رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعتبر الوحدة المالية والاقتصادية مهما كان شكلها القانوني نظامًا كليًا للمعلومات يتكون من عدد من النظم الفرعية، منها النظام المحاسبي والمالي والإنتاجي والتسويقي، إضافة لنظام المشتريات والتخزين، فضلا عن نظام الموارد البشرية والعاملين، فكل هذه النظم تعمل مع بعضها البعض بصورة مترابطة وبتنسيق متبادل في سبيل تحقيق الأهداف المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ترمي إليها الوحدة الاقتصادية، سواء مؤسسة أو شركة ككل.
وبذلك يشكل نظام المعلومات المحاسبية نظامًا فرعيا ضمن نظام المعلومات المتكامل في الوحدة الاقتصادية يتطلب منه التنسيق والتكامل مع نظم المعلومات الفرعية الأخرى، خاصة في حالات المنافسة بين الشركات كافة وعمى مختلف المستويات أصبح لازماً على كل شركة ضرورة العمل على الاستمرار في التحسين لأدائها لكي تستطيع مواجهة تلك المنافسة والبقاء في السوق لأجل تحقيق ذلك، لابد أن تعتمد الشركة على معلومات محاسبية أكثر دقة وملاءمة وقدم في الوقت المناسب لغرض استخدامها في التخطيط والرقابة واتخاذ القرارات المناسبة، سواء منها المالي والاستثماري، لذلك لابد من وجود نظم معلومات تساعد الإدارة بعملية التطوير والتحسين المستمر لأداء الشركات بشكل عام وهذا ما تحتاجه الشركات، خصوصا المدرجة ببورصة الأوراق المالية والتي تأخذ شكل المساهمة العامة التي تنفصل فيها الإدارة عن الملكية، فلقد تم اختيار نظام الإدارة على أساس الأنشطة ونظام الموازنات المالية المعدة على أساس الأنشطة كأدوات للتحسين والتطوير المستمرين لأداء الشركات وتطوير نظم المحاسبة، خاصة الإدارية والتكاليف منها ساعد في ظهور ما يعرف بالإدارة عملي أساس الأنشطة الذي يُعد نموذجاً لتحميل الأنشطة الإدارية بهدف تخفيض التكاليف واستخدام معموماتهُ في إعداد الموازنات الأمر الذي استلزم أيضاً وجود نظام موازنات، معتمداً على نموذج إدارة الأنشطة، فكان نظام الموازنات المُعدة على أساس الأنشطة وليس المُعدة على أساس الأقسام أو المنتجات وفقا للأسلوب التقليدي في إعداد الموازنات، نظرا لأهمية كل من نظامي الموازنات والإدارة المبنيين على أساس الأنشطة في أي شركة بشكل عام وفي الشركات المساهمة بشكل خاص، فقد جاء هذا التقرير لبيان كيفية مساهمتهما في التطوير والتقييم المستمر في محاوره التالية: -
أولا: مفهوم المحاسبة الإدارية
تمثل أداة لتوفير البيانات والمعلومات إلى المستويات المختلفة في الإدارة الداخلية للوحدة المالية والاقتصادية لاستخدامها في أغراض تخطيط ورقابة العمليات المختلفة على أن يتم توفير البيانات والمعلومات بشكل مستمر للمساعدة في اتخاذ القرارات الروتينية وغير الروتينية وحل المشاكل والتحديات التي تواجه الإدارة التنفيذية في أعمال الشركة اليومية.
ثانيا: أهداف تطبيقات المحاسبة الإدارية
تحتاج المسؤولية الإدارية وعلى مختلف مستويات الإدارة العليا معلومات كمية تفصيلية من المحاسبة المالية ومحاسبة التكاليف لكي يقوم المحاسب الإداري على تصنيف وتبويب هذه المعلومات لاستخلاص المفيد والنافع منها، لتقديمه إلى الجهات الإدارية المختلفة بهدف تحقيق التنسيق والتكامل بين نظام المعلومات المحاسبية والإدارية الأخرى في الوحدة المالية والاقتصادية لذلك لابد من دراسة وتوضيح أهداف تطبيقات العمليات الإدارية، ومنها:
(التخطيط والعمليات) يشمل وضع الأهداف والمعايير ورسم السياسات والإجراءات وإعداد الموازنات وكتابة الجدول الزمني.
(التنظيم) يشمل الهيكل والمهام والعلاقات الخارجية والداخلية ثم اختيار المناسبين لشغل المناصب
(التوجيه والإشراف) يشمل التحفيز الدائم والمستمر والقيادة والاتصال لكل أقسام الوحدة.
(الرقابة وكفاءة الأداء) تشمل تحديد المعايير الرقابية وقياس الأداء وتشخيص المشكلات وعلاجها بالقرارات الصائبة.
ثالثا: تطبيقات أنظمة الموازنات في الرقابة
نظام الموازنات يقوم على أساس وضع جداول لتجميع الموارد اللازمة لتنفيذ برنامج معين متضمناً أيضاً جدولا زمنيا لتنفيذ ذلك البرنامج وتعتبر الموازنات وسيلة من الوسائل الفاعلة في التخطيط والإدارة والتنسيق والتواصل بين أقسام وأنشطة الشركة كما تُعد من الأدوات الرئيسية لتحفيز الموظفين وتقييم الأداء وتعتبر الموازنات من أحد مظاهر نجاح الشركة، لذلك فالموازنة هي ترجمة مالية لخطط الشركة في استخدام مواردها المتاحة لفترة مستقبلية محددة تكفل للإدارة التنفيذية القيام بوظيفة التخطيط والرقابة والتنسيق والتحفيز وتقييم الأداء لكل الأعمال الإدارية.
رابعا: تطبيقات أنظمة التخطيط في التنبؤ
يعد التحليل الإستراتيجي الأساس لكل أنواع التخطيط، سواء كان تخطيطا طويل الأجل أم قصير الأجل أم متوسط الأجل وهذه الخطط هي التي تقود بالنتيجة إلى إعداد الموازنات ويكون عمل الموازنات بتجزئة خطط الشركة الرئيسية إلى فترات طويلة أو قصيرة الأجل، كما تستخدم الموازنات كأسلوب للتنبؤ بالمستقبل لتحديد النتائج المتوقعة وتقسم الخطط لتحديد أسلوب الأداء المستهدف من قبل الشركة بشكل عام إلى: -
* خطط تشغيلية قصيرة الأجل ترتبط بتحقيق أهداف مرحلية.
* خطط إدارية وهي خطط تكتيكية تهتم بهيكلية الشركة وتحديد مستوى الأداء الملائم لإنجاز المهام الإدارية.
* خطط إستراتيجية تهتم بالتطوير طويل الأجل لإستراتيجية الشركة وتكون ذات خطوط عريضة الاتجاه لرؤى الشركة.
خامسا: تطبيقات أنظمة التنسيق والمتابعة في التقييم
بعد عملية التخطيط تأتي عملية التنسيق كعملية خلق المواءمة بين كافة عوامل متغيرات الإنتاج وأقسام الشركة بالشكل الذي يمكن من تحقيق الأهداف، فالموازنة تسعى للتوفيق بين مختلف قرارات الشركة لما هو في مصلحتها ذاتها بدلاً من مصلحة كل قسم على حدة، كما تساهم الموازنة في الرقابة على كل الأنشطة وتحديد المسؤول عنها وتساعد الإدارة في معرفة الانحرافات والفروقات من خلال المقارنة للنتائج المتحققة مع المخطط ولكل نشاط من أنشطة الشركة، خاصة تلك المتعلقة بالإنفاق. إن عملية الرقابة تلحق بعملية التخطيط وتتكون من ثلاث مراحل هي:
* تسجيل الأداء الفعلي
* مقارنة الأداء الفعلي مع الأداء المتوقع وتسجيل الفروقات.
* التغذية المرتجعة لمناطق الضعف والمشكلات.
سادسا: استخدام نظم المحاسبة الإدارية الحديثة في تقييم أداء شركات المساهمة العامة
بهدف الوفاء بالمتطلبات الإدارية للوحدة المالية والاقتصادية، فيتطلب الأمر من المحاسبين التعرف على أبعاد العملية الإدارية من خلال وظائفها الإدارية بهدف التعرف على البيانات والمعلومات المتعلقة بكل وظيفة وحاجة كل مستوى من المستويات الإدارية المحددة في الهيكل التنظيمي لتلك الوحدة الاقتصادية وبما يتناسب مع نوعية القرارات التي يمكن أن تتخذ في ذلك المستوى والتي تقع ضمن صلاحيته، وبذلك يتطلب الأمر من المحاسبين الآتي:
(أولا) تعرف العملية الإدارية بأنها طريقة منظمة لتفكير تعاون الإدارة في إرشاد الوحدة الاقتصادية نحو أهدافها تتكون هذه الطريقة المنطقية للتفكير من مجموعة وظائف يمكن أن تتواجد في أي وحدة اقتصادية من خلال ممارسة المديرين لعملهم الإداري فيها وبما يؤدي إلى خدمة تلك الوحدة الاقتصادية، فيمكن الحكم على درجة ملاءمة المعلومات لمتطلبات الإدارة من جهتين:
* من ملاءمتها للمستوى الإداري الموجهة له.
* من ملاءمتها للشخص الذي يقوم باتخاذ القرارات.
(ثانيًا) تحديد القرارات التي يمكن اتخاذها عند كل مستوى من المستويات الإدارية، يلاحظ أن الحاجة إلى البيانات والمعلومات المحاسبية اللازمة لاتخاذ القرارات المتعلقة بكل من وظيفتي التخطيط والرقابة هي حاجة متداخلة ولجميع المستويات الإدارية في الهيكل التنظيمي للوحدة المالية والاقتصادية، حيث إن أي مدير متخذ قرار في الوحدة الاقتصادية يحتاج إلى البيانات والمعلومات المتعلقة بالوظيفتين معًا ولكن بصورة متباينة وحسب موقعه في الهيكل التنظيمي الذي يحدد طبيعة المستويات الإدارية التي يتم على أساسها تحديد الاحتياجات من المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات المختلفة وبصورة عامة يمكن تقسيم الهيكل التنظيمي لأي وحدة مالية واقتصادية إلى ثلاثة مستويات إدارية هي:
* مستوى الإدارة العليا والتنفيذية أو المستوى الإستراتيجي
* مستوى الإدارة الوسطى أو الإشرافي المستوى التكتيكي
* مستوى الإدارة التشغيلية أو المستوى الفني.
قمة وايز.. الإنسان أولاً وكيف لا يكون؟
صباح الاثنين ٢٤ نوفمبر٢٠٢٥م وبحضور فارع علما ومعرفة تم افتتاح القمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز» بدولة قطر.... اقرأ المزيد
69
| 26 نوفمبر 2025
مشاهير.. وترندات
عندما سئل الشخص الذي بال في زمزم عن سبب فعله؟... فرد معللا بأنه أراد الشهرة فاشتهر، ولكن بهذا... اقرأ المزيد
90
| 26 نوفمبر 2025
«وين فلانة ؟» سؤال خرج مني هذه المرة بإصرار بعد أن اكتشفت فجأة أن سنوات طويلة مرت دون... اقرأ المزيد
129
| 26 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13653
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1800
| 21 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17 عاماً إلى أسمى آفاق الإنجاز، حين حجزوا مقعدهم بين عمالقة كرة القدم العالمية، متأهلين إلى ربع نهائي كأس العالم في قطر 2025. لم يكن هذا التأهل مجرد نتيجة، بل سيمفونية من الإرادة والانضباط والإبداع، أبدعها أسود الأطلس في كل حركة، وفي كل لمسة للكرة. المغرب قدم عرضاً كروياً يعكس التميز الفني الراقي والجاهزية الذهنية للاعبين الصغار، الذين جمعوا بين براعة الأداء وروح التحدي، ليحولوا الملعب إلى مسرح للإصرار والابتكار. كل هجمة كانت تحفة فنية تروي قصة عزيمتهم، وكل هدف كان شاهداً على موهبة نادرة وذكاء تكتيكي بالغ، مؤكدين أن الكرة المغربية لا تعرف حدوداً، وأن مستقبلها مزدهر بالنجوم الذين يشقون طريقهم نحو المجد بخطوات ثابتة وواثقة. هذا الإنجاز يعكس رؤية واضحة في تطوير الفئات العمرية، حيث استثمر الاتحاد المغربي لكرة القدم في صقل مهارات اللاعبين منذ الصغر، ليصبحوا اليوم قادرين على مواجهة أقوى المنتخبات العالمية ورفع اسم بلادهم عالياً في سماء البطولة. وليس الفوز وحده، بل القدرة على فرض أسلوب اللعب وإدارة اللحظات الحرجة والتحلي بالهدوء أمام الضغوط، ويجعل هذا التأهل لحظة فارقة تُخلّد في التاريخ الرياضي المغربي. أسود الأطلس الصغار اليوم ليسوا لاعبين فحسب، بل رموز لإصرار أمة وعزيمة شعب، حاملين معهم آمال ملايين المغاربة الذين تابعوا كل لحظة من مغامرتهم بفخر لا ينضب. واليوم، يبقى السؤال الأعمق: هل سيستطيع هؤلاء الأبطال أن يحولوا التحديات القادمة إلى ملحمة تاريخية تخلّد اسم الكرة المغربية؟ كل المؤشرات تقول نعم، فهم بالفعل قادرون على تحويل المستحيل إلى حقيقة، وإثبات أن كرة القدم المغربية قادرة على صناعة المعجزات. كلمة أخيرة: المغرب ليس مجرد منتخب، بل ظاهرة تتألق بالفخر والإبداع، وبرهان حي على أن الإرادة تصنع التاريخ، وأن أسود الأطلس يسيرون نحو المجد الذي يليق بعظمة إرادتهم ومهارتهم.
1176
| 20 نوفمبر 2025