رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1792

فضيلة الشيخ منصور عبدالله الكواري لـ الشرق: الخطابة علم وأجر.. وأثرها باقٍ بعد الموت

27 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
محمد العقيدي

أكد فضيلة الشيخ منصور عبدالله الكواري على ضرورة استغلال الشهر الفضيل شهر المغفرة والرحمة في العودة إلى المولى عز وجل والعمل بما أمرنا به والابتعاد عما نهانا عنه، خاصة أن هذا الشهر الفضيل هو شهر العتق من النار، ولابد فيه من مضاعفة عمل الخير وشد المئزر في الطاعة والعبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الكواري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستبشر بالشهر الفضيل، لذلك فإن كل مسلم حريص على عمل الخير عليه الفرح بهذا الشهر المبارك الذي يعتبر رحمة لنا، وبلوغه في الوقت الذي قد غاب به الكثيرون ولم يبلغوا شهر رمضان هذا العام، ونأمل أن يعيننا الله عز وجل على طاعته والصيام والقيام في شهر رمضان، موضحا: لا اعظم من رحمة الله سبحانه وتعالى والرحمة به أن يبلغنا هذا الشهر الفضيل واستثماره بالوجه الأمثل باستغلال كل وقت في الطاعة والعبادة، إذ علينا الحرص على استثمار الاوقات فيما يقربنا الى الله، خاصة انه شهر في السنة وعلينا كمسلمين استغلاله بالشكل الصحيح والمطلوب منا، وكما وصفه الله سبحانه وتعالى انه أيام معدودات مليئة بالخير والرحمة، وان هذه الاجواء تملأ بوجودنا بين المسلمين واهلنا ونعيش أجواءه وروحانياته التي يشعر ويفرح بها المسلم، ويتواصى فيه المسلمون ويتناقلون الخير، ويحرصون على المشاركة بالرأي الجماعي في أداء الصلاة بحسب ما يتفقون عليه وينتقلون من مسجد لآخر، وكل هذه الامور هي أجواء ايمانية وروحانيات الشهر الفضيل التي لا يشعر بها إلا المسلم.

 

بدايات الخطابة

وفيما يتعلق بالخطابة والدعوة قال الكواري: كانت بدايتها وتأسيسها بعد أن وفقنا لدروس العلم على يد مشايخنا في المساجد اولا ومن ثم الابتعاث للدراسة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، حيث اننا درسنا في هذا المجال، وبعد التخرج وفقنا المولى عز وجل في هذا العلم حيث اننا درسنا الحديث، العقيدة، الفقه، التفسير، وكذلك الدعوة، وأردنا أن نوصل ما تعلمناه من خير في الدين إلى الناس والمسلمين واتاحة اطلاعهم على جمال هذا الدين وروعة الإسلام بتفاصيله وحاجتنا اولا للعلم فوق أي حاجة، إذ اننا نرى ضرورة تعلم المجتمع شؤون دينهم ومن خلالنا يمكن دعوة الناس والمجتمع إلى الخير والصلاح وايصال العلم والدين إليهم، كما اننا استفدنا كثيرا من آراء المشايخ الذين بدورهم دلونا على أسس الخطابة إلى جانب العلم وفصاحة اللسان وكذلك حسن اختيار موضوع الخطبة أيضا، لافتا إلى أنه بدأ ممارسة الخطبة أثناء الدراسة الجامعية ومن ثم استمر على الخطابة إلى اليوم.

 منبر تنوير المجتمع

اما فيما يخص سبب اختياره للخطابة أوضح أن المولى عز وجل وفقنا ورزقنا تعلم احكام الدين، والوقوف على المنبر لتوجيه الناس وتعليمهم امور دينهم، ومن هذا الباب اخترت الخطابة لإيصال هذا الخير الذي في ديننا إلى العالم، حيث ان للمنبر أهمية ومكانة عظيمة في الاسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتلي المنبر ويوجه ويصوب ويعظ ويرشد من خلال منبره، كما ان الخطابة طاعة وعبادة عظيمة ومن الاجر الباقي الذي يستمر حتى ما بعد الموت.

وأشار إلى أن الخطابة فن أدبي له جلاله وشأنه في كل عصر ومجتمع وهو من الفنون القديمة في الأدب العربي. ومن خلال رحلته الطويلة في العصور المختلقة ظهر قدره وأثره بين العلماء والأدباء والساسة وأرباب الدعوات، وإن اعتراه بعض الكساد والفتور في بعض العصور فإنما ذلك يرجع إلى ظروف لا تتصل بهذا الفن الرفيع.

لافتاً إلى أن الإسلام اهتم بالخطابة وأعلى من قدرها فجعلها ركنا في صلاة الجمعة لا تصح إلا به، ورفع من قدر صلاة الجمعة وثوابها، لأنها توحد بين المسلمين وتجمع أخوتهم وتذكرهم بما فيه خيرهم وتحذرهم مما فيه شرهم من خلال موعظتها الأسبوعية، وكذلك في صلوات العيدين والكسوف والخسوف والاستسقاء، والخطابة معلم هام في مناسك الحج عندما يجمع المسلمون الظهر والعصر قصرا في عرفات اقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ألقى خطبة الوداع لتكون منهجا وسلوكا ينير طريق المسلمين في حياتهم من بعده، والتزم الخلفاء والأمراء بالخطابة بعد بيعتهم.

مساحة إعلانية