رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

7609

محمد إبراهيم.. عميد الخطاطين العرب

27 يونيو 2015 , 01:00م
alsharq
بوابة الشرق- ناصر الحموي

يعد الخطاط محمد إبراهيم أحد رواد وأعلام فن الخط العربي في مصر والوطن العربي في العصر الحديث، ويعد هو وأخوه الخطاط كامل إبراهيم من أعمدة فن الخط العربي في القرن العشرين وأصحاب مدرسة متميزة في الخط العربي تعد واحدة من أهم مدارس الخط العربي في مصر وهي مدرسة محمد وكامل إبراهيم للخط العربي بالإسكندرية.

كما يعتبر الفنان محمد إبراهيم عميد الخطاطين العرب وأحد أهم خطاطي الجيل الثاني في المدرسة المصرية، بعد جيل محمد مؤنس زادة وتلاميذه، وتخطى دوره وظيفة الفنان ثم المعلم الذي علَّم مئات الخطاطين من كافة أرجاء العالمين العربي والإسلامي، إلى طور المجدّد والمطوّر، سواء في تشكيلاته الخطية في لوحاته أو فيما هو أهم، وهو تحويل أغلفة الكتب المطبوعة، إلى لوحات خطية رائعة صارت محل عناية من هواة الخط العربي، وهي لوحات تنطق بالجمال والتناسق البديع.

ولد الخطاط المصري كامل إبراهيم بمدينة الإسكندرية في 1909 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارس المدينة، وبدأت تظهر موهبته الفذة في الخط العربي منذ الصغر، فقد لفت نظر أساتذته بتفوقه وموهبته وجمال خطه فأخذوا يتسابقون في مدحه وتشجيعه، آنذاك لم يكن بالإسكندرية أي مرجع يلجأ إليه لتجويد خطه سوى اطلاعه على ما كان يكتب في الجرائد والمجلات وعناوين الكتب التي كان يكتبها في ذلك الوقت عمالقة الخط العربي مثل (نجيب هواويني ومحمد حسني البابا، وسيد إبراهيم)، وفي القاهرة كان يتصل ببعض الأساتذة الكبار الذين تفتحت عيناه على كتاباتهم ومنهم (الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي ومحمد حسني البابا وسيد إبراهيم) وكان يسعى لملازمتهم بالقاهرة لإشباع هوايته والوصول بها إلى أعلى الدرجات.

حصل الفنان محمد إبراهيم على دبلوم الخطوط عام 1933 وكان ترتيبه الأول على مصر، وبعد ثلاث سنوات أنشأ مدرسة تحسين الخطوط لتعليم الخط العربي بالإسكندرية، مثل المدرسة الموجودة بالقاهرة، التي أنشئت عام 1923م بأمر الملك فؤاد، بهدف تنمية مهارة الخطاطين وأصحاب الموهبة في الخط العربي، وذلك بعد مرحلة من التفكير لإعداد مستقبل أفضل بعمل منظم خالد، يكون ذخيرة ومصنعاً وطنياً لمحبي هذا الفن العربي الجميل، إذ تمكن الخطاط محمد إبراهيم من تذليل كافة العقبات ومواجهة الصعوبات التي اعترضت طريقه لتحقيق هذا الحلم، ويعد بذلك أول فرد ينشئ مدرسة لتحسين الخطوط العربية في الوطن العربي، حيث استلم إدارتها حتى وفاته عام 1950 وهي المدرسة التي نالت شهرة كبيرة، وذاع صيتها في أرجاء مصر لما كانت تتمتع به من جدية والتزام وكان التفوق هو السمة الأساسية لطلابها وخريجها، كما قام بتدريس الخط العربي وتاريخه بكلية الفنون الجميلة وكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وتخرج في مدرسته مجموعة كبيرة من كبار فناني الخط العربي في الإسكندرية ومصر والوطن العربي، ومن أشهر تلامذته الذين برعوا في فن الخط العربي: عصام الدين الشريف، عصام الدين عبد الواحد، عبد الفتاح الصاوي.

ومن أهم أعمال الخطاط الراحل كتابته لآيات قرآنية بمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة، بالإضافة إلى كتابته للعديد من خطوط المساجد بسوريا والعراق وتونس ومصر، كما قام بكتابة خطوط مبنى جامعة الدول العربية ومسجدها وخطوط متاحف سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد، بالإضافة إلى إنشائه أول متاحف للخط العربي بالإسكندرية ودمنهور والمنصورة، كما يعد الفنان محمد إبراهيم أول من أقام معارض للخط العربي، بلغت عشرين معرضا في حياته، انتقلت في كثير من مدن ومحافظات مصر، أما في مجال التأليف، فقد ترك الخطاط محمد إبراهيم كتابه عن الخط الديواني من جزأين تحت اسم "المجموعة الفاروقية" طبع عام 1946م.

كرمه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وكذلك الرئيس التونسي الأسبق حبيب بورقيبة والرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي، ومنحوه الأوسمة وشهادات التقدير.

مساحة إعلانية