رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1052

قطر تمنح الحياة لأطفال غزة المعاقين سمعيا

27 يونيو 2019 , 06:30ص
alsharq
قطر تمنح الحياة لأطفال غزة المعاقين سمعيا
محمد النعامي – غزة

تواصل قطر زراعة الأمل في حياة الغزيين، في ظروف حياتية صعبة للغاية، حيث تشهد غزة انهيارا في كافة المجالات، ولذلك سخرت قطر كافة إمكانياتها لمساندة أهل غزة في كل القطاعات ومن ضمنها القطاع الصحي، حيث وجهت قطر العديد من المنح الطبية وقوافل الأدوية وصرفت ملايين الدولارات في سبيل تحسين الخدمات الطبية في مشافي غزة وابتعثت الوفود الطبية ودربت الأطباء والكوادر الطبية الأخرى، كما أسهمت في سد كل عجز واجهه القطاع الطبي.

ويعتبر الإسهام الطبي في مجال علاج الإعاقة السمعية واحدا من أسمى الإسهامات الطبية القطرية؛ لأثره العظيم في حياة أطفال غزة الذين يعانون من هذه الإعاقة، حيث دشنت قطر مشروع عمليات زراعة القوقعة منذ عدة سنوات وعلى أثره أنهت معاناة الكثير من أطفال غزة وأعادتهم للحياة مجددا من خلال هذه المشروع، والقوقعة هي جهاز إلكتروني يعيد السمع بشكل جزئي حيث يمكن أن تكون خيارا للأشخاص الذين يعانون فقدان السمع الشديد نتيجة وجود تلف داخل الأذن والذين يتلقون فائدة محدودة من سماعات الأذن.

وتجرى العمليات الخاصة بزراعة القوقعة وعلاج الإعاقة السمعية في مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، حيث يضم المشفى اقساما متخصصة بعلاج هذا النوع من الإعاقة، إلى جانب الخدمات الطبية الأخرى التي يقدمها للغزيين.

خدمات مميزة

من جانبه، قال مدير عام مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، الدكتور رأفت لبد في حديث لـ "الشرق" إن المشفى يقدم خدمات مميزة في قسم السمعيات والتوازن، حيث تم العمل بهذا القسم منذ أكثر من عامين وحقق انجازات كبيرة في هذا المجال.

وتابع " يقدم القسم خدمات شاملة من اكتشاف مبكر للإعاقة السمعية وتشخيص الإعاقة السمعية ومسبباتها ومن ثم مراحل التأهيل السمعي ومن ضمنها مرحلة زراعة القوقعة السمعية، حيث يحضر فريق مختص من دولة قطر لإجراء عمليات زراعة القوقعة".

وأوضح د. لبد أنه تم اجراء عمليات زراعة القوقعة لما يقارب من 146 حالة وهذا رقم عال بالمقارنة بالدول المحيطة وبعدها هناك برامج كبيرة لتأهيل الحالات وتمرينها على التخاطب والنطق ودمجها بالمجتمع.

إنجاز كبير

وبدوره، قال أخصائي الأمراض السمعية، الدكتور سعيد الحمارنة في حديث لـ "الشرق" إن إنجاز عمليات زراعة القوقعة السمعية في قطاع غزة كانت أشبه بالحلم، حيث لا تتوافر الإمكانيات الطبية والمادية لإجراء مثل هذه العمليات في مشافي قطاع غزة، لكن بالدعم القطري الطبي والوفود القطرية تم تحقيق إنجاز كبير جدا على مستوى طب الأمراض السمعية.

وأضاف " زراعة القوقعة السمعية تعد علاجا للعديد من الأمراض السمعية التي تتسبب بالإعاقة في الجهاز السمعي، وكذلك تغني عن استخدام السماعات الخارجية للذين يعانون من ضعف شديد في الجهاز السمعي، حيث باتت تعتبر أهم عناصر الطب السمعي وتوفيرها في قطاع غزة يعني أن مرضى القطاع في غنى عن السفر والتحويلات الطبية للخارج في سبيل العلاج من الأمراض السمعية المشابهة".

وأكد الحمارنة على أن وجود أقسام متخصصة بالأمراض السمعية في مشفى سمو الشيخ حمد سيحقق طفرة في طب الأمراض السمعية، حيث ان المستشفى حقق إنجازات ملموسة في هذا المجال، ومن المنتظر أن يساعد مشافي قطاع غزة بشكل كبير في التخصصات التي يقدم بها خدماته.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات زراعة القوقعة السمعية أجريت لأول مرة في قطاع غزة على الطريقة الكلاسيكية المتبعة عالميا بواسطة "الميكروسكوب"، بواسطة أجهزة معترف فيها من منظمة الغذاء والدواء (FDA)، على يد وفد طبي قطري متخصص أجرى عمليات ناجحة.

وتمت عمليات الزراعة بحضور عدد من الأطباء الفلسطينيين، لإشراكهم وتأهيلهم من أجل إجراء عمليات الزراعة مستقبلا على أيد فلسطينية وفي قطاع غزة.

وتساهم وزارة الصحة الفلسطينية في إنجاح إجراء عمليات زراعة القواقع السمعية بأجهزة ومعدات وطواقم طبية، إضافة إلى جهود جمعية الهلال الأحمر القطري ممثلة بمكتبها في غزة، في عملية تعاونية متكاملة تهدف لضمان نجاح مهمة الوفد الطبي القطري دون أي إشكاليات.

انتهاء المعاناة

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة في حديث لـ "الشرق" إن عمليات زراعة القوقعة وغيرها من أشكال الدعم القطري الطبي لوزارة الصحة والشعب الفلسطيني أحدثت تطورا كبيرا في العمل الصحي في القطاع وأنهت معاناة آلاف المرضى.

وأضاف "إن دولة قطر من خلال مؤسساتها العاملة في غزة ومنحها الطبية أسهمت بشكل كبير وفعال في تجاوز أزمات القطاع الصحي، حيث دعمت ولا تزال تدعم قطاع الصحة في غزة بكافة أشكال الدعم الممكن وفي كافة المجالات كمجال الانشاءات الطبية وتزويد الأدوية وانشاء الأقسام وتجهزيها وتوريد الأجهزة الطبية وتزويد المشافي بالوقود وابتعاث الوفود".

مساحة إعلانية