رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

520

مراقبون لـ : نجاح الدبلوماسية مرهون بالجغرافيا..

هل تنجح المساعي في إخماد كرة النار الإقليمية؟

29 سبتمبر 2024 , 07:00ص
alsharq
مشاهد الدمار بنسخة كربونية بين غزة وبيروت
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

على وقع الحصيلة المروعة لطاحونة الحرب التي انتقلت سريعاً من غزة إلى بيروت، وفي ضوء الخشية من أن تشعل كرة النار حريقاً إقليمياً، تنهض مساعٍ دبلوماسية لإخماد الحرب، وإن يجري التفاوض تحت النار على الجبهتين.

وفي خضم حملتها الجوية المستمرة على لبنان، ترسم دولة الكيان الإسرائيلي مشهدية فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، محاولة كبح جماح حزب الله، توطئة لعودة آمنة لمستوطني الشمال، الذين فروا من مستوطناتهم مع بدء «سهام الشمال» حسب التسمية الإسرائيلية.

وفق مراقبين، فإن نجاح الجهود الدبلوماسية في فرملة اتجاه بوصلة الحرب نحو نقطة المواجهة الأكثر سخونة وشمولية، بحيث تتوسع دائرة النار لتطول دولاً أخرى في الإقليم، مرهون بالجغرافيا، ففي حين يصر كيان الاحتلال على الفصل بين المسارين، يبدو حزب الله أكثر تصميماً على تفاهمات شاملة للبنان وغزة في آن.

وبرأي النخب السياسية، فإن شمولية الحل قد تكون طوق النجاة لكل من غزة ولبنان، وخصوصاً قبل أن تغمس دول أخرى يدها في وليمة النار، فيزداد المشهد تعقيداً.

يقول الباحث والمحلل السياسي سليمان بشارات، إن الحل الأكثر شمولية يتضمن وقفاً لإطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان معاً، ودون ذلك، ستمضي الحرب إلى فصول أعتى وأشمل، وربما يصعب التراجع عنها، مشدداً على أن الحل مع العاصفة الأولى في الإقليم، والمقصود هنا انتقال الحرب من غزة إلى لبنان، وحصرها فيهما، سيظل متاحاً.

ويضيف: «في انتظار تلمس أول خيوط الدبلوماسية لتهدئة التوترات في الإقليم، فإن لبنان سيمضي على طريق غزة في مسار التفاوض تحت النار، إذ من المتوقع أن تواصل دولة الاحتلال محاولاتها فك المسار اللبناني عن غزة، الأمر الذي يرفضه حزب الله، وعليه، فدون استدراج الحل بالتوازي ما بين غزة وبيروت، فإن ملعب الحرب سوف يتسع».

وتحت ركام الغارات في غزة ولبنان، سقطت محاولات عدة لوقف الحرب، لكن اللافت بعد اشتعال جبهة لبنان، وجود مناخات متناقضة حيال الاتفاق على وقف إطلاق النار، فكيان الاحتلال ألمح على لسان رئيس حكومته بنيامين نتنياهو إلى الجنوح نحو التهدئة على جبهة لبنان، لكنه يصر على استمرار القتال على جبهة غزة، حتى تحقيق أهدافه، وإن أوشكت الحرب على نهاية عامها الأول دون تحقيق تلك الأهداف.

وهناك في كيان الاحتلال من وصفوا الشق المتعلق بقطاع غزة كأنه «حقل ألغام» يعترض طريق الحل على الجبهة اللبنانية، إذ تصر دولة الاحتلال على ملاحقة حزب الله، بهدف إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، وفي خلفيات الرفض الإسرائيلي ربط المسارين (غزة ولبنان) عدم منح حزب الله أي فرصة لالتقاط الأنفاس أو استجماع القوى.

ومع تراجع فرص التسوية السياسية، يبقى جحيم الحرب على حاله في كل من غزة وبيروت، ومشاهد الدمار والضحايا والنزوح هي ذاتها، ما يعطى المواجهة منحنى أكثر شراسة، مع خشية الأطراف مجتمعة من فتح أبواب أخرى للجحيم، تحاذر المنطقة برمتها دخولها.

ولم تخف أوساط سياسية مخاوفها من أن تدمر الحرب لبنان على غرار غزة، وتالياً الإنزلاق نحو هاوية حرب إقليمية شاملة، ما يدفع بالأطراف الراعية للعملية السياسية كي تخف مسرعة نحو الوساطة، التي وفق مراقبين لن تخرج عن عولمة الحل، لكسر سردية الحرب.

مساحة إعلانية