رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

333

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

أسباب فشل مبدأ وإرث بايدن في الشرق الأوسط

01 ديسمبر 2024 , 02:00ص

هدف القادة والزعماء تحقيق إنجازات تخلد إرثهم على مر التاريخ. أصبح تحقيق إرث مميز الشغل الشاغل لرؤساء الولايات المتحدة بدءاً بجورج واشنطن وصولاً لجو بايدن. تنحى بايدن لنائبته كامالا هاريس بعد ضغط قيادات الحزب الديمقراطي بسبب تراجع قدرات بايدن الذهنية، وتغيرت قواعد اللعبة، لتخسر هاريس خسارة مذلة لترامب العائد للانتقام، ومعه أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ لتسهيل مهمته بإعادة تشكيل حزبه الجمهوري ومعه النظام الأمريكي. ما يقلق الحلفاء ويريح خصوم أمريكا خاصة روسيا بوتين وأنظمة مستبدة. وبالتالي ينهي بايدن خمسة عقود من عمله السياسي الطويل ويكون رئيسا لفترة واحدة. بعدما أصبح في العُرف السياسي الأمريكي «بطة عرجاء» كناية عن نهاية خدمة حقبته رئاسته.

منطقياً- يُفترض استغلال بايدن هذا الواقع ليعمل لتخليد إرثه، لكن يستمر بايدن بتفويت الفرص، برغم تنسيقه مع ترامب، ونجاح ضغطه على نتنياهو لوقف حرب إبادته على لبنان بعد 4000 شهيد وأكثر من 16000 مصاب معظمهم خلال الشهرين الماضيين، ومع ذلك الاختراق المهم الذي كان بمثابة جائزة ترضية له، لكنه فوّت فرصة بالبناء عليها، في ملفات خاصة خفض التصعيد ووقف حرب غزة، بعد 45 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب وتشريد جميع سكان غزة وخاصة في الشمال المُباد. وكان لافتا إعلان بايدن في خطابه وقف العمليات العسكرية في لبنان تفاؤله بأن «السلام ممكناً» على أمل تحقيق إنجازات تخلّد إرثه، خاصة في الشرق الأوسط.

فوّت بايدن فرصة تصحيح مواقفه المنحازة بتهجمه مع قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي بتنديدهم ورفضهم مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال نتنياهو وغالنت وزير دفاعه المُقال، بتنديده وأركان إدارته والكونغرس بالقرار، بدلاً من دعمه كما فعل بعد إصدار المحكمة نفسها مذكرة اعتقال بحق بوتين. انحاز بايدن لسردية نتنياهو باليوم الأسود ورفضه، كما أوضحت في مقالي في «القدس العربي». وكعادة الصهاينة برفضهم اتهاماتهم بارتكاب جرائم حرب يردون بورقة «العداء للسامية»-البالية- وسبق أن انتقد نتنياهو توصيات محكمة العدل الدولية بتهمة قيام جيشه بإشرافه بما يرقى لجرائم حرب إبادة.

تُضاف لاستخدام إدارة بايدن الفيتو خمس مرات برفض قيام دولة فلسطينية، ورفض وقف حرب غزة، ورفض منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. ووصل الأمر بتساؤل معلقين صهاينة: هل يكون بايدن آخر رئيس صهيوني في البيت الأبيض؟ ليأتيهم ترامب الذي يفاخر «أنا الرئيس الذي قدّم لإسرائيل خدمات أكثر من أي رئيس أمريكي آخر»!.

لن ينسى الفلسطينيون والمنطقة إرث بايدن بتفاخره بصهيونيته، وتعليقه قبل عقود «لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا إيجادها»!. وشراكة بايدن وإدارته في حرب الإبادة على غزة للشهر الرابع عشر بشحنات السلاح وقنابل تدمر أحياء بأكملها وغطاء سياسي. ورفض وقف إطلاق النار وتكرار تبني السردية والموقف الإسرائيلي والتغاضي عن جرائم حربها.

بجردة حساب عن فشل مشاريع ومبدأ الرئيس بايدن بما يهمنا بقضايا وملفات الشرق الأوسط والخليج العربي، لا يوجد ما يفيد بتحقيق أي انجاز أو اختراق يسجل في خانة وإرث بايدن. بل على العكس تسببت سياسات ومواقف بايدن وإدارته بجعل الشرق الأوسط أكثر اشتعالا. وفشل بتحقيق أي انجاز يُحسب لإرثه خلال رئاسته، يضاف لرصيد إنجازاته. وهو صاحب الفكرة الفاشلة بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم عندما كان سيناتور عام 2006 قبل عامين من بدء رئاسة أوباما تمسكاً بتوصية كيسنجر.

وفشلت جميع مقاربات بايدن تجاه أزمات وملفات الشرق الأوسط من الصراع العربي-الإسرائيلي-وحل الدولتين-وتهدئة التوترات المتفاقمة وبرنامج إيران النووي، ومعها فشل زيارات مسؤوليه بجولاتهم المكوكية المتكررة من وزير خارجيته بلنكين يُفاخر بيهوديته وانحياز مستشاره للأمن الوطني سوليفان ومدير الاستخبارات المركزية بيرنز ومبعوثه للشرق الأوسط ماكغوريك بتحقيق انجاز يذكر وأهمها مطالب بايدن بوقف حرب غزة.

ما منع بايدن من بتحقيق أكبر اختراق في المنطقة بتطبيع السعودية وإسرائيل العلاقات الدبلوماسية، وتغيير وجه المنطقة بالاستجابة لمطالب السعودية بتوقيع معاهدة عسكرية تلزم إدارة بايدن بالدفاع عن السعودية وتزويدها بأسلحة متطورة، والمساعدة في برنامج نووي سلمي، والعمل على قيام دولة فلسطينية. ليبني على ما حققه سلفه ترامب بتطبيع العلاقات وتوسعة اتفاقات إبراهام، ودمج إسرائيل في محيطها العربي. بعد تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.

لكن حرب الإبادة الوحشية الإسرائيلية وتوظيف الفيتو، وزيارة نتنياهو الكونغرس الأمريكي وترويج أكاذيبه وسط تصفيق المشرعين الأمريكيين له، تعد سقطات أخلاقية وقيمية كبيرة. وذلك رغم قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري أن ما تقوم به إسرائيل وممارساتها هو احتلال غير شرعي يجب إنهاؤه. وقبله تصويت الكنيست الإسرائيلي بشبه إجماع برفض قيام دولة فلسطينية وتطرف بن غفير وسموترتش، تلك كانت المسامير الأخيرة في نعش عملية السلام وحل الدولتين وحلم الفلسطينيين بدولة فلسطينية.

كتب الرئيس بايدن مقالاً في دورية فورين أفيرز شارحا سياسته الخارجية في حال فاز بالرئاسة عام 2020. وبقي يردد «عادت أمريكا لتعلب دورا قياديا على المسرح العالمي. (بعد سنوات انعزالية إدارة ترامب)، ويعلق «كان القادة يسألونني كم من الوقت ستبقى أمريكا تقود العالم»؟ ةواليوم ها قد عاد ترامب مجدداً.

وبعد تفويت الفرص، وسجل فشل بايدن بتحقيق أي من أهدافه بحل أزمات المنطقة ليخلده في الداخل الأمريكي والخارج. بسبب عجزه عن ممارسة الضغوط على نتنياهو لوقف شراكته بحرب إبادة غزة وتحقيق رؤية أمريكا بحل الدولتين، وحتى تهديده بإسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة وتشجيع وصول حكومة أكثر عقلانية يمكن التعامل معها، لإنقاذ ماء وجه بايدن وإرثه.

أسوأ أنواع الفشل هو عجز القادرين عن تحقيق أهدافهم، ليس عن قلة القدرات بل بتعمد التواطؤ والشراكة والانحياز.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

201

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

681

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

111

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية