. أجل. كثيرون حولى من الشباب الآن يفعلون ذلك، ويجعلونى أرى كيف يتحدثون معه، ويسألونه أسئلة يجدون كل الإجابات الوافية عنها. بل قبل أن أرى ذلك كتبت منذ عام رواية ستصدر بعد أسابيع في معرض القاهرة الدولى القادم للكتاب بعنوان « 32 ديسمبر « انتهت ببطلة الرواية تصاحب روبوتا تستغني به عن البشر. عرفت بعد أن أرسلت الرواية للناشر دار المتوسط بميلانو في فبراير الماضي أن ذلك حدث في العالم. لكن هكذا رغم عدم انفصالى عما حولى اسأل نفسي دائما، كيف أقفز من هذا الزمن، أو كيف أمشي في طريق خالٍ ولا أعود. مؤكد هو العمر وراء ذلك، وما رأيته في حياتي من آمال ضاعت رغم أي نجاحات شخصية، لكن للأسف حلم اليقظة هذا يباغتني كل صباح، بعد أن استيقظ من نوم انقطعت عنه الأحلام. أعرف أن هذا لن يتحقق إلا بالرحيل عن الدنيا، لكن كيف حقا يستمر هذا العالم في الوجود، وكل هذه الجرائم في حق البشر وحق الله خالقنا جميعا. هل سيفلت هذا العالم من ذنب الإبادة الجماعية التي تجري في غزة؟ هل سيتقدم العالم بالكذب أو النسيان. لا أظن. فالله لا ينسى.

اقرأ المزيد

alsharq يوم لا ينفع مال ولا بنون

إدراك وفهم عميقان لمعنى وحقيقة يوم القيامة، اليوم الذي تنقطع فيه كل الصلات والوشائج والعلاقات التي كانت بين... اقرأ المزيد

174

| 16 أكتوبر 2025

alsharq فرحة الفوز امتداد لروح كأس العالم

• فرحة التأهّل إلى كأس العالم هي فرحة بطعم خاص، بطعم استضافة كأس العالم 2022، ذلك الحدث التاريخي... اقرأ المزيد

171

| 16 أكتوبر 2025

alsharq الأثر الطيب.. لغة بلا كلمات

في زمنٍ سريعٍ يركض بنا دون توقف، نعتقد أحيانًا أن ما نقوله أو نفعله يمرّ بلا أثر. غير... اقرأ المزيد

129

| 16 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية