رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

1980

أمل عبدالملك

القيادة حكمة

01 نوفمبر 2020 , 01:00ص

يسعى البعض إلى تَقّلد المناصب بأي شكل كان ومهما كان الثمن، والبعض قد لا يملك المؤهلات لذلك المنصب ولا الخبرة الكافية إلا أنه (يَحشر) نفسه ليستحوذ على منصب ما، وتلعب المحسوبية والوساطة وأحياناً المعرفة والصداقة دوراً في ذلك، لذلك نجد عددا ممن يشغلون مناصب مهمة ليسوا أكفاء لها، وهي أكبر بكثير من إمكانياتهم وخبراتهم، وهذا ما يجعلهم يتخبطون في إدارتهم، وعندما يتخبط المسؤول يضيع الموظفون بين قرار والآخر، فنجدهم يصدرون قرارات غير مدروسة نابعة من مزاجية أو رأي أحدهم ممن ينقصه الخبرة أيضاً، وبعدها يتم التراجع عن ذلك القرار ليتم استبداله بقرار آخر يناقض الأول، ناهيك عن التفنن في اتباع سياسة "فرق تَسد"، فنجد المسؤول يُقسم الموظفين إلى مجموعات ويشحنهم على بعض، ويحاول تشويه سمعة فلان على حساب فلان، ويَشعر كل موظف بأنه الأقرب له وأن الآخر مكروه وغير مهني، وأنه الأقرب للإدارة، فتنشأ العداوات والبغضاء بين الموظفين بسبب الإدارة الفاشلة التي لا تتردد في التخفي وراء الموظفين وتحملهم الأخطاء والقرارات الفاشلة، ولا تحاول تحمل المسؤولية في حالة الخطأ، في حين تنسب لها النجاح دون أدنى تفكير في الموظفين وإنجازاتهم وتقدير مهامهم.

عندما تكون الإدارة متخبطة وغير مستقرة وتتعامل بمزاجية، وتسمح للتدخلات الخارجية، وتفتح أذنها لكلام الواشين، فإن ذلك ينعكس على البيئة العامة في العمل، ونجد أن الموظفين يدخلون مرحلة التوجس من الآخرين ويدب الشك فيما بينهم على بعض، وتنعدم الثقة وتقل دافعية العمل ويُقتل الإبداع ويكثر الإحباط، فقد تتم الموافقة على مشروعك وتبدأ في العمل فيه ولكن يتقلب مزاج المسؤول فتذهب أحلامك مع الريح، وتعود لنقطة الصفر، عندما تكون الإدارة غير واعية لنوعية عملك فإنها تفرض عليك مهام لا تناسبك، وتخلق بداخلك التردد ويتبدد لديك الطموح، فتنهار المؤسسة من الداخل وينخر السوس كل ارجائها نظراً لسوء الإدارة.

وأخطر ما قد يواجه الإدارة الفاشلة الشخصيات الوصولية، التي تتقرب من الإدارة وتتعرف على نقاط الضعف لديها، ومن ثم تقتنص الفرص لعزل المسؤول عن كل من يحاول التواصل معه ليكون هو في الواجهة، ويقوم بمهام المسؤول فيسحب الصلاحيات مع الأيام ليتهيأ للإحلال مكانه، قد يعتقد البعض أن ذلك ذكاء مهني، ولكن للأسف هذه الوصولية بعينها وخيانة للأمانة وانعدام للنزاهة، فالحق أن تصل بخبرتك وبمعاملتك الطيبة وبتسلسل إداري نظيف وأن تكون أُولى أولوياتك مصلحة المؤسسة وتهيئة البيئة الصحية للموظفين؛ ليعملوا في جو من الود والألفة والتعاون والتنافس الشريف، ودون ذلك فإن الإدارة فاشلة مضموناً وإن كانت ناجحة في خلق جو من الخوف والرهبة وانعدام للثقة في بيئة العمل.

• قطر تستحق الأفضل من أبنائها، فهل تأملتم هذه الجملة الجميلة، وهي وصية لنا جميعاً بالحفاظ على بلدنا بالقيام بواجباتنا دون استغلال للسلطة ومترفعين عن الفساد، أم إن البعض يعيش عالماً فاسداً تطغى عليه المصلحة الخاصة، ويرفع الشعارات الوطنية رياء؟!.

[email protected]

‏@amalabdulmalik

مساحة إعلانية