رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

668

د. الدرهم: اللغة العربية تعاني من ضعف الإهتمام

27 أبريل 2016 , 09:22م
alsharq
مأمون عياش

برعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، افتتح قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر اليوم مؤتمره الدولي الخامس تحت عنوان: "السياسات اللغوية في الوطن العربي: واقع وآفاق" والذي يستمر على مدار يومين.

حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، والدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، والدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم، والدكتور علي الكبيسي المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، والدكتورة حنان الفياض رئيس قسم اللغة العربية ورئيس المؤتمر، والدكتورة مريم النعيمي الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، والدكتور محمد مصطفى سليم الأستاذ المساعد بالقسم وعضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر، والعديد من أعضاء الهيئة التدريسية بالقسم والمهتمين باللغة العربية.

يأتي هذا المؤتمر في سياق تفعيل قانون حماية اللغة العربية الذي صادق عليه مجلس الوزراء القطري في شهر فبراير، والذي ينص على أن تلتزم الوزارات والمؤسسات الرسمية، والمؤسسات التعليمية الرسمية في جميع مراحل التعليم، والبلديات، باستعمال اللغة العربية في جميع ما يصدر عنها من أنظمة وتعليمات ووثائق وعقود ومعاملات ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات، كما تلتزم الجامعات القطرية العامة ومؤسسات التعليم العالي التي تشرف عليها الحكومة بالتدريس باللغة العربية في جميع العلوم والمعارف.

مشاركة واسعة

وقد شارك في المؤتمر عدد من الباحثين العرب المهتمين بهذا المجال ، كما تضمن المؤتمر تقديم خمسٍ وثلاثين ورقة بحثية في هذا المؤتمر، يعرضها باحثون متخصصون من داخل الجامعة وخارجها، من بلدان مختلفة منها قطر، و فرنسا، والسعودية، والأردن ومصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، والعراق، والصومال، والسودان، ، حيث تناولت الأوراق البحثية سبعة محاور في موضوعات مختلفة تتوزع على سبع جلسات علميّة، تتعلق بالسياسات اللغوية والتشريعات الدستورية، وبعض نماذج السياسات اللغوية من الوطن العربي والتخطيط اللغوي والسياسات اللغوية وتحديات العولمة والسياسات اللغوية وواقع اللغة العربية.

تم تقديم محاضرتين افتتاحيتين؛ الأولى قدمها ضيف المؤتمر أ.د.جون لوي كالفيه من جامعة اكس مارسيليا وتتناول موضوع السياسات اللغوية واللغة العربية وأدارها الدكتور علي أحمد الكبيسي مدير المنظمة الدولية للغة العربية وضيف شرف المؤتمر، أما المحاضرة الثانية فقدمها ضيف المؤتمر أ.د فواز عبد الحق الزبون أستاذ التعليم العالي في جامعة الطفيلة التقنية بالأردن في موضوع دور التخطيط اللغوي في رسم سياسة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وادارتها د. حنان أحمد الفياض رئيس قسم اللغة العربية.

وفي كلمته الترحيبية، قال الدكتور حسن راشد الدرهم "إن هذا المؤتمر يكتسب في نظرنا قيمته ووجاهته المشروعة من نزوعه إلى استثارة وعينا بواحدة من أكثر القضايا اللغوية العربية التي تعاني من شح في المقاربات الأكاديمية الجادة، ونقص في المراجع المكتوبة بالعربية، وضعف في الجهود المؤسسية المهتمة بها، وذلك على الرغم من أن المقاربات الإصلاحية وسياسات التخطيط اللغوي تعد اليوم من الاتجاهات الراسخة في أقسام اللغات بالجامعات الغربية، حتي أن بعض هذه الجامعات خصص لها فروعا مستقلة تعنى بمتابعتها ونقدها وتقييمها".

وأضاف د. الدرهم "إننا في جامعة قطر حريصون كل الحرص على الدفع بجهود البحث العلمي بما في ذلك احتضان مثل هذه التظاهرات العلمية والمؤتمرات المتخصصة وتوفير كل الشروط والمقومات الكفيلة بخلق فضاء علمي محفز يشجع على الخلق والابتكار وإنتاج المعرفة سبيلا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لجامعتنا وتجسيدا كذلك لرؤية دولة قطر 2030 الساعية لوضع قطر على خريطة المصدرين المتميزين للمعرفة".

قدرة اللغة

وقالت الدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم: "يأتي المؤتمر الدولي الخامس لقسم اللغة العربية والذي يدور حول واقع السياسات اللغوية في الوطن العربي تماشياً مع رسالة الجامعة في الارتقاء باللغة العربية والنهوض بها والتي تتوافق بدورها مع الجهود التي تقوم بها الدولة لترسيخ مكانة اللغة العربية داخل قطر وفي العالم العربي من خلال سن القوانين التي تكفل حماية اللغة العربية لكي تصل للمكانة التي تليق بها".

وأضافت: "رغم التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الحديث كآثار العولمة وغيرها، إلا أنني متيقنة من أن لغتنا لديها من عوامل الصمود والتحدي، ما يجعلها قادرة على أن تفرض نفسها على الصعيدين المحلي والدولي" .

وأشارت إلى أن مشروع قانون حماية اللغة العربية، الذي صادق عليه مجلس الوزراء القطري في إلزام الوزارات والمؤسسات الرسمية، والمؤسسات التعليمية الرسمية في جميع مراحل التعليم، والبلديات، باستخدام اللغة العربية في جميع ما يصدر عنها من أنظمة وتعليمات ووثائق وعقود ومعاملات ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات يعد خطوة هامة تحفظ للبلاد هويتها الحضارية والثقافية.

المعضلة الكبرى

وفي كلمتها، قالت الدكتورة حنان الفياض "من المسلمات التي احتلت مكانة رفيعة بين خبراء السياسة والتخطيط اللغويين وخبراء اللسانيات الاجتماعية أن التلازم وثيق بين مستويات الأداء الإبداعي والاجتهادي التي يحققها أبناء المجتمع في مختلف مجالات العلم ، وبين طبيعة السياسات اللغوية التي تنتهجها الدول . فالتناسب قوي جدا بين هذين القطبين الكبيرين من أقطاب المشهد اللغوي في تقاطعه مع المؤسسة الرسمية السياسية والإدارية ؛ إذ كلما كانت السياسات اللغوية قوية و ناجعة في أدواتها و مخلصة في عقيدتها للهوية وللوطن ، ومتحيزة إلى قيمة اللغة الأم ، اتسع هامش القدرة عند هؤلاء على الإبداع، و تنوعت لديهم موارد التميز ومصادر التألق والنبوغ".

وأضافت أن تعليم اللغات الأجنبية ليس مشكلة في حد ذاته ، بل هو أمر مطلوب لتمكين أبنائنا من التواصل مع غيرهم، لكن المعضلة الكبرى هي أن يتحول تعليم هذه اللغات من كونه وسيلة لتحقيق غايات محددة إلى كونه سياسة لغوية وتعليمية رسمية تحميها التشريعات والقوانين، وهذا في الحقيقة يهدد أحد أهم مجالات الأمن القومي الوطني، وهو الأمن اللغوي والأمن التعليمي، وهو أمن ذو بعد استراتيجي حقيقي لأن محوره هو "الإنسان".

وفي تعليقها على أهمية المؤتمر قالت الدكتورة مريم النعيمي: "يهدف المؤتمر إلى التعريف بالسياسة اللغوية وأهميتها الاستراتيجية في إدارة الشأن اللغوي وتدقيق مختلف المفاهيم الموظفة في سبيل ذلك؛ وإلقاء الضوء على واقع السياسات اللغوية بالبلدان العربية وبيان مواطن قوتها ومواطن ضعفها؛ واستقراء أسباب ضعف السياسات اللغوية في البلاد العربية وصلة ذلك بضعف اللسانيات الاجتماعية التطبيقية؛ والوقوف على دور المؤسسات في رسم السياسات اللغوية؛ وتقويم السياسات اللغوية في المجالات المختلفة، ومدى تعقبها تصحيحا وتعديلا وتكييفا".

وقالت: إننا في هذا المؤتمر نضع على طاولة البحث السياسات اللغوية في العالم العربي ، ونؤكد على كون اللغة العربية محفوظة بالقرآن الكريم وعلى الناطقين بها التأسي بها. وشكرت كل من دعم أوساهم في إنجاح هذا المؤتمر.

مساحة إعلانية