رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عينيه بريق ذكاء، وفي وجهه حكاية خاصة يدركها الجميع ما عداه!، عزلته لم تكن تعني أنه لا يشعر بما حوله، بل كان يشعر بكل شيء، ويرى كل التفاصيل دون أن يخرجها للآخرين، إنه طفل التوحد (م).. الطفل الذي بدأ يكبر ويصبح على مشارف المراهقة، وهو ما يزال محصوراً في عالمه، شُخصت حالته على أنها صعبة، لدرجة أن الجميع يئس من علاجه ومن إمكانية دمجه في المجتمع. كان يسير بلا توقف وعندما تقف أمامه عثرة ما، كلعبة أو حائط أو أي شيء يتوقف عن المشي ولا يتحرك أبداً، ولو طال الوقت، حتى يُميطَها أحدهم من أمامه. كان يكره أن يلمسه أحد، وبمجرد أن يحصل هذا تصيبه حالة من الهستيريا، وبعد كل المحاولات كُتب في ملفه أن هذا الطفل لا فائدة من علاجه وعليه أن يبقى في منزله، ولكن الله أراد له شيئاً آخر.
(د) فتاة عادية، لم تكمل تعليمها، ولكنها كانت تملك من الحنان والذكاء ما يكفي لأن يصيب البحوث الطبية وتقارير الأطباء بالصدمة.! فلقد أُوكلت إليها مرافقة هذا الصبي الذي كان غالباً ما يُعزل عن بقية الأطفال في قاعة كبيرة يُطلق فيها العنان لقدميه، وكانت (د) ترافقه ذهاباً وإياباً، وفي كل مرة يقترب فيها من الحائط تسبقه وتقف أمامه فيغير مساره، لأنه يكره لمس البشر، كانت (د) تفكر فيه كثيراً حتى قررت أن تجازف بمحاولة تغييره، فبدأت بمحاولة لمس كفه وفي كل مرة كانت تحاول فيها كانت تصيبه حالة هيجان، لم تيأس، فعلتها عدة مرات، وفي آخر مرة دخل في حالة هيجان شديدة، دفعت الطبيب المسؤول لتعنيفها، وهنا حدثت المفاجأة، إذ تحول ذلك الهيجان إلى الطبيب، فلقد شعر (م) بالغضب لأنه صرخ وعنف مرافقته (د)، فبدأ يقترب منه ويدفعه بصدره، لم يهتم الطبيب بردة فعل الصبي، بل كان مشغولاً في تأنيبها وتوجيه لَفْت النظر إليها.. في صباح اليوم التالي حضرت كعادتها لحصتها معه، وهذه المرة بمجرد أن سمع صوتها نهض عن مقعده دون أن تناديه، فاقتربت منه وسارا معاً خارج الصف، كان الطبيب يقف خارجاً، وعندما شاهده الصبي (م) انتفض، وأخذ يرتجف، شعرت به (د) فضربت كفها بكفه، لكن كانت هناك مفاجأة أخرى فقد شبك أصابعه بأصابعها، وسار معها إلى القاعة الأخرى، تمالكت (د) نفسها، من هول هذه الاستجابة، وتيقنت بأن هذا الصبي يستطيع التواصل مع المجتمع، ولكنه لم يجد الوعي الكافي في صغره من أهله برغم اهتمامهم الكبير به، ولم يجد الطبيب الذكي الذي يثق في نفسه أكثر مما يثق فيما حفظه من علوم.. ذات نهار وفي ذات القاعة التي كانا فيها تحت مراقبة الأعين، بدأت بخطوة جديدة، أحضرت ثلاث حلقات ووضعتها على الأرض وبدأت تخطو فوقها وفي الثالثة وقفت، وقالت للصبي: (م) لا أستطيع الخروج لقد علقت، لم يكن ينظر إليها مباشرة ولكنه كان مهتماً بما يجري، فجأة اتجه إليها مباشرة ورفع الحلقة من الأسفل إلى الأعلى ليخرجها منها، ويضعها حول نفسه، كانت صدمة كبرى لها وللجميع ومن بينهم الطبيب، الذي أصرّ على أنها كانت تعرف الصبي خارج إطار المركز، فقد كان رافضاً أن يصدق تجاوب الصبي معها، وهو الذي كان سيخرج لأن لا أمل من علاجه، ولكنها قالت وبثقة: إنها لا تعرف عنه شيئاً سوى ما كُتب في الملفات.. منذ هذا التاريخ تغيرت حياة (م) وأخذت (د) تواصل جهودها في اللعب معه بأشياء أخرى، والأهم بدأت بإخراجه خارج المركز، وإشراكه في الرحلات الخارجية، لتكسر حاجز العزلة وتساعده في الاندماج مع المجتمع بطريقته، في أول رحلة له كانت خائفة جداً من أن تفقد السيطرة عليه، أو أن تصيبه حالة هيجان، ولكن عندما سارا معاً تجاه البوابة، وهو يقبض على أصابعها، اطمأنت وشعرت أن الأمور ستكون بخير، وفي ذات يوم خصص لزيارة نادي الفروسية، ركبت السلم أمامه، وهي تقول: أنا سأصعد على ظهر هذا الحصان!!، تسّمر طويلاً، وشعرت (د) بالحرج لأن الجميع كان يراقب ما يحدث منتظرين فشلها، حتى تحرك فجأة وصعد السلالم الصغيرة، ورفع رجله ليركب الخيل معها، حدث هذا في وسط ذهول الجميع، بكت (د) كثيراً وهي ترى بداية انسجام (م) مع المجتمع، وها هو اليوم برغم مرضه الصعب يمارس الرياضة بما فيها ركوب الخيل والسباحة ويلعب الكرة، ويزور أماكن مختلفة، ويقترب من الناس دون خوف.
هذه قصة حاولت اختصارها جداً ولكن تفاصيلها جداً مؤثرة، تركت في حياة (د) و(م) وكل من عاصر هذه التجربة، ذكرى لن تُمحى.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح..
هذه الفتاة القطرية البسيطة، لم تكن متخصصة، كانت محبة فقط، ذات ضمير حي وقلب نابض، واستطاعت التغلب على من أتوا به من الخارج بشهادة عليا. وتساءلت، ماذا لو أكملت تعليمها، ماذا لو وجدت الظروف البيئية المساندة، ماذا لو أُعطيت الفرصة؟ اعتقد أنها كانت ستغير الكثير، ولكنها تركت كل شيء لأنها تعبت، ولأنها بسيطة.
في زمنٍ تتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ السيادي وتغيب فيه لغة العقل أمام صخب المصالح تبرز... اقرأ المزيد
90
| 12 أكتوبر 2025
المنطق يحتم على السودانيين باختلاف انتماءاتهم العرقية والجهوية وبصفة خاصة النخب السياسية والأكاديمية منهم أن يتدبروا أمرهم جيداً... اقرأ المزيد
117
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة نوعية تعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، صادق حضرة صاحب السمو الشيخ تميم... اقرأ المزيد
174
| 12 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8709
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6912
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4830
| 05 أكتوبر 2025