رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

466

الدويش: الأمة الإسلامية بحاجة لبرامج متميزة لمواجهة المشكلات

28 يونيو 2015 , 03:05م
alsharq
محمد دفع الله

"حينما تكون الهمة رجلاً" هو عنوان الليلة العاشرة في مهرجان بشائر الخير، الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله الخيرية "راف" .. وتحدث تحت هذا العنوان الدكتور إبراهيم الدويش الذي قال إن الإمة الإسلامية في حاجة ملحة إلى برامج نوعية متميزة لمواجهة المشكلات التي تحاصرها، وامتلاك القدرة على حلها.

وقال د. الدويش إن الإسلام مشروع عظيم، جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو حاجة ماسة لرجال يمتلكون الهمة لإنقاذ هذا المشروع الذي يعاني من فتور وضعف حماس أنصاره ، ومكر الاعداء.

وشدد الدويش على الدور الكبير للحكومات العربية، التي لم تقم بتقدير العلماء الذين يمتلكون دوافع داخلية وقدرات خاصة لتغيير الواقع.

ونوه بأن الغرب يروج لمشروعات تعمل بقوة وهمة على مستوى العالم ، ومنها المشروع الباطني ، واليهودي ، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن المشروع الإسلامي متجذر في أعماق التاريخ ، الى جانب كونه مشروعا سماويا ربانيا.

د إبراهيم الدويش خلال المحاضرة

العلماء غائبون

وندد د. الدويش بغياب العلماء والحكماء في العالم الإسلامي عن القيام بدورهم في قيادة المشروع الإسلامي والدفاع عنه ووضعه في المكانة اللائقة ، وتساءل : أين العلماء ؟ ولماذا تخلوا عن الإسلام ولم يدافعوا عنه في ظل الصراعات التي تحاصره ؟وأجاب بأنه لا يوجد مبرر لهذا الغياب ، داعياً إلى الابتعاد عن التحجج بأنه لم تعد هناك فرصة للدخول في مثل هذا الصراع خوفاً من الأخطار.

وأكد الدويش أن غياب العلماء جعل شباب أمة الإسلام يتخطفون من بين أيدينا ، وباسم الدين ، ما يستدعي نهوض العلماء بمسؤولياتهم ، وأعرب عن اندهاشه من استمرار العلماء على حالة الصمت وعدم الجهر بكلمة الحق ، وكثرة الحجج ، والخوف من المواجهة.

امتلاك المعرفة ضروري

وتابع : كنت قبل رمضان في جولة مع المبتعثين العرب من دول الخليج ،وهم علماء متخصصون ومخترعون ،وقلت لهم "سامحوني أيها البائسون من عالمنا العربي ، كان من المفترض أن تحملكم شعوبكم على الأعناق مثل المشاهير في مطارات دولكم"، لافتاً إلى ضرورة استنهاض الهمم ، وأن نفعل شيئاً ، لأنه لا يجوز أن نرى أمتنا بهذا الضعف والهوان، وأن يتخطف شباب الأمة باسم الإسلام.

ودعا الدويش الى ضرورة امتلاك المعرفة والدوافع الذاتية وأن تتحول لمشاريع علمية واقعية تترجم إلى أعمال ، لافتاً إلى أن الأمة تعاني بالفعل ، وتحتاج إلى أصحاب الههم، وأوضح أن التغيير الإيجابي على مدار تاريخنا الإسلامي قام به أفراد ، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من قام بهذا التغيير ، وقاد العالم الى التوحيد.

وأكد الدويش مجدداً أن واقع الإسلام الحالي لن يقبل بأي حجج إذا كنا نريد استنهاض أمتنا، في ظل ما تعيشه من أحداث وفتن ، مشدداً على ضرورة أن نقوم بواجبنا تجاه الله تعالي.

النجاح ليس بالحظ

ولفت الدويش إلى أن البعض يظن أن النجاح وليد الحظ أو الصدف ، وهؤلاء لم يعرفوا النجاح ولن يعرفوه ، ولن ينزل بساحتهم ، لأنه يتحقق لمن يعمل ويعطي ، ومن علت همته ، علت رتبته.

وأوضح المحاضر أن عظمة الإسلام تكمن في أنه يجزي المسلم بمجرد الهم بالفعل ، مستدلاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم "من هم بحسنة ، ولم يفعلها ، كتبها الله حسنة كاملة " ، ولفت إلى أن من عظمة الإسلام أنه يدفعنا للعمل ، وأن يكون للإنسان تأثير فيمن حوله ، وأن يشار إليه بالعلم ، مصداقاً لحديث النبي الكريم "من سأل الله الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".

وتساءل عن مشروع كل منا لأمته ؟ وأجاب بأن المشروع يحتاج إلى علم ومعرفة ودوافع داخلية ، وضرب مثالاً بالإمام البخاري الذي استطاع أن يصنع مشروعاً متفرداً لأمته ، وأن يبقى حياً حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وتابع: إن الإمام البخاري كان يمتلك الهمة ، وانتهى إلى "الصحيح " الذي حمل اسمه ، وأصبح أصح كتاب على الأرض بعد كتاب الله تعالي ، وأن يجعلنا نطمئن لما جاء فيه من أحاديث ، والثقة في صحتها.

د إبراهيم الدويش

المشروع الإسلامي الكبير

وقال المحاضر "كان هناك عمل كبير وراء مشروع صحيح البخاري ، بدأ مبكراً ، وكان الإمام نابغاً في العلم ، والتقط فكرة شيخه بطرح كتاب في "صحيح الأحاديث " ، لافتاً إلى أن الأمر وقع في نفس البخاري ، وقرر بدء مشروعه العظيم اعتماداً على مسارين، الأول : عملي نوعي تمثل في الأخذ بشروط الحديث الصحيح ، والتحقق من توافرها ، بينما كان المسار الثاني روحانيا بإخلاص النية إلى الله ، والاستعانة به.

وأضاف: إذا كان في الجاهلية وأد البنات ، فإن في عصرنا وأد الطاقات والأفكار قبل أن تولد ، ما يؤدي إلى إهدارها ، وقتل المواهب ، ودعا الدويش إلى الرفق بأفكارنا ومواهبنا لأن الأمة في أمس الحاجة لكل فكرة إيجابية كل في تخصصه بما يصب في سبيل رفعة الامة.

وشدد في الوقت نفسه على ضرورة أن نكتشف قدراتنا وأن نبذل ما نستطيع القيام به حتى تتحقق أهدافنا ، موضحاً أن الدوافع العادية لن تحقق النجاح المؤثر ، ولا بد أن تكون من نوع خاص تتسم بالقوة والاشتعال حتى تطيح بالعقبات وتصنع الإنجاز، وقال "من لديه الدوافع المشتعلة والرغبة الأكيدة في النجاح سوف يصل الى هدفه؛ لان على قدر أهل العزم تؤتى العزائم".

أدوات بناء الهمة

واختتم الدويش "إن العلم والبصيرة والإرادة والاستعانة بالله ، وإعمال العقل ، وصحبة أولي الهمم والعزائم ، والمداومة ، والبعد عن الفتور والكسل ، من أدوات بناء الهمة القوية التي تولد النجاح المؤثر الفعال".

وكانت المحاضرة قد بدأت بتكريم مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش على مشاركته في المهرجان الرمضاني بشائر الرحمة الذي تقيمه المؤسسة بالتعاون مع "اسباير زون" .

وقد أعرب الدويش عن سعادته بالتكريم والمشاركة في المهرجان الذي يقام تحت عنوان "رمضاني إرادة" ، وأشاد بحسن التنظيم والترتيب من جانب القائمين على المهرجان ، وقال "ما رأيته من جهود يكشف عن تطور نوعي في الأداء التنظيمي للمهرجان".

مساحة إعلانية