رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله العمادي

د. عـبــدالله العـمـادي

 

مساحة إعلانية

مقالات

486

د. عبدالله العمادي

حتى يفقد الصهاينة الأمن والأمان

01 مايو 2025 , 02:00ص

 الإجرام والتوحش اليهودي الصهيوني المستمر على غزة، الواقع على الأطفال والنساء وكبار السن، هو تكرار لسيناريوهات تاريخية حدثت مع أقوام وشعوب تعرضت لطغاة ومتجبرين، أهلكوا الحرث والنسل. لكن في نهاية الأمر، ذهب الجميع إلى خالقهم، الأبرياء مثلما الطغاة والظلمة. لكن ما يهمنا ها هنا، الظلمة المجرمون الذين هلكوا وغادروا الحياة الدنيا، تلعنهم الملائكة والناس أجمعون، وهذا ما سيكون عليه كل ظالم متكبر جبّار لا يؤمن بيوم الحساب، كالظلمة المتجبرين من اليهود الصهاينة وأمثالهم كثير اليوم، وهم موضوع حديثنا اليوم. هذا الإجرام اليهودي الصهيوني الذي زاد وفاق وحشية عما كان قبل عقود عدة مضت، لابد أن له حداً سيقف عنده بقدرة قادر، ولن يتجاوزه أكثر وإن قتل وشرد ودمر. فإن ما فعله الشيوعيون من مذابح ومجازر في بلاد المسلمين أيام لينين وستالين وبقية مجرمي السوفييت، أو ما فعله موسوليني في ليبيا، أو الفرنسيون في الجزائر، أو ما فعله قبلهم جنكيز خان وهولاكو بخوارزم وبغداد وحواضر إسلامية أخرى، كلها بدأت وانتهت، وانتهى معها كل أولئك المجرمين، عليهم من الله ما يستحقون، لكن رغم ذلكم الإجرام بقي الإسلام والمسلمون، وهذه هي الحقيقة الناصعة التي سعى كل أولئك المجرمين نحو طمسها، وحاولوا جهدهم لإزالتها. لكن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.  ما يفعله اليهود الصهاينة المتوحشون في غزة اليوم، فعل مثله كثيرون عبر التاريخ كما أسلفنا، من فرس وروم ومغول ومن جاء بعدهم في القرن الفائت، شيوعيين ونازيين وفاشيين. لكن ما يهمنا نهاية الأمر، أنه لا يصح إلا الصحيح ولا يسود إلا الحق، حتى وإن علا وتجبر الباطل وساد حيناً من الدهر، طال أم قصر. هذه نقطة أولى.

النقطة الثانية في موضوعنا أن يقيننا بالله وبنصره لعباده المؤمنين نهاية الأمر ليس فيه أدنى شك، وهو ما يجعلنا نرى نهاية هؤلاء المتوحشين، وإن وقفت معهم قوى الأرض جميعاً الآن. يقين كل مؤمن بالله يفيد أن نهاية أولئك المجرمين ستكون ذليلة بائسة، ولن تكون أقل بؤساً وذلة وقهراً مما لقاه أسلافهم من الملك الكلداني نبوخذ نصر، أو الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم، فالجزاء من جنس العمل. وإن ما يقوم به اليهود الصهانية في غزة من إجرام، لن ينساه أهل غزة أولاً، وسيتم رد الصاع صاعين وربما أكثر (وتلك الأيام نداولها بين الناس).

فقدان الأمان

النقطة الأهم في هذا الموضوع والتي يجب السعي إلى تجسيدها على أرض الواقع، أفراداً ومؤسسات وفي كل العالم الإسلامي، وبكل الوسائل والطرق المتاحة، هي العمل على هدف محدد خلاصته (ألا يجد أي يهودي متصهين مجرم له يد فيما يجري بغـزة، ذرة أمن وأمان، أينما حل وارتحل). أما كيف يكون ذلك؟

إليكم الآتي..

لابد من العمل على كشف كل مجرم في وسائل الإعلام المختلفة، وبيان دوره في جرائم الحرب المرتكبة. والعمل كذلك بكل الطرق والوسائل الممكنة على ألا يدخل أي يهودي متصهين بلداننا العربية المسلمة، تحت أي بند أو شعار، تجارة أو سياحة أو رياضة، وإن دخل فلابد أن يشعر بأنه شخص غير مرحب به، بل وأكثر من هذا، أن يشعر بالقلق الدائم على حياته وأنه مستهدف.  لابد أن يستشعر كل يهودي متصهين فاجر كذاب، ذلك الشعور المقلق، بل ليس وحده فحسب، بل كل من يتعاطف معهم من صهاينة العرب والمسلمين، المطبعين منهم أو السائرين في الطريق للتطبيع أو من هم في طور التفكير به! لابد أن يشعر كل عربي أو مسلم متصهين، أنهم عناصر منبوذة في مجتمعاتهم، من بعد أن خلت نفوسهم من أبسط أخلاقيات العربي المسلم، وفرغت من أي مشاعر نخوة ورجولة، قبل أن نقول بأن ضمائرهم ضمرت وماتت، وخلت قلوبهم من الإيمان كذلك، لأن تلكم الأفعال والسلوكيات لا يمكن أن تصدر عن قلوب بها ذرة إيمان.

ما الآليات المطلوبة؟

من الطبيعي أن يسأل سائل وكيف العمل لتحقيق ذلك، أو ما الآليات المقترحة؟

بالنسبة للأفراد، ليس هناك غير وسائل التواصل المتنوعة، التي أثبتت جدوى وفعالية وتأثيرا كبيرا في الكثير من الأزمات والمشكلات، ولاسيما منذ أن بدأ العدوان اليهودي الصهيوني والمستمر على غزة. كل أحد صاحب حساب في منصة من المنصات المعروفة، يمكنه أن يساهم في كشف المطبعين الظاهرين أو من يتخفون تحت أسماء مستعارة، أو الساعين إلى الترويج للتطبيع بشكل غير مباشر.  إضافة إلى ذلك، مطلوب العمل على كشف كل مجرم يهودي صهيوني يستعرض في حساباته جرائمه أو جرائم من معه من المجرمين في غزة، والعمل على نشر تلك الصور في كافة المنصات وبكل اللغات الممكنة، والإبلاغ عنهم مع بيان خطرهم وكيانهم المزعوم على الإنسانية، وأنهم ليسوا أكثر من وباء، أو مرض عضال لابد من إنقاذ البشرية منهم، ووضع حد صارم لهم. إضافة إلى ذلك، الحضور بفعالية في كل تجمع أو أنشطة جماهيرية، رياضية كانت أم فنية أم غيرها، من أجل تأكيد وحشية هذا الكيان، وكشف وجهه الخبيث للعالم. الشعوب دوماً تلعب أدواراً مؤثرة حين تبدأ تعي ما عليها من أدوار في معارك الحق والباطل. والشعوب العربية المسلمة مطلوب منها الكثير في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة الحاسمة، فمن المعيب أن تتحرك شعوب الأمم الأخرى بفعالية وتأثير كبيرين ملحوظين، فيما تنشغل الشعوب المعنية بالأمر بقضايا هامشية وتوافه من الأمور كثيرة ومتنوعة. فإن كانت الحكومات تسعى لكل ذلك الكم من الإلهاء لشعوبها، لحاجات في نفوسها ونفوس من بيدهم مقاليد أمورها، فليس من المنطق أن تسير الشعوب وراءها كقطيع يُقاد نحو مذبح!

التحديات كبيرة

 نعم هناك مصاعب ومشكلات وتحديات كثيرة سوف تخلقها الحكومات، كالقمع أو الاعتقال أو تعريض الناشطين لكل أنواع التهديد، وهذا أمر متوقع بل هو حاصل الآن في كثير من الأقطار العربية والمسلمة وللأسف، حتى صار واضحاً للعيان أن ما يجري الآن لأجل سيادة عصر يهودي صهيوني، وهذا ما يستدعي فعلياً تحرك الشعوب بالتوازي مع هذا العمل اليهودي الصهيوني عبر عناصر ناشطة فاعلة، وقيادات اجتماعية واعية، واستخدام واع وذكي فاعل لكل الوسائل والطرق المتاحة، لمجابهة ذلك العمل الشيطاني الخبيث، الذي طال أكثر من اللازم.

لنعمل ونجتهد أكثر وأكثر الآن وقبل فوات الكثير من الأوان.

«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

مساحة إعلانية