رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الإجرام والتوحش اليهودي الصهيوني المستمر على غزة، الواقع على الأطفال والنساء وكبار السن، هو تكرار لسيناريوهات تاريخية حدثت مع أقوام وشعوب تعرضت لطغاة ومتجبرين، أهلكوا الحرث والنسل. لكن في نهاية الأمر، ذهب الجميع إلى خالقهم، الأبرياء مثلما الطغاة والظلمة. لكن ما يهمنا ها هنا، الظلمة المجرمون الذين هلكوا وغادروا الحياة الدنيا، تلعنهم الملائكة والناس أجمعون، وهذا ما سيكون عليه كل ظالم متكبر جبّار لا يؤمن بيوم الحساب، كالظلمة المتجبرين من اليهود الصهاينة وأمثالهم كثير اليوم، وهم موضوع حديثنا اليوم. هذا الإجرام اليهودي الصهيوني الذي زاد وفاق وحشية عما كان قبل عقود عدة مضت، لابد أن له حداً سيقف عنده بقدرة قادر، ولن يتجاوزه أكثر وإن قتل وشرد ودمر. فإن ما فعله الشيوعيون من مذابح ومجازر في بلاد المسلمين أيام لينين وستالين وبقية مجرمي السوفييت، أو ما فعله موسوليني في ليبيا، أو الفرنسيون في الجزائر، أو ما فعله قبلهم جنكيز خان وهولاكو بخوارزم وبغداد وحواضر إسلامية أخرى، كلها بدأت وانتهت، وانتهى معها كل أولئك المجرمين، عليهم من الله ما يستحقون، لكن رغم ذلكم الإجرام بقي الإسلام والمسلمون، وهذه هي الحقيقة الناصعة التي سعى كل أولئك المجرمين نحو طمسها، وحاولوا جهدهم لإزالتها. لكن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ما يفعله اليهود الصهاينة المتوحشون في غزة اليوم، فعل مثله كثيرون عبر التاريخ كما أسلفنا، من فرس وروم ومغول ومن جاء بعدهم في القرن الفائت، شيوعيين ونازيين وفاشيين. لكن ما يهمنا نهاية الأمر، أنه لا يصح إلا الصحيح ولا يسود إلا الحق، حتى وإن علا وتجبر الباطل وساد حيناً من الدهر، طال أم قصر. هذه نقطة أولى.
النقطة الثانية في موضوعنا أن يقيننا بالله وبنصره لعباده المؤمنين نهاية الأمر ليس فيه أدنى شك، وهو ما يجعلنا نرى نهاية هؤلاء المتوحشين، وإن وقفت معهم قوى الأرض جميعاً الآن. يقين كل مؤمن بالله يفيد أن نهاية أولئك المجرمين ستكون ذليلة بائسة، ولن تكون أقل بؤساً وذلة وقهراً مما لقاه أسلافهم من الملك الكلداني نبوخذ نصر، أو الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم، فالجزاء من جنس العمل. وإن ما يقوم به اليهود الصهانية في غزة من إجرام، لن ينساه أهل غزة أولاً، وسيتم رد الصاع صاعين وربما أكثر (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
فقدان الأمان
النقطة الأهم في هذا الموضوع والتي يجب السعي إلى تجسيدها على أرض الواقع، أفراداً ومؤسسات وفي كل العالم الإسلامي، وبكل الوسائل والطرق المتاحة، هي العمل على هدف محدد خلاصته (ألا يجد أي يهودي متصهين مجرم له يد فيما يجري بغـزة، ذرة أمن وأمان، أينما حل وارتحل). أما كيف يكون ذلك؟
إليكم الآتي..
لابد من العمل على كشف كل مجرم في وسائل الإعلام المختلفة، وبيان دوره في جرائم الحرب المرتكبة. والعمل كذلك بكل الطرق والوسائل الممكنة على ألا يدخل أي يهودي متصهين بلداننا العربية المسلمة، تحت أي بند أو شعار، تجارة أو سياحة أو رياضة، وإن دخل فلابد أن يشعر بأنه شخص غير مرحب به، بل وأكثر من هذا، أن يشعر بالقلق الدائم على حياته وأنه مستهدف. لابد أن يستشعر كل يهودي متصهين فاجر كذاب، ذلك الشعور المقلق، بل ليس وحده فحسب، بل كل من يتعاطف معهم من صهاينة العرب والمسلمين، المطبعين منهم أو السائرين في الطريق للتطبيع أو من هم في طور التفكير به! لابد أن يشعر كل عربي أو مسلم متصهين، أنهم عناصر منبوذة في مجتمعاتهم، من بعد أن خلت نفوسهم من أبسط أخلاقيات العربي المسلم، وفرغت من أي مشاعر نخوة ورجولة، قبل أن نقول بأن ضمائرهم ضمرت وماتت، وخلت قلوبهم من الإيمان كذلك، لأن تلكم الأفعال والسلوكيات لا يمكن أن تصدر عن قلوب بها ذرة إيمان.
ما الآليات المطلوبة؟
من الطبيعي أن يسأل سائل وكيف العمل لتحقيق ذلك، أو ما الآليات المقترحة؟
بالنسبة للأفراد، ليس هناك غير وسائل التواصل المتنوعة، التي أثبتت جدوى وفعالية وتأثيرا كبيرا في الكثير من الأزمات والمشكلات، ولاسيما منذ أن بدأ العدوان اليهودي الصهيوني والمستمر على غزة. كل أحد صاحب حساب في منصة من المنصات المعروفة، يمكنه أن يساهم في كشف المطبعين الظاهرين أو من يتخفون تحت أسماء مستعارة، أو الساعين إلى الترويج للتطبيع بشكل غير مباشر. إضافة إلى ذلك، مطلوب العمل على كشف كل مجرم يهودي صهيوني يستعرض في حساباته جرائمه أو جرائم من معه من المجرمين في غزة، والعمل على نشر تلك الصور في كافة المنصات وبكل اللغات الممكنة، والإبلاغ عنهم مع بيان خطرهم وكيانهم المزعوم على الإنسانية، وأنهم ليسوا أكثر من وباء، أو مرض عضال لابد من إنقاذ البشرية منهم، ووضع حد صارم لهم. إضافة إلى ذلك، الحضور بفعالية في كل تجمع أو أنشطة جماهيرية، رياضية كانت أم فنية أم غيرها، من أجل تأكيد وحشية هذا الكيان، وكشف وجهه الخبيث للعالم. الشعوب دوماً تلعب أدواراً مؤثرة حين تبدأ تعي ما عليها من أدوار في معارك الحق والباطل. والشعوب العربية المسلمة مطلوب منها الكثير في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة الحاسمة، فمن المعيب أن تتحرك شعوب الأمم الأخرى بفعالية وتأثير كبيرين ملحوظين، فيما تنشغل الشعوب المعنية بالأمر بقضايا هامشية وتوافه من الأمور كثيرة ومتنوعة. فإن كانت الحكومات تسعى لكل ذلك الكم من الإلهاء لشعوبها، لحاجات في نفوسها ونفوس من بيدهم مقاليد أمورها، فليس من المنطق أن تسير الشعوب وراءها كقطيع يُقاد نحو مذبح!
التحديات كبيرة
نعم هناك مصاعب ومشكلات وتحديات كثيرة سوف تخلقها الحكومات، كالقمع أو الاعتقال أو تعريض الناشطين لكل أنواع التهديد، وهذا أمر متوقع بل هو حاصل الآن في كثير من الأقطار العربية والمسلمة وللأسف، حتى صار واضحاً للعيان أن ما يجري الآن لأجل سيادة عصر يهودي صهيوني، وهذا ما يستدعي فعلياً تحرك الشعوب بالتوازي مع هذا العمل اليهودي الصهيوني عبر عناصر ناشطة فاعلة، وقيادات اجتماعية واعية، واستخدام واع وذكي فاعل لكل الوسائل والطرق المتاحة، لمجابهة ذلك العمل الشيطاني الخبيث، الذي طال أكثر من اللازم.
لنعمل ونجتهد أكثر وأكثر الآن وقبل فوات الكثير من الأوان.
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
د. عـبــدالله العـمـادي
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17220
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
8664
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
8376
| 13 نوفمبر 2025