رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

750

الداعية محمود عبد العزيز لـ الشرق: الإسراف في الطعام خلال رمضان لا يجوز شرعاً

27 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ محمد العقيدي

أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمود عبد العزيز، أن الإسراف في الأكل والطعام على موائد الإفطار خلال الشهر الفضيل غير جائز شرعا، حيث يلاحظ الإسراف بكثرة طيلة شهر رمضان بغية تنوع أصناف المأكولات على موائد الإفطار، ليبقى جزء كبير من الطعام على حاله، ويتكرر ذلك أيضا على مائدة السحور التي تتنوع عليها أصناف المأكولات، لافتا إلى أن الإسراف في شراء الأكل والطهي فوق الحاجة امر يدخل صاحبه في المحرمات التي نهانا عنها ديننا الإسلامي الحنيف وهي الإسراف والابتعاد عن الاعتدال في كل شيء.

وقال د. محمود عبد العزيز: إن ظاهرة الإسراف في المأكل أصبحَت لافتة، رعاها الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلَت المشتركين فيها يَحرصون على تكبير الموائد وتزيينها من أجل التِقاط صورة، وأصبح ارتباط رمضان بالأكل ارتباطًا وثيقًا، حتى اقترنَت بعض الأطعمة والمشروبات بهذا الشهر دون غيره، موضحا على المسلم أن يكرِّس جهده وطاقته للطاعات والعبادات؛ كقراءة القرآن الكريم، والذِّكر، وقيام الليل، وغيرها من الطاعات والمِنَح المتاحة خلال شهر رمضان المعظم، وألَّا يشغل بالَه بشراء الكثير من الطعام وتحضير الأنواع المختلفة منه مما يتسبب في قضاء أوقات طويلة في المطبخ وطهي المأكولات بأنواعها بالنسبة للنساء والابتعاد عن الذكر والصلاة وقراءة القرآن في سبيل ذلك.

وأضاف، من الناس من يستعد لاستقبال رمضان بالطعام والشراب، وتُضيع المرأة وقتها الثمين في رمضان في إعداد الطعام الذي يبدأ من الظُّهر حتى أذان المغرب، وعند المدفع تجد المائدة مملوءةً بما لذَّ وطاب، وما زاد عن الحاجة، فيكون عُرضةً للإتلاف والرمي.

ولفت إلى أن، الإسراف ظاهرة لقومٍ لا يرجون لله وقارًا، ولا يحترمون نِعَمَ الله عز وجل، وبدلًا من أن يكون شهر رمضان شهرَ الاقتصاد، والمحافظة على الأوقات، واغتنام اللحظات، نجد أن كثيرًا من المسلمين أسرَفوا في رمضان.

وأردف، ان استهلاك المسلمين يزيد في رمضان، وأوزان المسلمين تزيد في رمضان، فنخرج من الصيام وما حقَّقْنا معنى الصوم، ولا حصَّلنا التقوى، فيا عجبًا أن يتحوَّل شهر الصيام إلى شهر الطعام، وإذا أردتَ أن تعرف هل صُمتَ حقًّا، فعليك بأن تزن نفسك لتعرف وزنك الليلة الأولى من رمضان، ثم انظر في ليلة العيد هل زاد وزنُك أو نقص؛ فهذا معيار لا يخطئ، ويحدث هذا وملايين المسلمين في القارة الإفريقية جوعى، والمسلمون في فلسطين وقطاع غزة لا يجدون الكفاف، مؤكدا أن التخمة في رمضان عند الإفطار تُفقِد المسلمَ حلاوة المناجاة، ولذَّةَ العبادة والذِّكر.

وأوضح، روى عن المصطفى عليه السلام عدة احاديث حول الإسراف، وقد حذَّر صلى الله عليه وسلم من الشِّبع والتخمة، فقال: «ما ملأ آدميٌّ وعاء شرًّا من بطنه، بحسْبِ ابن آدم أُكُلاتٌ يُقِمنَ صُلبَه، فإن كان لا محالة فثُلُثٌ لطعامه، وثلُث لشرابه، وثلُث لنفَسِه».

كما قال بعض السلف: جمع الله الطبَّ كلَّه في نصف آية، هي {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من كثر أكلُه، لم يجد لذِكرِ الله لذةً». وقال إبراهيم بن أدهم: «مَن ضبَط بطنَه ضبَط دينَه، وإن معصية الله بعيدة من الجائع، قريبةٌ من الشبعان». وقال لقمان: «يا بُنيَّ، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخَرِسَتِ الحكمة، وقعَدت الأعضاء».

ودعا إلى الاعتدال في الاكل والشرب خلال الشهر الفضيل، والابتعاد عن الطهي فوق اللازم، وكذلك الاكل حتى التخمة لان في ذلك ضررا كبيرا على الصائم، كما ان قضاء ساعات طويلة في تجهيز مائدة الافطار يبعد عن الذكر ولذة الاستمتاع بالشهر الفضيل وقضاء الوقت بالطاعة والعبادة، وما هو إلا أيام معدودات وضيف خفيف فعلينا أن نجد ونجتهد في الطاعة والعبادة.

وتابع، من المعلوم وللأسف الشديد أن الكثير من بواقي المائدة الرمضانية يذهب للمخلفات، بالرغم من وجود مركز حفظ النعمة خصيصا لتلقى بواقي الطعام في الاعراس والولائم ثم تطورت فكرته وبدأ في تلقى بقايا الطعام من البيوت وبقايا العزومات، وهذا ما ينبغي فعله في جميع بيوتنا.

وشدد على ضرورة التقليل من أصناف الطعام على المائدة خصوصا البروتينات، مثل: اللحوم والأسماك التي ربما وجدت كلها مجتمعة على مائدة واحدة، وبطبيعة الحال لا يمكن أكلها كلها فتهدر ولا يستفاد منها، وفي كل الأحوال التوسط والاعتدال أمر مطلوب في شؤون الحياة عموما، لا سيما إذا عرفنا أن بعض الزوجات تضغط على زوجها للاستدانة من أجل العزائم، وهو ما يضغط في اتجاه المشاكل الأسرية التي تفضي إلى الخلافات الكبيرة في كثير من الحالات.

مساحة إعلانية