رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

3224

صدور رواية "القرصان" باللغة الفارسية

27 يونيو 2020 , 07:00ص
alsharq
غلاف الرواية
هاجر بوغانمي

صدر حديثا عن دار قهوة للنشر والتوزيع ومقرها محافظة خوزستان في مدينة الأهواز، بجمهورية إيران الإسلامية، طبعة جديدة لرواية "القرصان" لعبدالعزيز آل محمود، باللغة الفارسية، وقام بترجمتها الدكتور عاطي عبيات، أستاذ الأدب الحديث بجامعة فرهنكَيان بالأهواز.

يقول المترجم الدكتور عاطي عبيات في تصريحات خاصة لـ (الشرق): رواية "القرصان" هي أول رواية قطرية تترجم وتطبع في إيران، وقد بلغت صفحاتها 425 صفحة، تتضمن 50 فصلا، فكانت ترجمتها عملا شاقا وممتعا في نفس الوقت. مشيرا إلى أن ترجمة الرواية دامت أكثر من سنة، وأضاف: كنت أتلذذ كثيرا بقراءتها، وفي بعض الأوقات كنت أترك الترجمة وأعطي سمعي للنص العربي لأتذوق منه.

ولفت د. عبيات إلى أن رواية "القرصان" هي أشهر رواية تاريخية قطرية وعربية في العصر الراهن. مضيفا: تتناول الرواية أحداثا وقضايا وقعت في القرن التاسع عشر غيّرت وجه المنطقة تماما. هي تتناول نزاعا دمويا جرى بين القبائل العربية مع المستعمر الإنجليزي رفضا لوجوده، وكان الصراع يتم عبر توقيف السفن الانجليزية ونهبها عبر القرصنة البحرية.

 

ويقود تلك الحملة شخصية قطرية عربية معروفة ببسالتها وشجاعتها وهي شخصية "أرحمة بن جابر" أشهر بحّار على الاطلاق، والذي جلب متاعب وتحديات كبرى للمستعمر الانجليزي، وكان يعتبر العدو الأول للمستعمرين.

وأضاف المترجم قوله: الرواية مهمة جدا، وأنا لخصت أهمية ترجمة تلك الرواية في عشر نقاط في الترجمة التي طبعت. مشيرا إلى أن رواية "القرصان" مزجت الإبداع والخيال مع الوقائع التاريخية، واستطاع كاتبها عبدالعزيز آل محمود أن يختصر القرن التاسع عشر وأحداثه برمته في هذه الرواية بأسلوب أدبي رائع، جمع ما بين الأصالة والإبداع وفنون الكتابة الروائية.

 

وتابع د. عاطي قوله: مضى أكثر من قرن ونيف على معرفة الإيرانيين واطلاعهم على الروايات الغربية عبر الترجمة، لكن الروايات العربية المترجمة الى اللغة الفارسية قليلة، ولا يمكن أن تقاس بالروايات الأجنبية المترجمة للفارسية، والتي تزخر بها أسواق الكتب، فأحببنا أن يتعرف الشاب الإيراني المثقف على الرواية التاريخية العربية، ومنها القطرية، عبر الترجمة، فهي بمثابة جسر للتواصل وقناة معرفية مهمة في العصر الراهن.

 

فرواية "القرصان" هي أول رواية تاريخية عربية تترجم الى الفارسية، لأن الروايات التاريخية وحتى الأجنبية قليلة في أسواق الكتب الإيرانية، فكان هدفي من ترجمتها هو التعريف بإمكانيات وقدرات الروائي القطري في تجسيد القضايا التاريخية ومزجها بالعناصر الأدبية، فضلا على ذلك، لفت أنظار الشرائح المتعلمة إلى الأدب القطري بهدف دراسته والنهل منه.

وتابع المترجم قوله إن "الأدب القطري جزء لا يتجزأ من منظومة الأدب العربي المعاصر، وكانت ولادة الأدب القطري الحديث في السبعينيات، لكن هذا الأدب رغم قصر عمره يتمتع بالخصوبة والإبداع قلّ نظيره بين آداب الدول العربية الأخرى، وهناك اكثر من أديب وكاتب وشاعر قطري عملوا على تنميته ورونقه، فاستطاعوا خلال عقود أن يوصلوا هذا الأدب الثري الى بر الأمان، وتلك النجاحات لم تر النور لولا دعم الحكومة القطرية الرشيدة وإيمانها بالعلم والأدب والثقافة طيلة العقود الماضية والى الآن.

 

فالأدب القطري في بلدي إيران هو أدب غير معروف إذا صح التعبير، ولم تكن هناك دراسات، ولا الترجمات قامت بتعريف الأدب القطري الزاخر بالمعرفة والإبداع إلى اللغة الفارسية، ولله الحمد والمنة أخذنا على عاتقنا تلك المهمة الكبري في تعريف الأدب القطري (شعرا ونثرا وروایة) الى اللغة الفارسية عبر آلیة الترجمة والبحوث الأكاديمية والدراسات العلمية، فترجمنا أكثر من عمل أدبي قطري إلى اللغة الفارسية. إيمانا بأن ترجمة الأدب القطري الى اللغة الفارسية سيفتح أبوابا كثيرة في مجال العلاقات الثقافية بين البلدين المسلمينِ، مما يعزز الوشائج الثقافية والعناصر المعرفية بين الشعبينِ، لذلك لي كل الفخر أن أكون أول من يطرق هذا الباب (باب ترجمة الأدب القطري الى اللغة الفارسية).

مراعاة الأمانة العلمية

حول مدى وفاء المترجم للنص الأصلي قال د. عاطي عبيات: حاولنا بكل جهد أن نراعي الأمانة العلمية ونتوخى الدقة في ترجمة العبارات والمصطلحات حتى في بعض الأحيان كنا نرجع الى المعاجم والوثائق التاريخية في تحليل الشخصيات الموجودة في الرواية (فکانت الشخصیات حقیقیة لعبت دورا في القرن الماضي على مسرح المنطقة)، وأتذکر مفردة "الغطروشة" التي وردت في أكثر من مرة في الرواية، ولكي أقف على حقيقتها راجعت موقع الجزيرة، وبعض المواقع القطرية حتى حصلت على مبتغاي.

مؤكدا أن الترجمة للفارسية تتم عبر الأسلوب الأدبي، مستخدما الصور البيانية والمصطلحات والأمثال التي تعادل في معانيها العباراتالعربية، فجاءت ترجمة الرواية سلسة مرنة أدبية تتذوق عندما تقرؤها. وأشار د. عاطي إلى أنه عرض الترجمة قبل الطبع على ثلاثة من أساتذة اللغة الفارسية واستحسنوا ترجمتها، وشجعوه على طباعتها.

مساحة إعلانية