رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2976

الوالد سلمان السليطي: سكنا منازل من طين وحجارة في منطقة اسلطة

28 يونيو 2016 , 03:06م
alsharq
محمد العقيدي

أجمل أيام رمضان عشناها في الستينات ..

أمهاتنا كُن يُجهزن لرمضان بإعداد خبز الرقاق على الصاج

اطلاق المدفع يعني دخول رمضان أو العيد وموعد السحور والإفطار

بدأت مشواري في التعليم مدرسا ً ومازلت بنفس المجال

تعلمت من خالي الكهرباء وكنت أرافقه إلى عمله بمسيعيد

80 طالبا من القطريين على مستوى الدولة كانوا ملتحقين بمعهد المعلمين

الوالد سلمان بن علي السليطي يروي لنا عن تلك الأيام الجميلة التي عاشها في الستينات مع الآباء والأجداد في منطقة اسلطة التي سكنوها لسنوات طويلة مع الأقارب والأصدقاء، ذهبت تلك الأيام لتبقى ذكرياتها التي لا تنسى من شهر رمضان واستعدادهم لاستقباله، وكذلك استعداد الامهات في التجهيز له بعمل كميات كبيرة من خبز الرقاق على " الصاج " لعمل الاكلات الشعبية منها الثريد، بالإضافة إلى شراء الأغراض التي يحتاجونها في من وسق واقف، كانوا يحتفلون بليلة القنرقعوة ويخرجون بشكل جماعي في الفرجان للمرور إلى المنازل وهم يرددون اغان شعبية، ليبدؤوا بعد ذلك يترقبون عيد الفطر الذي ينتظرونه ويستعدون له بشراء اللباس الجديد والاحتفال به وتبادل الزيارات والتهاني فيما بينهم .

خلال لقاءنا مع الوالد يوسف علي السليطي حدثنا كثيرا عن تلك الأيام وما يتذكره منها حتى الآن وقال : سكنا في السابق بمنازل من حجر وطين وأسقفها عبارة عن " مندنجل " البامبو الذي كان يستورد من الهند وأفريقيا وهو مخصص لأسقف المنازل، بالإضافة إلى ان الطين الذي يوضع فوقه يكون ممزوجا بنشار الخشب ليتماسك ويكون أكثر صلابة ويوضع فوق المندنجل وبالتالي يمنع مياه الامطار من الدخول إلى المنازل .

وقال : سكنا منطقة اسطلة وأمضينا فيها سنوات طويلة حيث اننا عندما كنا نقف في المنطقة نستطيع رؤية الساعة الواقعة بالقرب من الديوان الأميري، لافتا إلى أن رمضان في السابق كان جميلا من حيث لمة الاهل وتواجدهم وجعتهم على سفرة واحدة والأمهات كن يعدن الطعام والأكلات الشعبية مثل الثريد الذي قمن بتجهيز الخبز المخصص له "خبز الرقاق" قبل شهر رمضان بأسابيع حيث انهن يقمن بالخَبز في المنازل على الصاج الذي يعتبر اداة قديمة تستخدمها الامهات في عمل الخبز وبعض الامور الاخرى، لافتا إلى أن الناس سابقا كانوا متواضعين متحابين متراحمين فيما بينهم ويتبادلون الزيارات ويتعاونون فيما بينهم وفي حال احتياج أو حدوث أي مشكله لدى أحد أفراد الفريج الجميع يفزع له ويساعده ويقف معه وإلى جانبه وتقديم كافة وسائل المساعدة له دون أي تردد، وحتى انه في حال الزواج تكون هناك مساعدة للمحتاج في تكاليف وأمور الزواج الاخرى التي يتطلبها ذلك، كما ان مسألة الزواج كانت سهلة وبسيطة وكذلك المهور مناسبة ولا توجد بها مبالغة او مغالاة كما هو الوضع الحالي .

وأوضح كان اطلاق المدفع علامة لدخول شهر رمضان حيث اننا كنا نترقب موعد الاطلاق لمعرفة دخول شهر رمضان علينا، ومن ثم يبدا اطلاق المدفع لمرتين في اليوم الاولى تكون للسحور فجرا والثانية تكون لأذان المغرب ، وكان الاطفال يقفون خارج المنازل ينتظرون سماع اطلاق المدفع ليركضوا الى المنازل ويبدؤون الإفطار ، وكانت طلقات المدفع تسمى " الوارده " بالعامية .

واستطرد السليطي مازلت أتذكر أيام المسحراتي الذي يمر على المنازل ويدور في الفرجان لإيقاظ الناس على السحور مرددا عبارات جميلة ومعبرة يسمعها الجميع ويستيقظ لتناول السحور، وكان يقضي وقتا وطويلا في المرور على المنازل والفرجان ، لافتا إلى ان المسحراتي بقي لوقت متأخر وعاصروه وعاش بينهم لفترة من الزمن ووجوده بيننا استمر حتى الثمانينات وكان ذكرى جميلة لا تنسى

وأضاف : درست الابتدائية في مدرسة الشرق في الستينات، ومن ثم أكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة الدوحة الإعدادية وقطر الإعدادية ومن ثم التحقت بمعهد المعلمين في منطقة المرقاب، موضحا كان عدد الطلاب القطريين الذين التحقوا آنذاك في معهد المعلمين " دار المعلمين " لا يتجاوز 80 طالبا، منوها ان لكل مادة دراسية لها طرق تدريس في ذلك المعهد وكل في اختصاصة ومجاله على سبيل المثال من يدرس التاريخ يتم تعليمه في هذه المادة، وكذلك المواد الاخرى والرياضة أيضا، إضافة إلى وجود تربية عملية أي نطبق ما تعلمناه عمليا في المدارس ونذهب لتدريس الطلاب ثلاث حصص عملي وكنا آخر السنة ندرس لمدة اسبوع كامل، وفي الثانوية العامة كنا ندرس لمدة ثلاث أسابيع وبهذه الطريقة بعد التخرج نكون قد مارسنا آلية وطريقة التعليم ولدينا خبرة في المجال .

سلمان الكواري حصل على الشهادة الثانوية عام 1971، ومن ثم انخرط في السلك التعليمي وعمل مدرسا وبعد ذلك وكيل في مدرسة ابتدائية ومن ثم اعدادية وبعد ذلك ثانوية ومن ثم أصبح مدير مدرسة، وامضى طيلة سنوات عمله في التعليم ، إلى جانب انه تعلم تمديد وصيانة الكهرباء من خاله الذي يعمل مهندس كهرباء وكان يذهب معه إلى مدينة مسيعيد ويتعلم منه الكهرباء، حيث انه تعلم امور عديدة تتعلق بالكهرباء وكان حينها في المرحلة الإعدادية، وتعلم كافة الامور التي تتعلق بالكهرباء وهو في المرحلة الثانوية ، وعمل في تمديد الكهرباء في منزله بل وأصبح البعض يستشيره في الامور التي تتعلق بالكهرباء وأعطالها بعد ان اثبت كفاءته في هذا المجال المهم والذي يحتاج إلى دقة وخبرة واكتسب ذلك كله .

ولفت إلى ان شعب قطر مازال متماسكا متحابا حتى الآن وما يؤكد ذلك ان كل منزل تقام فيه مناسبات طيلة ايام الأسبوع لكي يجتمع الأقارب والأصدقاء وان هذه العادة الجميلة انتشرت بين هل قطر ليستمروا في الاجتماع والالتقاء مع بعضهم البعض باستمرار.

مساحة إعلانية