رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ليس للموت في سوريا شكل واحد، ولا يبدو أن لسقفه حد، طالما أن هناك نظاما تجاوز في عنفه لقمع ثورة شعبه كل الحدود، وفاق في جرائمه أعتى النظم الديكتاتورية الظالمة عبر التاريخ بكل أدوات بطشها الدموية، دون التورع عن شرعنة قتل أبناء بلده - لمجرد رفضهم لاستمرار ظلمه - أو تبرير إراقته لدمائهم الطاهرة الزكية جهارا نهارا على ألسنة أرفع مسؤوليه، دونما حياء.
في الجمعة الماضية صرنا نتحدث عن "الموت المئوي" - إذا جاز المصطلح وصح التعبير - لأن عدد الشهداء قد تجاوز المائة، نعم مائة شهيد في يوم واحد، بينهم أكثر من عشرة نساء وأطفال، وصرنا نخشى من الأعظم في أيام الجمع القادمة.
وخلال الأيام الماضية وقفنا على نوع آخر للموت على يد سفاحي النظام وماكينة قمعه الشرسة، ألا وهو "الموت العائلي"، وحق الملكية الفكرية لهذا المصطلح للصحفي المتميز في قناة الجزيرة: ماجد عبد الهادي، والإشارة هنا إلى العمليات التي راح ضحيتها عائلات بأسرها، كما حدث لعائلة بهادير بحي الزيتون - حمص (استشهاد 14 شخصا من هذه العائلة بينهم أربعة أطفال) نتيجة لتدمير البيوت على رؤوس أهلها وانهيار المباني المقصوفة، واستشهاد عائلة معارض سوري في مدينة اللاذقية (4 أطفال وأمهم) في عملية حرق لمنزلهم. وهناك المجازر التي لم تتوقف وآخرها مقتل 15 مزارعا في "سيزر" بريف حماة وهم يعملون في حقولهم (الأحد الماضي).
ومنذ ما يزيد على عشرة أشهر من عمر الثورة السورية كان للأطفال نصيب وافر من عدد الشهداء الذي تجاوز عددهم 7000 شهيد على أقل تقدير، فقد ذكر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قبل أيام قليلة أن ما لا يقل عن 384 طفلا قتلوا خلال الانتفاضة السورية المستمرة، وأن عددا مماثلا لهم قد اعتقلوا، وتعرضوا للتعذيب، وتم التمثيل ببعضهم أو سرقة أعضائهم بعد وفاتهم، فيما بلغ عدد الضحايا من النساء عن نفس الفترة 316.
وتيرة قتل النظام لشعبه تصاعدت، ومواكب الجنائز الجماعية للأبرياء ازدادت في الآونة الأخيرة، والأمر على صلة وثيقة بخطاب بشار الأسد الأخير الذي أعلن فيه أن الحل الأمني هو خياره الأول لمواجهة إرادة الجماهير، وتأكيده أنه سيضرب معارضيه بيد من حديد، وبتأكيد وزير خارجيته بأن الحل القمعي أصبح مطلبا شعبيا، وإعلان وزير داخليته مؤخرا أن أجهزة وزارته ماضية في "تطهير" البلاد من "رجس المارقين والخارجين عن القانون"، في إشارة غير خافية إلى المتظاهرين والمحتجين السلميين.
لكن النظام ومع اقتراب الثورة السورية من إكمال عامها الأول بثبات وعزيمة وإصرار لم يفهم الدرس بعد على ما يبدو، وهو يتجه إلى نهاية مشابهة لنظام القذافي، بسبب إصراره على العنف، ورفضه للحلول السياسية التي اقترحتها الجامعة العربية عليه، والتي كانت يمكن أن تشكل مخرجا آمنا له، كما حصل مع علي عبد الله صالح.
لقد أدت سياسة العنف والقتل المفرط للنظام إلى نتائج عكسية على مستوى حراك الثورة السورية وعلى المستوى السياسي الداعم لها ويتضح ذلك مما يلي:
ـ توسع النطاق الجغرافي للثورة وصولا إلى حلب المدينة، بعد أن تأخرت مدة تصل إلى عشرة أشهر، ولهذه المدينة أهميتها كونها أكبر المحافظات السورية (عدد سكانها 5.3 مليون نسمة، ومركز الصناعة والتجارة بسوريا).
ـ عودة مدن قمعها النظام بقوة للحراك من جديد كما في حماة - وقبلها درعا - بعد أن ظن أنه بالقوة والبطش يمكنه وقف حركة احتجاجاتها.
ـ اتساع وتيرة الانشقاقات في الجيش السوري، وانفلات زمام الأمور من يديه في السيطرة على بعض المناطق، بما فيها القريبة منها إلى العاصمة (إغلاق الطريق المؤدي لمطار دمشق الدولي بسبب اشتباكات بين الجيش الحر وقوى النظام، لمدة ساعة ونصف الساعة الأحد الماضي)، وازدياد بأس وعمليات الجيش الحر الناجحة، وبخاصة في ريف دمشق، واضطرار النظام للدخول في مفاوضات معه، كما في الزبداني، وتوقعات بتغيير الموازين لصالح الثورة بصورة متسارعة خلال الفترة القادمة.
ـ قرار السعودية سحب مفتشيها من عداد فريق الجامعة العربية، تلتها دول مجلس التعاون الخليجي، فالمغرب، وصولا إلى قرار الجامعة العربية بتعليق عمل المراقبين بسبب تصاعد العنف وعدد الضحايا في سوريا في الأيام الأخيرة.
ـ تحرك الجامعة للحصول على دعم الأمم المتحدة لخطة سلام حظيت بإجماع عربي، وتتضمن تنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، حيث تتوجه الأنظار دوليا إلى مجلس الأمن الذي قد يصوت منتصف هذا الأسبوع على مسودة قرار صاغته الجامعة العربية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ما ينبغي أن يفهمه النظام أن الشعب السوري لم يعد يخشى الموت، على أي جنب كان، وبأي لون يرسم، وأنه أيقن أنه لا عودة عن مواجهة الطغيان والاستبداد مهما بلغت التكلفة، شعاره "الموت ولا المذلة"، لذا فإنه عازم على استكمال مشروعه الثوري طال الزمن أم قصر، وله كبير ثقة بالله أن الحقّ سينتصر على باطل النظام طال الزمن أم قصر، وأن فشل الحل الأمني للنظام بدت تلوح معالمه في الأفق، رغم كل عنفوان بطشه. موقناً بأن النصر صبر ساعة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1818
| 21 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن التقاضي في مجال التجارة والاستثمارات وذلك بإصدار القانون رقم 21 لسنة 2021 المتعلق بإنشاء محكمة الاستثمار مختصة للنظر في الدعاوى المتعلقة بالاستثمار والأعمال التجارية لتبت فيها وفق إجراءات وتنظيم يتناسب مع طبيعة هذه النوعية من القضايا. وتعكس هذه الخطوة القانونية الهامة حرص المشرع القطري على تطوير المناخ التشريعي في مجال المال والأعمال، وتيسير الإجراءات في القضايا التجارية التي تتطلب في العادة سرعة البت بها مع وجود قضاة متخصصين ملمين بطبيعتها، وهذه المميزات يصعب للقضاء العادي توفيرها بالنظر لإكراهات عديدة مثل الكم الهائل للقضايا المعروضة على المحاكم وعدم وجود قضاة وكادر إداري متخصص في هذا النوع من الدعاوى. وجاء القانون الجديد مكونا من 35 مادة نظمت المقتضيات القانونية للتقاضي أمام محكمة الاستثمار والتجارة، ويساعد على سرعة الفصل في القضايا التجارية وضمان حقوق أطراف الدعوى كما بينت لنا المادة 19 من نفس القانون، أنه يجب على المدعى عليه خلال ثلاثـين يوماً من تـاريخ إعلانه، أن يقدم رده إلكترونياً وأن يرفق به جميع المستندات المؤيدة له مع ترجمة لها باللغة العربية إن كانـت بلغة أجنبية، من أسماء وبيانات الشهود ومضمون شهاداتهم، وعناوينهم إذا كان لذلك مقتضى، ويجب أن يشتمل الرد على جميع أوجه الدفاع والدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المقابلة والعارضة والتدخل والإدخال، بحسب الأحوال. وعلى مكتب إدارة الدعوى إعلان المدعي أو من يمثله إلكترونياً برد المدعى عليه خلال ثـلاثـة أيام ولكن المادة 20 توضح لنا أنه للمدعي أن يُعقب على ما قدّمه المدعى عليه من رد وذلك خلال (خمسة عشر يوماً) من تاريخ إعلان المدعي برد المدعى عليه إلكترونياً. ويكون للمدعى عليه حق التعقيب على تعقيب المدعي (خلال عشرة أيام على الأكثر) من تـاريخ إعلانه إلكترونياً وبعدها يُحال ملف الدعوى إلكترونياً للدائرة المختصة في أول يوم . لانتهاء الإجراءات المنصوص عليها في المواد (17)، (19)، (20) من هذا القانون، وعلى الدائرة إذا قررت إصدار حكم تمهيدي في الدعوى أن تقوم بذلك خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ الإحالة، ليتضح لنا اهتمام المشرع بضمان تحقيق العدالة الناجزة. وتتألف هذه المحكمة من دوائر ابتدائية واستئنافية، وهيئ لها مقر مستقل ورئيس ذو خبرة في مجال الاستثمار والتجارة كما هيئ لها موازنة خاصة وهيكل إداري منظم، وسينعقد الاختصاص الولائي لها حسب المادة 7 في نزاعات محددة على سبيل الحصر تدور كلها في فلك القطاع التجاري والاستثماري. وإيمانا منه بطابع السرعة الذي تتطلبه النزاعات التجارية كما حدد هذا القانون مددا قصيرة للطعون، إذ بخلاف المدد الزمنية للطعن بالاستئناف في القضايا العادية أصبح ميعاد الاستئناف أمام هذه المحكمة (15 يوما) من تاريخ الإعلان، و7 أيام بالنسبة للمسائل المستعجلة والتظلم من الأوامر على العرائض والأوامر الوقتية، (و30 يوما بالنسبة للطعن بالتمييز). ومن أهم الميزات التي جاء بها أيضا قانون إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة ما سمته المادة 13 «النظام الإلكتروني» والذي بموجبه سيكون أي إجراء يتخذ في الدعوى يتم إلكترونيا سواء تعلق بتقييد الدعوى أو إيداع طلب أو سداد رسوم أو إعلان أو غيره، وذلك تعزيزا للرقمنة في المجال القضائي التجاري، وتحقيقا للغاية المنشودة من إحداث قضاء متخصص يستجيب لرؤية قطر المستقبلية. ونؤكد ختاما أن فكرة إنشاء محكمة خاصة بالمنازعات الاستثمارية والتجارية في دولة قطر يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني منها العوامل التي جعلت دولة قطر وجهة استثمارية مميزة على مستوى المنطقة والعالم وجعلها تتمتع ببيئة تشريعية قوية متقدمة تدعم الاستثمارات وتحمي حقوق المستثمرين. وتساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، وتعزز من مكانتها الدولية في المجال الاقتصادي لكن هذا المولود القضائي يجب أن يستفيد من التجارب المقارنة في المحاكم التجارية بالبلدان الأخرى لتفادي الإشكالات والصعوبات التي قد تطرح مستقبلاً ليكون رمزاً للعدالة الناجزة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
1557
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية والعربية للسياحة العائلية بشكل خاص، فضلاً عن كونها من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل ما تشهده من تطور متسارع في البنية التحتية وجودة الحياة. ومع هذا الحضور المتزايد، بات دور المواطن والمقيم أكبر من أي وقت مضى في تمثيل هذه الأرض الغالية خير تمثيل، فالسكان هم المرآة الأولى التي يرى من خلالها الزائر انعكاس هوية البلد وثقافته وقيمه. الزائر الذي يصل إلى الدوحة سواء كان خليجياً أو عربياً أو أجنبياً، هو لا يعرف أسماءنا ولا تفاصيل عوائلنا ولا قبائلنا، بل يعرف شيئاً واحداً فقط: أننا قطريون. وكل من يرتدي الزي القطري في نظره اسمه «القطري”، ذلك الشخص الذي يختزل صورة الوطن بأكمله في لحظة تعامل، أو ابتسامة عابرة، أو موقف بسيط يحدث في المطار أو السوق أو الطريق. ولهذا فإن كل تصرّف صغير يصدر منا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، يُسجَّل في ذاكرة الزائر على أنه «تصرف القطري”. ثم يعود إلى بلده ليقول: رأيت القطري … فعل القطري … وقال القطري. هكذا تُبنى السمعة، وهكذا تُنقل الانطباعات، وهكذا يترسّخ في أذهان الآخرين من هو القطري ومن هي قطر. ولا يقتصر هذا الدور على المواطنين فقط، بل يشمل أيضاً الإخوة المقيمين الذين يشاركوننا هذا الوطن، وخاصة من يرتدون لباسنا التقليدي ويعيشون تفاصيل حياتنا اليومية. فهؤلاء يشاركوننا المسؤولية، ويُسهمون مثلنا في تعزيز صورة الدولة أمام ضيوفها. ويزداد هذا الدور أهمية مع الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة عبر تطوير الفعاليات النوعية، وتجويد الخدمات، وتسهيل تجربة الزائر في كل خطوة. فبفضل هذه الجهود بلغ عدد الزوار من دول الخليج الشقيقة في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 900 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية قطر العائلية ونجاح سياستها السياحية، وهو أمر يلمسه الجميع في كل زاوية من زوايا الدوحة هذه الأيام. وهنا يتكامل الدور: فالدولة تفتح الأبواب، ونحن نُكمل الصورة بقلوبنا وأخلاقنا وتعاملنا. الحفاظ على الصورة المشرّفة لقطر مسؤولية مشتركة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية. فحسن التعامل، والابتسامة، والاحترام، والإيثار، كلها مواقف بسيطة لكنها تترك أثراً عميقاً. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنُظهر للعالم أجمل ما في مجتمعنا من قيم وكرم وذوق ونخوة واحترام. كل قطري هو سفير وطنه، وكل مقيم بحبه لقطر هو امتداد لهذه الرسالة. وبقدر ما نعطي، بقدر ما تزدهر صورة قطر في أعين ضيوفها، وتظل دائماً وجهة مضيئة تستحق الزيارة والاحترام.
1503
| 25 نوفمبر 2025