محليات

5441

مطالب بإعادة "الإقتصاد المنزلي" إلى المدارس المستقلة

طالب عدد من صاحبات التراخيص والتربويات والأمهات باعادة تدريس مادة الاقتصاد المنزلي، داخل المدارس المستقلة للطالبات، مؤكدات أن لها أهمية كبيرة من حيث تعليم الطالبات الأعمال المنزلية وأساسيات مهام الأمهات فى المستقبل، بالاضافة الى فنون الطبخ والخياطة وغيرها من الأعمال المنزلية المختلفة، واعتبرنها من المواد المهمة التى لا تقل أهمية عن باقى المواد الدراسية المختلفة الأخرى،

وأشار البعض من التربويات الى ضرورة اعادة مادة الاقتصاد المنزلي، وتخصيص حصص دراسية لها، حيث انها تعطى جانبا من الترفيه والتسلية للطالبات فضلا عن أهمية ما تحتويه من معلومات تفيد الطالبات فى المستقبل، لافتات أن الاقتصاد المنزلى علم الحياة ولا يقتصر على الطبخ فقط، ولكن يندرج تحته العديد من المهارات التى تفيد الطالب والطالبة فى الحياة العملية مثل ادارة المنزل، واقتصاديات الأسرة، والمسكن وتأثيثه، والملابس والنسيج، والأغذية وعلوم الأطعمة، والطفولة والعلاقات الأسرية،

كما أن هذه المادة هى حجر الأساس لكل طالب وطالبة من بداية المرحلة الابتدائية، حتى الجامعة نظرًا لأنها تشمل عوامل شديدة الأهمية مثل النظام والأسس الصحية للتغذية،اكتشاف المواهب وتنميتها، واكتساب بعض الحرف اليدوية التى من الممكن أن تصبح مشروعا فى المستقبل.

وطالبن بضرورة تدريسها فى مدارس البنين والبنات، حيث ان مناهج الاقتصاد المنزلى بما تتضمنه من مجالات دراسية متنوعة ومرتبطة بمختلف ميادين المعرفة، وبغيره من المواد الأخرى فالاقتصاد المنزلى لا يقتصر فقط على الطهى والخياطة، لكنه جزء متكامل من الحياة التى نحياها، مشيرات الى أن قطر بحاجة لهذه المهارات فى مختلف مجالات التعليم والتدريب المهنى والتقنى للمنافسة فى السوق، كما أن هذه المهارات مطلوبة حاليا فى سوق العمل أكثر من المهارات النظرية.

* اعادة تدريسها

في البداية أكدت هيا الدوسرى — صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة الشحانية الاعدادية الثانوية للبنات — ضرورة اعادة مادة الاقتصاد المنزلى الى مدارس البنين والبنات، وان تكون بنفس المضمون مع ادخال بعض التعديلات، لأنها تعد من المواد التى تفيد الطلاب والطالبات فى حياتهم العملية بعد التخرج، حيث انها تكسب الطلاب المهارات التى تفيدهم فى حياتهم العلمية، وتعتبر هذه المادة من المواد الهامة التى تنمى هوايات الطلاب وتعيدهم للحياة، وتحفزهم أيضا على الابتكار والابداع، وتعلمهم كيفية التخطيط وادارة المنزل،

وأشارت الى أن الاقتصاد المنزلى مادة متنوعة وممتعة وكان هناك تفاعل كبير من جانب الطالبات نحوها فهى تعلم الطالبة كيفية ترتيب المنزل وأساليب الطبخ المختلفة والخياطة والترفيه، فضلا عن المشاريع والمشغولات التى تقوم بها الفتيات، والتى تعتمد أحيانا على الطبخ والحلويات، بل أصبحت مصدر دخل للعديد من النساء، اللاتى يسوقن لأنفسهن على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تبرز أهمية هذه المادة فى تنمية المهارات والاستفادة منها فى الحياة العملية.

التدبير المنزلي

واقترحت الدوسرى اضافة مادة التدبير المنزلي، ضمن المواد الاختيارية للصفى الحادى عشر والثانى عشر، على أن تتضمن كل ما يتعلق بالمعارف والمعلومات التى تساعدها فى اختيار الأغذية المناسبة المتكاملة التى يحتاجها جسمها فى المراحل العمرية المختلفة التى تمر بها،وكيفية اعداد بعض الوجبات الغذائية بطريقه صحية والحفاظ عليها من التلوث وأيضا اختيار ما يناسبها من الملابس ومكملات الزى وحسن اختيار الألوان والموديلات التى تتفق مع العادات والتقاليد، خاصة مع وجود العديد من الجامعات على مستوى العالم ومنها جامعة فيرجينيا قطر والتى تدرس الموضة والأزياء.

* مادة مهمة

من جانبها قالت الخبيرة التربوية الدكتورة نوال الشيخ، ان مادة الاقتصاد المنزلى يجب تدريسها كمادة هامة مثل باقى المواد الأخرى، نظرا لأهمية التخطيط والاقتصاد وادارة المنزل وغيرها من الأمور الأخرى كالطبخ والخياطة، مؤكدة أهمية تعديل هذه المادة بطريقة حديثة وعصرية، على أن تشمل أقساما ممتعة وشيقة، ويتم تدريسها للبنت والولد أيضا، فهذه المادة تعتبر أولى خطوات اندماج البنات فى الحياة العملية، لو تم تدريسها بشكل سليم وجيد للطالبات، فضلًا عن غرس قيم النظام والنظافة وترتيب الأولويات الحياتية.

وأوضحت أن غياب مادة الاقتصاد المنزلى يؤثر بالسلب على الطالبات خاصة للمرحلة الثانوية، لأنه كلما كانت هناك مواد أنشطة للطالبات كان ذلك أفضل، لأن مادة الأنشطة لها دور مهم فى تفريغ طاقات الطالبات، ومن بين هذه المواد تأتى مادة الاقتصاد المنزلي، ومن الضرورى العمل على تعريف الطالبات بالتدبير المنزلي، وأساسيات أخرى مثل الخياطة والطبخ والتغذية،

وأشارت الى أن دراسة الاقتصاد المنزلى للمرأة، ذات اثر فعال ومفيد فى حياتها، لأنها تنمى المواهب وتكسبها كيفية التعامل مع الآخرين بسلوك سليم، وتكوين علاقات اجتماعيه بالشكل المناسب للمجتمع، وبالتالى فالفتاة التى تدرس الاقتصاد المنزلى تستطيع ان تساهم فى تحسين الجو العائلى لأسرتها، وتحقيق مستوى أفضل من خلال تعاونها مع بقية الافراد ونقل المهارات والخبرات التى اكتسبتها الى افراد أسرتها وتستفيد الأسرة من هذه الخبرات بطريقة غير مباشرة،فطالبة اليوم هى أم المستقبل، فما تدرسه الان يعد لها مرجعا فى حياتها المستقبلية، حيث تستطيع اتخاذ القرار والاستفادة من الخبرات فى ادارة حياتها وحياة أسرتها المستقبلية.

* خبرات ومهارات

أما المواطنة حمدة الكواري، فقالت ان تدريس مادة الاقتصاد المنزلى تعمل على تحسين أداء الطالبة فى المنزل، وخاصة الأعمال المنزلية من حيث وضع الأشياء المنزلية فى أماكن مناسبة من خلال لمسات جمالية مختلفة، وكذلك تصميم المنزل فضلا أنها تساعد الطالبة على ادراكها للأشياء التى يحتاجها المنزل، حتى يتم اكتماله فضلا عن أهميتها فى منحها الكثير من الخبرات والمهارات المختلفة.

وأشارت الى أن أهمية مادة الاقتصاد المنزلي، تكمن فى أنها تساهم فى تنمية القدرات اللازمة للحياة، واكتساب الخبرات وتهيئة الطالبة بحيث تستطيع الاسهام فى تطوير الحياة الاجتماعية، والنهوض بالمجتمع وامداده بالعناصر المثمرة، وكذلك تكوين مجموعة من المبادئ والقيم التى توجه سلوك الطالبة الشخصى والاجتماعى وتنمية الاحساس بالمسؤولية لعضوية المجتمع مثل التعاون والنظام والاقتصاد وحسن التصرف.

وأضافت المواطنة أن المادة الدراسية تساعد أيضا على تنمية الروح الاقتصادية والجمالية عند الطالبة، بالارشاد لكيفية اختيار الأنسجة والملابس، والتعريف بالطرق العلمية للعناية بها وصيانتها وعلاقة ذلك بالمظهر العام وتنمية الاستعدادات العلمية لدى الطالبات، والتدريب على ممارسة العمل اليدوى واحترامه واحترام القائمين به، وفتح المجال أمامهن مستقبلا للاعتماد على النفس فى مواجهة ظروف الحياة، واتاحة الفرصة للطالبة، لكى تتعلم بعض المشغولات والمشروعات باستخدام الخامات التى تساعد على رفع مستوى دخل الأسرة.