رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

آخرى

581

"السردية صفر" .. بودكاست يركز على كورونا في الفترة الحالية

29 مايو 2020 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

أطلق الدكتور محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر أخيرا مبادرة حميدة أثنى عليها رواد منصات التواصل الاجتماعي، وهي بودكاست "السردية صفر" إحدى المحاولات الرائدة في عالم الأكاديميا التي تتركز في واقع الأمر على البحوث والنظريات والدروس التطبيقية التي تستهدف فئة معينة من طالبي العلم، إلا أن د. الزويري خرج بها من إطارها المكاني الضيق إلى فضاء أكثر تنوعا واتساعا، ولعل خصوصية هذه المبادرة تعود إلى ثلاثة أمور: أولها أن المألوف في هذا النوع من التدوين مرتبط بالأساس بسياقات ثقافية عامة أبرزها وأهمها الإعلام كما هو الحال في مدونات الجزيرة (بودكاست الجزيرة)، وتوسيع الدائرة على هذا النحو مهم لأنه ينشئ تخصصات داخل هذا الفضاء الذي عرف بأن الأصل فيه هو العموم لا التخصص. والأمر الثاني هو استقطاب جمهور جديد أكثر تخصصا، وهذا الأمر يؤول الى ضرب من ترقية الخطاب بما لا شك أنه سيؤثر بشكل تراكمي ـ ولو بما يشبه أثر الفراشة ـ إن بعد سنوات وإن بعد عقود.

الأمر الثالث ولعله الأجل خطرا، هو التجسير بين المعرفة الأكاديمية التقنية الجافة، من جهة، واهتمامات الشأن العام التي ما فتئنا نظن أنها دون مدارج الجامعة. هذا التجسير هو في تقدير المتابع للحس الثقافي العام كفيل بأن ينشأ بتراكم التجارب ومثابرة الملتزمين حتى ينشأ وعيٌ ثقافي حقيقي لاسيما وهذه المبادرات ناشئة بحوافز ذاتية وليست موجهة بسياسة مؤسسة أو سلطة صاحب سلطان. والأكيد أن ما يجذّر هذه المبادرات في البيئة الثقافية الراهنة أنها نشأت غير منعزلة عن السياق الحضاري العام في هذه الأيام والمتمثل في جائحة كورونا التي فرضت على الجميع واقعا وهواجس مشتركة. من هذه الناحية تكون المشاريع الفردية أصيلة بانخراطها في المشاغل الجماعية المحلية والقومية، وجزءا من واقع بحثي كوني، فالمسافة بين الكوني الأشد اتساعا، والذاتي الأشد خصوصية قد غدت بعد ثورة الاتصالات وتهاوي الجغرافيا مسافة بدرجة لطف البرزخ.

مساحة للمشاركة

حول فكرة "السردية صفر"، وموضوعاتها المتنوعة قال الدكتور محجوب الزويري في تصريحات خاصة لـ (الشرق): هي مساحة تستخدم أدوات البودكاست وهي احدى الأدوات التكنولوجية والتواصل، والتي تؤمن مساحة معينة لمن يريد الاستفادة منها في المشاركة بآرائه والمساعدة في فهم قضايا معينة بذاتها، لذلك أسميت هذه المساحة أو البودكاست "السردية صفر" لأنها تتناول قضايا مهمة تتعلق بالإنسان، وبالمعرفة، وبالتعليم. وتركز على مجالات التجربة والخبرة عندي شخصيا، إضافة الى اهتماماتي البحثية بشكل أساسي، وتركز على مادة صوتية ليست طويلة نسبيا أي في حوالي 15 الى 20 دقيقة، تركز على موضوع بعينه مهم، والموضوع المهم اليوم هو موضوع الجائحة؛ لذلك فالموضوعات التي أطرحها في البودكاست تتعلق بالجائحة بشكل أساسي، لذلك تتناول موضوع التعليم في عصر الجائجة، وتنافس العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية في التعامل مع كورونا، وموضوع العمل في زمن كورونا، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذه القضايا؛ وهي جزء من وجهات نظر تحليلية لظواهر تحتل مساحة كبيرة من الحياة اليومية للناس عبر العالم، ووصف د. محجوب "السردية صفر" بأنها "مثل الأعمال البحثية لكنها أقل رسمية ودون بروتوكولات كثيرة، فهي تقدم بلغة بسيطة تناسب قطاعا كبيرا من الناس، تقدم الأفكار بطريقة سهلة، وتشاركهم فيها". مضيفا: ليس المقصود من هذه المساحة فرض فكرة معينة أو قناعة معينة بقدر ما هي مشاركة بتصور معين وللمستمع أن يأخذ به أو يناقشه أو يعود له. أعتقد أن هذا ـ كإنسان أكاديمي، هو جزء من المسؤولية المجتمعية التي يجب أن نقوم بها نحو المجتمع، معربا عن أمله في أن تكون هذه المساحة مفيدة لمن يستمع لها، وأن تساهم في خلق معين في القضايا التي تثيرها السردية، مؤكدا أنها محاولة لا زالت تأخذ طريقها.

مساحة إعلانية