رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تركيا وروسيا.. ربما تكون هذه أنشط السيناريوهات على الساحة السياسية بعد أن أسقط الدفاع الجوي التركي مقاتلة روسية كانت قد اخترقت مجالها الجوي وبعد عدة تحذيرات للطائرة الروسية لم تستجب لها ويتصاعد الموقف بعدها إلى مقاطعة عسكرية واقتصادية روسية لتركيا وتحذيرات من الجانبين بعدم السفر إلى موسكو وإسطنبول وحرب تصريحات دخلت بعض الأطراف فيها لتزيدها اشتعالاً خصوصاً بعد تمسك تركيا بحقها الدفاعي وإصرار روسيا على أن ما جرى هو اعتداء صارخ على قوتها العسكرية أودى بحياة طيارها حتى وصل الأمر إلى توقع أن تتحرك روسيا بعمل عسكري ضد تركيا لتتأهب الأخيرة لأي ردة فعل مباغتة ضدها، ولنسأل أنفسنا بعد هذا كله أين الخليج وحكوماته مما يجري في هذا السيناريو الذي يستحق وقفة حازمة من دول المنطقة للوقوف بجانب تركيا المسلمة التي قامت بدورها وواجبها في حق الدفاع عن نفسها ومجالها الجوي الذي لا يمكن أن ترضى أن يكون مستباحاً كما هو حال المجال الجوي السوري الذي بات مفتوحاً لكل طائرات العالم لتجول فيه وتصول ويأتيك بعدها البرميل وليد المعلم ليتحدث عن سيادة بلاده؟!.. أين حكومات الخليج من الإعلان في أول الصفوف وقوفها مع الجانب التركي الذي يمثل اليوم دفعة وقوة كبرى للمنطقة ضد روسيا والتي تعتبر اليوم العدو الأول مع بشار للشعب السوري الذي يفنى الآن على يد المقاتلات الروسية التي تدك بيوته وأرضه وتستهدف حياة أبنائه واطفاله؟!.. لم يجب أن يكون رد فعلنا في الحلقة الأخيرة من كل سيناريو تجرى مشاهده بالقرب منا ويرتبط بشكل مباشر بمستقبلنا وقوتنا التي باتت اليوم مرتبطة بشكل أكبر في التحالف مع الدولة التركية القوية وبرئيسها الشجاع رجب طيب أردوغان؟!..لمَ لم تبادر الدوحة والرياض تحديداً بالتصريح بما يؤكد التحالف التركي السعودي القطري والذي تفاءلنا به خيراً ورأيناه فعلاً أنه التحالف الأقوى الذي لم تشهده المنطقة منذ عقود من الزمان؟!.. لم ننتقد ونشجب القتل المتعمد الذي تقوم به روسيا في سوريا تجاه الأبرياء ولم يمكننا عند أول اختبار حقيقي لنا تأكيد رفضنا للسياسة الدموية الروسية أن ننجح فيه رغم أن الحق التركي في الدفاع عن سماء وأرض تركيا هو حق مشروع لأي دولة بالعالم وكان يمكن لأي دولة خليجية وعربية أن تقع في نفس الموقف لكني فعلاً أشك إن كنا قادرين على إسقاط أي طائرة معتدية كما فعلت تركيا، لكن المبدأ يظل قائماً حتى في روسيا نفسها؟! وكم أسفت له أن تتحرك إحدى الدول المعروفة في الخليج بالإضافة إلى سوريا ومصر بتأييد التصعيد الروسي ضد تركيا بل وتمادى كثيرون من ممثلي هذه الدول في وسائل التواصل الاجتماعي إلى دعوة روسيا العلنية والصريحة الى ضرب تركيا وقطر معاً!.. ولا تسألوني لماذا!..لم نكون دائماً خليجياً في الصف الأخير من ردود الأفعال التي يمكن أن نكون في أولها ونعطي لأنفسنا الثقل السياسي الذي يجب أن يكون لست دول مجتمعة؟!.. للأسف اننا وصلنا لهذه المرحلة التي ننتظر كفة المنتصر وأين تقف مصالحنا بالضبط لنعلن بعدها مواقفنا المتباينة من الحدث الذي يمكن أن يتصاعد كما هو الحال اليوم في السيناريو التركي الروسي وكيف تزداد وتيرته بينما نحن في طرف الحلبة ننتظر نتيجة المقامرة التي تدور حوله لندخل مغامرة مضمونة النتائج بما يتوافق مع مصلحة كل دولة من دولنا الست الخليجية!.. ولذا ليشهد الله أنني أعلن وقوفي وتضامني كمواطنة خليجية وعربية مسلمة مع تركيا قلباً وقالباً وسأدعم بقلمي وتغريداتي ومالي كل بضائع تركيا رداً ولو كان يسيراً على المقاطعة الروسية للبضائع والمنتجات التركية وتأكيداً على أنني لا أملك شعارات الأخوة ورابط الدين الذي يتغنى به الحكام العرب ولا يطبقون شيئاً منه، ولكني أحاول أن أطبق ما أحلم به وهو أن مواقف تركيا التي شرفت كل العرب والمسلمين هي المواقف التي تستحق أن تُحترم أمام غطرسة الغرب وتبجح روسيا وخبث أمريكا التي تقف اليوم موقف المتفرج بعد أن أعطت تركيا حقها المشروع في الدفاع عن النفس وتظل تنتظر نهاية الصراع الذي يخدم مصالحها بالدرجة الأولى في المنطقة وتسيدها فيه.. ببساطة النصر لتركيا والعزة لأردوغان وليخسأ الخاسئون!
فاصلة أخيرة:
كشعوب نؤمن بترابطنا الديني مع تركيا أكثر من المصالح التي تدرسها الحكومات مع روسيا!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1983
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1380
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1143
| 22 ديسمبر 2025